زعيم كوريا الشمالية يعيد صياغة تاريخ بلاده وفقاً لأهوائه

في سابقة هي الأولى من نوعها، أزالت وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الشمالية 99% من التقارير الإخبارية والتحاليل السياسية التي يضمها أرشيف الوكالة. ووفقاً لتقرير نشره موقع NK، رفع القائمون على وكالة كوريا الشمالية KCNA ما يربو على 35 ألف تقرير، كما اختفى ما يربو على 20 ألف تقرير من أرشيف موقع "رودونغ"، الموقع الرسمي للحزب الحاكم في كوريا الشمالية.
السماح بالتقارير التي تمجد زعيم البلاد فقط
وتشير معلومات نشرتها صحيفة يديعوت احرونوت العبرية إلى أن أرشيف التقارير، الذي تحتفظ به وكالة أنباء كوريا الشمالية حالياً، يعود تاريخه إلى شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي فقط، وما سبق هذا التاريخ لا يوجد له أي أثر على موقع الوكالة، باستثناء التقارير التي تمجد وتثني على سياسة الزعيم كيم جونغ اون، كالتقارير التي يعود تاريخها إلى شهر آب (أغسطس) من العام الماضي، وهو التاريخ الذي وجه فيه اون رسالة إلى أطفال كوريا الشمالية، أما أية تقارير أخرى بما في ذلك التقارير والأخبار التي تحدثت عن وفاة زعيم كوريا الشمالية السابق كيم جونغ ايل، فتمت إزالتها هي الأخرى من أرشيف الوكالة.

الخبير الإعلامي فرانك فاينشتاين الذي يتابع ويتعقب إعلام كوريا الشمالية الموجه، أكد أن التقارير التي نشرتها الوكالة التي يدور الحديث عنها باللغات الانجليزية، الاسبانية، الصينية، واليابانية، تمت إزالتها من أرشيف الوكالة، وأضاف: "كل الخطوات التي يتخذها نظام كوريا الشمالية محسوبة تماماً وبالغة الأهمية"، مشيراً إلى أن ما نشرته الوكالة سابقاً، لا يظهر عند استخدام محرك البحث الالكتروني غوغل.
رغم ذلك أوضح فاينشتاين أنه لا يزال هناك موقع واحد يمكن من خلاله مطالعة ما تمت إزالته من أرشيف وكالة أنباء كوريا الشمالية، وهو الموقع الفرعي للوكالة، الذي يديره صحافيون كوريون في اليابان، لاسيما أن فرع الوكالة في طوكيو لم يتأثر بالقرار السياسي الصادر في بيونغ يانغ، إذ إنه يعمل بشكل مستقل، ولا يتلقى - على ما يبدو - تمويلاً من نظام كوريا الشمالية.
إزالة التقارير التي تتحدث عن إعدام عم الرئيس
محللة أخرى رفضت الكشف عن هويتها لموقع NK خوفاً من بطش كيم جونغ اون، قالت: "أصبت بصدمة ودهشة في الوقت عينه من تطرف قرار بيونغ يانغ، وتتضح جداً هوية الشخص الذي يقف خلف إصدار هذا القرار، فرأس نظام كوريا الشمالية يرغب في إعادة صياغة تاريخ بلاده مجدداً، وفقاً لأهوائه الشخصية".
وتشير المعلومات التي نشرتها صحيفة يديعوت احرونوت العبرية إلى أن قرار إزالة 99% من أرشيف وكالة أنباء كوريا الشمالية، جاء في أعقاب نشر الوكالة أكثر من تقرير حول إعدام عم ديكتاتور بيونغ يانغ "غانغ سونغ تاك" الأسبوع الماضي على خلفية ضلوعه في قضايا فساد، وبعد أربع وعشرين ساعة من نشر تلك التقارير، أزيل من أرشيف الوكالة 15 تقريراً تخص عم رئيس كوريا الشمالية، وتم تحرير 500 تقرير من جديد من دون ذكر اسم تاك فيها، لا سيما أن الأخير كان يعتبر ثاني أقوى رجل في كوريا الشمالية، ونسبت له محاولة الإعداد لإسقاط وريث الحكم الصغير.
أما عن المشهد السياسي الحالي في كوريا الشمالية، وما يخص منه علاقة رأس النظام في بيونغ يانغ بمؤسساته، بثت وسائل الإعلام صوراً تعكس إلى جانب كبير ما وصفته الصحيفة العبرية بآليات الاستعباد في تلك الدولة، إذ نقل التلفزيون الرسمي عرضاً عسكرياً هائلاً، أدى خلاله الجنود يمين الولاء لأسرة كيم، وذلك بمناسبة مرور عامين على وفاة الرئيس السابق كيم جونغ ايل. وتضمن البث صوراً لعرض آلاف الجنود الكوريين في ميدان "قصر كوسومان"، الذي تتواجد إلى جواره مدافن جونغ ايل ووالده كيم ايل سونغ، وقال الجنود في يمين الولاء: "نقسم بقلب مخلص ونتعهد بخدمة قائدنا الأعلى، وانه زعيمنا الوحيد، وأن ندافع عنه بشجاعة الفرسان".
وسائل الاعلام محت الاف المقالات من ارشيفها
قال موقع اميركي يراقب وسائل الاعلام الكورية الشمالية ان وسائل الاعلام الكورية الشمالية محت من ارشيفها الداخلي عشرات الالاف من المقالات وذلك بعد ايام على اعدام جانغ سونغ-ثايك (67 عاما) الذي كان يعد الرجل الثاني في النظام وزوج عمة الزعيم الكوري الشمالي.