الطائفة اليهودية إلي زوال وأعمار أغلبها تقترب من الثمانين أحلم بأن تساعدني الدولة فى توفير حاخام من يهود البلاد العربية للصلاة على الموتي حرصت علي عدم الزواج من يهودي.. وابنتي مسلمة توجد سجلات تحتوى على المواليد والوفيات والزيجات منذ أيام سيدنا موسى .. ومصر مهد اليهودية جميع أبناء اليهود في مصر إما مسلمون أو مسيحيون بحسب قوانين السن أنا وشقيقتي أصغر.. وربما سنصبح آخر يهود مصر والدي طلب المشاركة في الحرب ضد إسرائيل في 67 فتم اعتقاله هو وكل الرجال اليهود في مصر مجلس شورى الإخوان ألغى الدعم الشهرى للطائفة اليهودية
" باركك الرب فأنت مصرية أصيلة"..هكذا وصفها المتظاهرين، أثناء شاركت في مظاهرات 30 يونيو المطالبة بإسقاط الرئيس مرسي، وهي أصغر النساء ال 14 اللائي تتكون منهن الطائفة حيث غالبية العضوات الباقيات في الثمانينات من أعمارهن ويعشن علي المساعدات ودخل تأجير ما تمتلكه الطائفة من عقارات منذ أجيال عديدة.. أنها ماجدة شحاتة هارون، بنت المحامى المصرى اليهودى الشهير، الذى ناضل ضد الصهيونية طوال حياته، عقب توليها منصب رئاسة الطائفة اليهودية، فى منتصف أبريل الماضى، إثر وفاة الرئيسة السابقة، كارمن وينتشين.
كثير من المصريين لا يعرفون عن تلك الطائفة فى مصر وعددهم والتراث اليهودى فى مصر وخزائن وأسرار تلك الطائفة بمصر..فتحت "الفجر" ذلك الملف خلال حوارها مع ماجدة شحاتة هارون، رئيسة الطائفة اليهودية بمصر، ونكشف خلال الحوار على مدار حلقتين عدد اليهود فى مصر وأحوالهم داخل المجتمع..
- من هى ماجدة هارون؟
*أنا رئيسة الطائفة اليهودية وابنة شحاتة هارون المحامى اليسارى وأحد مؤسسى حزب التجمع، لدى بنتان إحداهما مسلمة والأخرى مسيحية، حيث تزوجت من مسلم وزوجى الحالى مسيحى، يعتبر بيتى هو البيت الوحيد الذى يحتفل بالأديان الثلاثة، فهذه الأديان تسكن فى بيت واحد ونعيش حياة هادئة ومستقرة.
- كيف تم اختيارك كرئيسة للطائفة اليهودية؟ * تم ترشيحى كرئيسه من قبل الطائفة، وكذلك رشحت شقيقتي كنائبة للرئيس وترشيحنا تم لكوننا الأصغر سنا ولدينا القدرة على الاهتمام بشئونهم، وذلك رغم أن أعمارنا تزيد على الستين ولكننا نظل الأصغر لأن بقية الطائفة أعمارهم تزيد على ال80.
- باعتبارك واحدة من اليهود المصريين.. هل واجهتك مشكلة بسبب خانة الديانة فى بطاقتك؟ * لا توجد أى مشكلة عند التعامل مع الناس، ولكن هذا لا يعنى أن خانة الديانة فى البطاقة لم تسبب لى مشاكل، وعلى سبيل المثال اضطررت للانتظار سنتين للحصول على رقمى القومى، عندما توجهت بالأوراق فوجئ الموظفون بديانتى، وأخذوا يسألوننى إن كانت صحيحة أم لا، بل سألونى إن كنت مصرية أم لا، وفوجئت الموظفة التى كانت تجلس على الكمبيوتر بديانتى، فقامت بالنداء على رئيسها، ثم أشارت له على خانة الديانة، فقال لها: اكتبيها كما هى، هذا دين ربنا، وعندما ذهبت لاستخراج تصحيح لشهادة ميلادى من القلعة سألنى الموظف عن جنسيتى، فقلت له إننى مصرية، فقال لى ولكنك مولودة في السقف الإسرائيلى، وهو اسم المستشفى الذى ولدت فيه بالإسكندرية، وقلت له هل الذى يوُلد فى المستشفى الإيطالى يكون إيطالى الجنسية، فطلب أن يرى جواز سفرى، وعندما أريته إياه طلب منى أن أكتب عنوانى ورقم تليفونى، وعندما سألته عن السبب قال لى: دواع أمنية، فرفضت أن أكتب ورفض أن يعطينى شهادة الميلاد.
