رصدت صحيفة "الفينانشيال تايمز" أجواء الانتخابات فى ليبيا، حيث يتوجه الليبيون الى صناديق الاقتراع يوم السبت القادم ليختاروا برلمان من 200 عضو ليشكل الحكومة ويختاروا 60 عضو ليشكلوا جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد. ونقلت الصحيفة الوضع فى طرابلس كما نقلت صورة الشباب فى حملات الناخبين وهم يخرجون الى الشوارع رجالا ونساء ليتحدثوا للناس، حيث قالت الجريدة ان هذا المشهد الذى يبدو طبيعيا فى معظم بلدان العالم الديمقراطية إلا أنه فى ليبيا التى لم تشهد انتخابات حرة منذ اكثر منذ أربعة عقود جعل الناخبين فى حالة من الانبهار. ويقول سمير تركى عضو فى احد الحملات الانتخابية " هذا ما كنا ننتظره منذ وقت طويل, لم نري شئ مثل هذا من قبل إلا من خلال التلفزيون فى بلدان اخري". وتقول الصحيفة ان الانتخابات شابتها أحداث العنف المتكررة بين القبائل فى الجنوب وبعض الهجمات على مراكز الانتخابات من قبل البعض من شرق ليبيا، مطالبين بمزيد من الاستقلال لمنطقتهم، مضيفة أن الليبيين يقولون ان الانتخابات سوف تمنح الحكومة المركزية مزيد من السلطة للقضاء على مثل هذة الاضطرابات. وبالنسبة للبعض هذه الانتخابات تمثل فرصة مبشرة للبلاد للعودة للمجتمع الدولى بعد عقود من حكم رجل مصاب بجنون العظمة جاء ليمثل ليبيا للعالم ولليبيين أنفسهم. ويقول على زارداب جراح "اننا لا نصدق ما يحدث، لأول مرة نشعر اننا حقا ننتمى لهذا البلد". وتقول الجريدة ان الإسلاميين وخاصة "الإخوان" هم الأكثر تنظيما ويبدو أنهم يؤدون أداء جيدا مثل تونس ومصر والمغرب، كما تقول كلوديا غازى محللة من مجموعة الأزمة الدولية " لا احد يقوم بالدعاية الانتخابية مثلهم ". وأضافت أن القادة العسكريين منتشرين بقوة فى ليبيا وهو ما يقلل بشكل ما من أفضلية الإسلاميين، وكنتيجة لذلك يبدو أن كل المرشحين يهرعون الى الوسطية. وتقول الجريدة أن أحد المرشحين السلفيين الذى كان ينتمى لتنظيم جماعة المحاربين الإسلامية الليبية المتصلة بالقاعدة حلق ذقنه الكثيفة بعد انتشار ملصقات دعايته الانتخابية . وتقول الصحيفة انه حتى الليبراليين بما فى ذلك تحالف ائتلاف القوى الوطنية التي يديرها رئيس الوزراء المؤقت السابق محمد جبريل, يروجون لتقواهم ويمزجون حديثهم بالخطاب الديني. ويعتقد الكثيرون ان حزب جبريل سوف يؤدى أداء جيدا فى الانتخابات وقد يضعه هذا فى منصب قيادى فى الحكومة المستقبلية. وتوضح الجريدة أن المعسكر الليبرالى كما فى مصر وتونس يبدو مشتتا، بينما الإسلاميين نظموا أنفسهم فى كتلتين, ويري معظم المحللين أن الإسلاميين يجب ان يؤدوا أداء جيدا فى الانتخابات ولكن فى ظل تنافس حوالى 4000 مرشح فان التنازل عن التصويت سيكون لقمة سائغة بالنسبة للكثيرين. وعلقت الصحيفة قائلة إن الناخبين يبدون غير مدركين لاهمية الانتخابات ولحقيقة انهم ينتخبون الناس الذين سيشكلون مستقبل البلاد. الصحيفة: المعسكر الليبرالي الليبي يبدو مشتتا كما في مصر وتونس.. والإسلاميون نظموا أنفسهم في كتلتين