نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا اوردت فيه ان الاستفتاء على الدستور الجديد ازاح الستار عن انقسامات حادة في مصر ، بعد ستة أشهر من إزالة المجلس العسكري الرئيس الاسلامي المنتخب ، حيث يصطف الناخبين المؤيدين للجيش خارج مراكز الاقتراع ، و ينشدون الأغاني الوطنية ، و يقبلون صور القائد الاعلي للقوات المسلحة، و يتقاسمون الامل في اصلاح بلادهم المضطربة.
واندلعت أعمال عنف متفرقة في معظم أنحاء البلاد في اليوم الأول للتصويت ، خلفت 11 قتيلا ، مع حرق المتظاهرين الإطارات، و رشقوا الشرطة بالحجارة ، كما خلقت القنابل الحارقة توتر كاف لابقاء العديد من الناخبين في منازلهم الثلاثاء.
الاستفتاء علي الدستور ،المقرر انتهائه مساء الاربعاء، معلما رئيسيا في خارطة الطريق السياسية المدعومة من الجيش نحو انتخابات جديدة لاختيار رئيس وبرلمان بعد انقلاب 3 يوليو الذي خلف أمة منقسمة بشدة بين أنصار الإخوان المسلمين من جانب، و القوات العسكرية والأمنية من جانب اخر، مدعومة بشريحة واسعة من الشعب الذي يتوق للاستقرار بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات المميتة و المشاكل الاقتصادية .
يشير التصويت حتى الآن الي أنه هناك رغبة قومية عارمة تدعم القائد العسكري الجنرال عبد الفتاح السيسي ليكون المرشح الرئاسي المحتمل. و قد اثار احتمال عودة مصر الي الحكم العسكري تساؤلات حول مستقبل الديمقراطية هنا، لكنه يخاطب أيضا التعب الذي يشعر به معظم المصريين بعد كل الاضطرابات التي اجتاحت البلاد منذ الاطاحة بحسني مبارك عام 2011.
يجري التصويت في مناخ من الخوف و جنون العظمة، حيث تظهر السلطات، و وسائل الإعلام الموالية للعسكري في الغالب، وعدد كبير من المصريين تسامح ضئيل أو معدوم للمعارضة . تعرض حملات للتصويت "لا " للاعتقال من قبل الشرطة. و يقلب المصريين الذين عبروا عن معارضتهم للدستور، أو حتى أجزاء فقط منه، بالخونة .