- كيف تعاملت وأنت طالبة مع طالبات مثلك فى المدرسة، وخصوصا أن ذلك تزامن مع حرب 1967؟ * أنا كنت أدرس بمدرسة ليسيه بباب اللوق وأثناء حرب 67 كنت في الصف الثانى الإعدادى ولم تحدث أى أحاديث من زملائى فى المدرسة لصغر سننا فى ذلك الوقت، ولم أستطع الحفاظ على صداقة من أصدقاء المدرسة بسبب مشاغل الدراسة والحياة، ولكن عندما كبرت تعرفت على بعض الأصدقاء منهم نجوى عدلى عبيد ونيفين ابنة شقيق د.جلال أمين والتي تساعدني في كثير من أمور الطائفة.
- كيف كنت تدرسين مادة الدين اليهودى فى المدرسة؟ * كنت لا أقوم بدراسته طوال مراحلى الدراسية، ولكنى فوجئت وأنا في الصف الثالث الثانوي بأن هناك امتحانا فى مادة الدين وأنا لم أتسلم أى كتاب دين لأنها مادة إجبارية، فأرسل والدى خطابا لوزير التربية والتعليم، وقال له: كيف تمتحن الطالبة مادة الدين وهى لم تدرسها فى المدرسة ولم يصرف لها كتاب، ولكنى فى نهاية الأمر امتحنت وكنت الطالبة الوحيدة فى اللجنة التى تمتحن هذه المادة، وكانت الأسئلة فى الأخلاق بصفة عامة وليس في الديانة نفسها.
- ذكرت أن والدك كان له تأثير عليك ربما يفوق تأثير والدتك ..فما هو السبب في ذلك في وجهة نظرك؟ * لقد تعلمت من والدى معنى الإنسانية وحب الإنسان بغض النظر عن دينه وانتمائه، وكان لميول والدى اليسارية تأثير كبير على نشأتى، فبينما كانت البنات فى سنى يلعبن بالعروس ويهتممن بتمشيط شعورهن مع مشاهدة أفلام والت ديزنى، كان والدي يصطحبنى إلى سينما أوديون لأنها كانت تعرض أفلاما روسية مثل فيلم "الحرب والسلام" وكان يحدثنى عن حرب فيتنام، فاختلفت عمن فى مثل عمرى، وكان انتماؤه لمصر بلا حدود وهو رفض أن يرحل عنها، وفى حرب 67 أرسل خطابا لعبد الناصر يطالب أن يشارك فى الحرب ضد إسرائيل، وأذكر في يوم وأثناء عودتي من المدرسة شاهدت والدى واقفا على باب المنزل وبجواره شنطة ملابس وتصورت أنه ذاهب لكى يحارب مع الجيش المصرى، ثم فوجئت ببعض الأفراد يطلبون منه أن يأتى معهم فقلت لبابا خذنى معاك ولكن ماما قالت لى إنه لن يذهب لكى يحارب ولكنه مقبوض عليه بسبب ديانته، وصدمت وقتها، و عاد والدي بعد 4 أشهر وهناك بعض اليهود رجعوا بعد سنتين وكان قد تم القبض على عدد كبير من اليهود من سن 16عاما حتى 60 عاما، وبعدها هاجر عدد كبير جدا من اليهود من مصر.
