بجد وصحيح زهقنا من كل هذه المهاترات واللغط فى الشارع الرياضى المصرى والذى لا مثيل له فى العالم أجمع، فكل الدول فى العالم بما فيها التى تتعرض لأزمات ومشاكل أكبر بكثير مما نتعرض له تلعب رياضة وتشارك فى البطولات حتى إن لم تحقق انتصارات، فالفوز بالبطولة ليس هو الهدف الوحيد، لكن على الأقل النشاط الرياضى والحياة فى الملاعب تمثل الحياة الحقيقية للناس وليس الرياضيين فقط، فمن غير المعقول أن تكون دول مثل العراق بكل ما نسمع وترى عن انفجارات وضحايا بالجملة وسوريا التى تتعرض لمؤامرات داخلية وخارجية وبها ما يشبه الحرب الأهلية واليمن والتى لا تزال المظاهرات تجوبها ليلا ونهارا وليبيا التى انفرط عقد الأمن فيها تماما، بل إن بعض من المسئولين والمدربين الرياضيين تعرضوا لمحاولات اغتيال وخطف، ومع ذلك صممت هذه الدول على استمرار الرياضة وذلك على الرغم من أن هناك خلافات كبيرة بين معظم الأطراف الرياضية هناك إلا أن الرغبة فى الحياة والإصرار على استمرار النشاط الرياضى تقلبت على كل الظواهر السلبية التى نحيط بهذه الدول بل إن دولة مثل الصومال التى تعانى من حربا أهلية منذ سنوات طويلة اتضح أنها تمارس الرياضة، وأن لديها بطولة دورى عام صحيح هى لا تشارك فى الأنشطة الدولية، وذلك لقلة الموارد وعدم استطاعتهم تحمل تكاليف المباريات واللقاءات الدولية إلا أنهم صمموا على الحياة واستمرار النشاط رغم بعدهم تماما عن كل الأنشطة الدولية والأمثلة كثيرة جدا حول العالم إلا فى مصر، التى خرجت منها الرياضة ولم تعد ويبدو أنها لن تعود فى ظل هذا الصراع السخيف والممل بين وزارة الرياضة واللجنة الأوليمبية والذى تصاعد حتى وصل إلى اللجنة الأوليمبية الدولية والتى انتظرنا جميعا أن ترد واتفقنا على الالتزام بما ستحكم به الأوليمبية الدولية، لكن وعلى ما يبدو أن خطاب الأوليمبية الدولية لم يعجب السيد الوزير ومن حوله فاستشعلت الدنيا، وقامت حرب التصريحات بين الطرفين ويبدو أنه لا يوجد لديه كبير وأنا فى الحقيقة أتعجب من موقف مجلس الوزراء مثلا الذى يقف متفرجا على خناقة بين طرفين كان من السهل جدا الجمع بينهما حتى نصل إلى حلول جذرية لصالح الرياضة المصرية ولكن وبكل أسف كل ما تراه تقرؤه وتتابعه حرب تصريحات وتجريح بين الأطراف لم تعد هناك هيبة الدولة والتى تقف فى موقف المتفرج فقط لا غير حتى تنتهى الخناقة السخيفة، وسأذكر مرة أخرى بما كتبه هنا منذ أكثر من شهرين محذرا الوزير طاهر أبوزيد من الانجرار لمعركة اللوائح والتى لن نجنى من ورائها سوى التأخر والتخلف لسنوات طويلة لن تشعر بها الآن، ولكن يبدو أن العناد أصبح هو الأساس فنجد الوزير يقطع علاقته برئيس اتحاد الكرة لأنه لم يختر المدرب الذى رشحه الوزير لقيادة منتخب مصر وهو أمر فى الحقيقة بعيد تماما عن صلاحيات الوزير بل العكس هو الصحيح، فلا يجوز مطلقا أن ينحاز الوزير لطرف على حساب الآخر فهو الرئيس للرياضة المصرية الرسمية، وهو إن فعل ذلك فسيضع سنة سيئة لمن بعده وستعود بالخسارة على الجميع أيضا، قلت للوزير طاهر أبو زيد أن بقاءه فى الوزارة لن يطول لأن هذه هى سمة العصر فى مصر، لذلك عليه أن يعمل للمستقبل وأن ينسى كل خلافاته السابقة، لأنه أصبح وزيرا للجميع وليس لفصيل واحد أو بضعة أصدقاء ولعله بل ولعلنا جميعا لا ننسى أن سقوط مرسى وحاشيته جاء بسبب ظنهم أن مصر فصيل واحد أو شلة أصحاب وهو الأمر الذى رفضه الشعب المصرى، وخرج عن بكرة أبيه وأسقط هذا النظام بعد فترة حكم لم تتجاوز عاما واحدا.. مرة أخرى أقول للوزير إن الفرصة مازالت موجودة بعيدا عن الحسابات وبعيدا عن بعض من المستشارين الذين ثبت فشلهم بقوة من هنا وجب على أبو زيد وأيضا خالد زين أن يجلسا ويتفقا وينتهيا من كل هذا العبث لأننا بصراحة زهقنا وطهقنا ولن نتحمل أكثر من ذلك.