أعلى الإسلام تقديره لأتباعه دون التفريق بين "الرجل والمرأة "،فى الحدود والتكاليف والثواب والعقاب بإقرار مبدأ مساواة تكامل الشقين المتمايزين لا الندين المتنافرين ، وأعطى للمرأة حرية لم تكن ممنوحة لها من قبل الإسلام . فحررها بشرائعه من أغلال وأصر الجاهلية الأولى وأعطاها من الحقوق ما لم تعطها الحضارة الغربية وأقر مشاركتها فى مجتمعها ولم يأمر بحبسها فى منزلها . يؤكد الشيخ محمود عاشور عضو مجمع البحوث الاسلامية سابقاً ، انه باستعراض المنهج الاسلامى من خلال القرأن الكريم ، والسنة الصحيحة نجد أن بهما كثيراً من النماذج التى تظهر ان الاسلام أقر الحرية المضبوطة بقيم الإسلام للمرأة فى الخروج من المنزل ما دام فى اطار مكارم الاخلاق ، وحسن النية مع الاحتشام بالتزام الحجاب الذى امر الله به فى قوله تعالى "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن ". وأقر الشرع خروجها لأداء العبادات كأداء الصلاة فى "المسجد "،بل كانت النساء تخرج إلى الصلاة فى الاوقات المتأخرة من الليل ...أو فى صلاة الفجر . كذلك أقر خروجها لأداء "الحج" أو "العمرة "فكانت النساء يخرجن للحج والعمرة ، "وللجهاد فى سبيل الله" ، فقد كان النساء فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم يخرجن مع النبى وصحابته للجهاد ... فيقمن بأعمال تتناسب مع طبيعتهن مثل سقى العطشى ،ومداوة الجرحي . قال الشيخ عاشور ..ان الشرع أقر خروج المرأة لغير العبادات ،كالخروج للعمل فقد روى القرأن الكريم قصة موسى عليه وعلى نبينا السلام مع ابنتي شعيب وكذلك الخروج لطلب "العلم والتعليم "،فقد كانت أول أية نزلت من القرأن "اقرأ باسم ربك الذى خلق " داعية إلى طلب العلم ،وكانت السيدة "عائشة" رضى الله عنها (مفتية الصحابة ).. وأقر أيضاً خروج المرأة لقضاء حوائجها الضرورية التى يقضى العرف خروج مثلها لها ، فروى البخارى ومسلم عن عائشة رضى الله عنها قالت ...قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنه قد اذن لكن ان تخرجن لحاجتكن " . ويرى المفكر الاسلامى "محمد عمارة " انه فى عصرنا هذا ، هناك نموذجان للغلو فى مسألة خروج المرأة ، الأول اللغو الدينى ،والثانى اللغو اللادينى ، فالأول اراد ان يعتبر ان المرأة "دمية المنزل " ومتعة الفراش ومعمل تفريخ النسل ولا شأن لها بما وراء ذلك وذلك باسم الدين . والثانى أراد ان يخرج المرأة من دينها ومن أنوثتها فى آن باسم "الحرية المطلقة والمساواة "..الندية للرجل المتمثلة فى النموذج الغربى . أما النموذج "الوسطى " الذى يمثله عصر النبى صلى الله عليه وسلم – وهو القدوة والأسوة للأمة ، حتى يرث الله الأرض ومن عليها – فكانت المرأة تخرج من بيتها للمشاركة فى المجتمع وفى مجالات عدة منها العبادات ،المعاملات ، الاحتفالات .