- وما شعورك وقت القبض على والدك ..وهل شعرت بالحنق علي مصر والمصريين؟ * طول عمري أشعر بأن هذا البلد وطنى وعندما حدث ذلك احتضننا الجيران، فلا أنسى مواقفهم معنا طوال فترة اعتقال والدى، فعندما كنت أشترى من البقال أشياء للبيت وعند الحساب يقول "لما بابا يرجع بالسلامة"، وكذلك باعة الخضار في أول الشارع يقولون نفس الكلام مع العلم بأنهم بسطاء وأصحاب دخول محدودة ولكنها العشرة التى لا تجدها فى أى مكان إلا فى مصر، وعرفت أن والدى قد أفرج عنه معهم حيث قاموا بعمل زفة كبيرة له عند خروجه.
- وهل جاء لوالدك عروض لكى يذهب إلى إسرائيل؟ * لم يأت له على الإطلاق أى عروض بهذا الشكل، لأنه كان ضد فكرة إنشاء دولة إسرائيل.
- علاقة والدك بحكم الرئيس جمال عبدالناصر؟ * كانت جيدة لأقصى درجة، مع العلم بأنه تم اعتقاله أكثر من مرة، ولقد وجدت كمية كبيرة من مسودات البرقيات والتى كان أبى يرسلها إلى الرئيس جمال عبدالناصر عندما يجد أى شىء لا يعجبه، ومع هذا لم يلتق أبى بالرئيس عبدالناصر.
- كنت طالبة أثناء حرب أكتوبر.. كيف تذكرين تلك الفترة؟ *أذكر أنني عاصرت بالجامعة حالة اللاسلم واللاحرب التي سبقت الحرب وشاهدت المظاهرات التى تطالب بالحرب ومع العبور كنت أشعر بالفرحة وكنت آنذاك طالبة فى الجامعة ، وكانت لي صديقة فلسطينية وعرضت عليها القيام بأى عمل لمشاركة قواتنا، فطلبت منها أن نذهب إلى المستشفيات لزيارة الجرحى والاطمئنان عليهم مع عمل أى شيء يطلبونه وإستمررت لمدة يومين حيث تأثرت من مناظر الجرحى وشعرت بالخجل من أن يكون بعض من اليهود تسببوا في ذلك ، فأنا أولاً وأخيراً مصرية وأحب تراب هذا البلد وأعشقه.
- هل فوجئت بمعاهدة السلام عام 1979؟ * نعم فوجئت بها وكنت فرحانة جداً عندما ذهب السادات إلي تل أبيب وتحدث فى الكنيست وقلت أخيرا سوف نعيش فى سلام وتحدثت مع بابا وعرفت وجهة نظره، وكنت أعلم أن الشعب الفلسطينى قاسى كثيراً جداً من إسرائيل من جهة ومن قادته .
-هل يتعامل معك البعض أحياناً على أنك قد تنتمين لإسرائيل أكثر من مصر؟ * بنسبة 99,9٪، جميع المصريين تعاملوا معى على أننى مصرية، فأنا فخورة بمصريتى وبأننى ابنة المنصورة..
- أعلم أن هناك الكثير من اليهود كانت لديهم أدوار مؤثرة فى تاريخ مصر ولكن لفت انتباهى وجود صورة قطاوى باشا بالمعبد اليهودى.. فلماذا تحتفظون بصورته هنا في المعبد؟ * يوسف أصلان قطاوى باشا شخصية مهمة وكان وزيرا قبل ثورة يوليو 1952 وربما لا يكاد يتذكر مصرى أن هناك يهوديا اسمه يوسف قطاوى،عين وزيرا للمالية في وزارة زيوار باشا "نوفمبر 1924 مارس 1925"، ثم أصبح وزيرا للمواصلات عام 1925، وفي سنة 1923 انتخب عضوا بمجلس النواب عن دائرة كوم أمبو، وعضوا بمجلس الشيوخ من 1927 إلى 1936، بل اشترك سنة 1920 بالتعاون مع طلعت حرب ويوسف شيكوريل في تأسيس بنك مصر ووجود صورة له هنا لأنه هو من قام ببناء المعبد اليهودى هذا بشارع عدلى علي ما أعتقد، وعندما توليت أمور الطائفة وجدت هذه الصورة داخل المعبد، فقمت بنقلها لمكتبى لأنه من المعروف أن المعابد مثل المساجد فهو دار للعبادة فلا يجوز وضع صور داخله.
