تناولت الصحف الأجنبية اليوم موضوع الانتخابات الرئاسية في مصر واعتبرته حدثا تاريخيا في حياة المصريين الذين لم يعتادوا على هذه الممارسة. بعض الصحف كانت هناك ونقلت شعور الناخبين وآرائهم التى تتأرجح بين الفرحة والأمل والقلق والخوف فيما وصفت وول استريت جورنال الانتخابات بأنها انتقال مترنح من ديكتاتورية العسكر للحكم المدني الديمقراطي . أشارت صحيفة "واشنطن بوست " إلى فرحة المصريين و تدفق طوابير الناخبين إلى مراكز الاقتراع، ووقوفهم تحت حرارة الشمس الحارقة صباح اليوم الأربعاء لانتخاب رئيس جديد . ونقلت الصحيفة عن هيثم عبد الظاهر ( 37 عاما) , الذى احضر ابنه يوسف ( 10 اعوام ) الى مركز الاقتراع فى حى العجوزة بالقاهرة ليتمكن الطفل من مشاهدة التاريخ يتكشف امام عينيه , " انه اجمل يوم , المصريون يصوتون , وانا أريد أن يرى أبنى الفرحة التى تشهدها مصر " وفى مركز الاقتراع نفسه , قالت منى المغربى , مديرة تسويق للصحيفة " انها ليست الظروف الملائمة للتصويت ولكننا سوف نفعل ذلك "، في اشارة الى ال 16 شهرا الماضية من الحكم العسكري التي أعقبت الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك . وأضافت المغربى أن هذا التصويت هو وسيلة لتكريم المصريين الذين ماتوا خلال الثورة . وأوضحت المغربى أنه " من دون الناس الذين لقوا حتفهم , كنا لن نقف هنا اليوم. كنا سيكون لدينا رئيس جاهز آخر وتصويتنا لن يكون له اعتبار " . وفى مكان قريب , كانت شكوى أمنية محمد , وهى تجلس على كرسى متحرك تنتظر شخص ما ليجلب لها ورقة الاقتراع من غرفة التصويت فى الطابق العلوى , من أن المعاقين يتم معاملتهم بشكل سئ فى مصر لذلك جاءت لتنتخب الاسلامي عبد المنعم أبو الفتوح , الذى وعد بالتركيز على احتياجات المصريين المعاقين . وقالت " انا خائفة وسعيدة . نحن لم يكن لدينا مثل هذه المشاعر المتضاربة . نحن نأمل انها تكون انتخابات حرة ونزيهة . نحن نأمل فى العدالة " وأشارت واشنطن بوست ، انه فى الوقت الذى اصطف فيه ملايين امام مراكز الاقتراع لانتخاب رئيس خلفا لمبارك ، كان المزاج العام في مصر متحمسا ومتفائلا كما كان في الايام التي اعقبت الاطاحة بالمستبد يوم 11 فبراير 2011 . وأضافت أن بعض المصريين كان لديهم شعور بعدم الارتياح، حيث يمكن للنتائج أن تتسبب فى مزيد من الانقسامات التى احدثت توترا فى النسيج الاجتماعي للبلد خلال الفترة المضطربة ما بعد الثورة .. وفيما يتعلق بالتزوير اشارت واشنطن بوست الى اطمئنان معظم المرشحين والناخبين بانه لن يحدث تزوير على نطاق واسع كما كان يحدث بطريقة ساحقة على مدى عقود عصر مبارك لتحقق الانتصارات للحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم , لكن ناخبين وسياسيون قد اعربوا عن قلق بشأن مخالفات وانتهاكات محتملة . قال احمد أمام ( 28 عاما) , وهو مدير لمتجر لبيع الملابس في وسط القاهرة , " انا خائف أكثر منى متحمس " ، واضاف " أنا اخشى ان شيئا ما قد يحدث – عنف ، أو أي شيء من هذا القبيل ." وقال امام انه يعتزم التصويت لصباحي وانه "يأمل في أن لا يعبث أحد بصوته ". وأضاف أن " كل شخص ينبغى ان يصوت " أوضحت الصحيفة الامريكية أنه ليس كل شخص سيصوت. فمن بين أولئك الذين يخططون لمقاطعة الانتخابات صلاح عبد المسعود، وهو نجار ورسام قال انه لم يكن لديه عمل منذ ثورة العام الماضي. وأنه صوت لصالح حزب الحرية والعدالة لجماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية لكنه أشتكى من أنه لم يرى تقدما يذكر . وقال السيد عبد المسعود ( 64 عاما) " كل أولادي المتعلمين يجلسون في المنزل ، وأنا أجلس طوال اليوم في المقهى بدون عمل, ما هي هذه الانتخابات ؟ " وانتقلت الصحيفة الى ميدان التحرير ، المركز الرمزي لتمرد العام الماضي ، حيث لاحظت اختفاء معظم الناشطين الذين حافظوا على تواجدهم على مدار الساعة مطالبين قادة الجيش بالتخلي عن السلطة . ومن داخل إحدى الخيام القليلة التي لا تزال قائمة ، قال الناشط خالد العبيدي (46 عاما) أنه لا أحد من المرشحين البارزين في الاقتراع يتبنى قيم الثورة, وأضاف " لا أحد من هؤلاء المرشحين لديه نوع الشخصية التى تصلح لقيادة مصر " . وأشارت صحيفة "جلوب آند ميل" الكندية إلى أن الانتخابات كانت الشغل الشاغل للمصريين، على مدى الأيام السابقة واليوم يتاح للمصريين للمرة الأولى في تاريخهم – منذ 7000 عام – الفرصة لانتخاب زعيمهم الوطني. ورصد مراسل الصحيفة انسيابية المرور في البلاد التى اشتهرت بالزحام المروري وذلك لمكوث الناس في منازلهم استعدادا للتصويت. وأشارت الصحيفة إلى أن عاطفة الخوف هي القوة الدافعة لكثير من الناخبين في اتخاذ خياراتهم فالبعض يخاف من العودة إلى النظام السابق ، والبعض الآخر يخشى أقامة دولة اسلامية . صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية المحافظة كتبت تحت عنوان "الأصوات المضطربة في مصر تجرب الديمقراطية الوليدة" أن الانتخابات الرئاسية التاريخية تستعد لإعادة تشكيل مفاهيم الديمقراطية ومعناها بالنسبة للعالم العربي. واعتبرت الصحيفة الأمريكية المحافظة أن الانتخابات تشكل أكبر اختبار للبلاد حتى الآن للانتقال المترنح من الديكتاتورية المدعومة من الجيش إلى الحكم المدني الديمقراطي. ورأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه على الرغم من عدم وجود استطلاعات للرأي موثوق بها، وليس هناك دستور دائم لتحديد واجبات الرئيس وصلاحياته، إلا أن التصويت ينظر إليه من قبل نطاق واسع من المصريين باعتباره خيار حاسم يؤثر على مسار مصر لعقود مقبلة. وأشارت الصحيفة إلى عملية الاقتراع بأنها كسر رائع لتقاليد عصر مبارك عنما كانت النخبة الحاكمة تعزز نفسها في الانتخابات الرئاسية لعقود من زمان. وعرضت الصحيفة للانتخابات البرلمانية السابقة التي حاز الإخوان فيها على الأغلبية وظل البرلمان محدود في سلطته الفترة السابقة، وأضافت الصحيفة أن بعض الناخبين يقولون بأنهم ندموا لدعم جماعة الإخوان. صحيفة "الاندبندنت" البريطانية قالت أن "ملايين المصريون ينتقلون إلى مراكز الاقتراع لاختيار رئيس بحرية في المرة الأولى منذ إزاحة حسني مبارك العام الماضي" وبعد عقود من الحكم الاستبدادي. ورأت "الاندبندنت" إلى أنه أيا كان المرشح المنتصر فسيواجه مهمة لا يحسد عليها من الاضطرار إلى التعامل مع مجموعة من المشاكل الهائلة، بدءا من الأمن والاستقرار وارتفاع معدلات البطالة . جلوبال آند ميل : الخوف من النظام السابق أو من فرض دولة إسلامية دفع المصريين للتصويت وول ستريت جورنال : الانتخابات المصرية تعيد تشكيل مفهوم الديمقراطية في العالم العربي