- وكم يبلغ عدد اليهود بمصر الآن؟ * عشرون شخصا فقط وأكثرهم يقيمون بالقاهرة، أما الرجل الوحيد يقيم بالإسكندرية وأغلب أعمارهم فوق الثمانين ولا يوجد أى يهودى مقيم بالمحافظات، وكما ذكرت كان تعداد اليهود في مصر حتى 67 نحو 70 ألف يهودى رحلوا خلال تلك الفترة، كما كان تعداد اليهود فى عام 1956 ما يقرب من 150 ألف يهودى.
- وهل تابعت مع كارمن رئيسة الطاقة اليهودية قبل رحيلها أحوال الطائفة.. خصوصاً أنها كانت تتولى هذا المنصب منذ سنوات طويلة؟ * لم أتابع أمور الطائفة مع السيدة كارمن، لأنها كانت تنفرد وحدها بمتابعة الأمور الإدارية، وكانت هناك وجهات نظر مختلفة بيننا مع العلم بأنى أحبها وأحترمها وأعرفها منذ الصغر ولكنى أؤمن بالانفتاح علي المجتمع عكس السيدة كارمن تماما
- ذكرت أنك أصغر اليهود فى مصر رغم بلوغك الستين.. هل يعنى ذلك أن اليهود المقيمين بمصر ليس لديهم أبناء؟ * توجد 4 يهوديات متزوجات، إثنتان متزوجتان من مسلمين وإثنتان متزوجتان مسيحيين، بالإضافة إلى سيدة مطلقة لم تنجب وإثنتين لم تتزوجا، ورجل غير متزوج فلا يوجد نسل يهودى فى مصر حالياً، والوحيدة التى نسلها يهودى كانت والدتى وأنجبتنى أنا وأختى نادية، وبأمانة عندما وصلت إلى سن الزواج كنت أريد الزواج من مصرى مسلم بأى طريقة لأننى كنت أريد عائلة ويكون لبناتى أعمام وأولاد عم، ولم أسع للزواج من يهودى حتى لا تحدث معاناة لبناتى كما حدث لى.
- ألم تفكري في الهجرة خارج مصر كما هاجر الكثير من اليهود؟ * أتذكر أنه أثناء حصولى على الثانوية العامة حصلت على مجموع لم يؤهلنى لدخول كلية الطب فطلبت من والدي أن أقوم بالسفر للخارج للإلتحاق بالكلية التى أريدها، فقال لى: سافرى روسيا بحكم أنه يساري ولكنني رفضت، فإلتحقت بكلية الفنون التطبيقية، وكانت هذه هي المرة الوحيدة التي فكرت فيها في ترك مصر وبعدها لم أفكر في ذلك ثانية حتى أني أسافر أحياناً مع زوجي خارج مصر للعمل لفترات ولكنى أحرص في الإجازات أن نرجع مباشرة إلى مصر ولا نذهب إلى أى مكان آخر، وعندما تلامس الطائرة مهبط الطائرات تغمر دموع الفرحة عيني لعودتى لمصر، أيضا عندما كانت تدرس إبنتي الكبرى والصغرى خارج مصر كنت لا أطيق البعد عن مصر أكثر من أسبوع وأعود مباشرة.
-هناك كتب تؤرخ لعائلات اليهود في مصر.. هل بعض أفراد تلك العائلات بالخارج يقومون بالاتصال بكم حتى الآن؟ * أستقبل بإستمرار إيميلات على بريدى الإلكترونى لأشخاص يبحثون عن عائلاتهم، لكن ليس لى سجلات في الوقت الحاضر وذلك لظروف وفاة السيدة كارمن الرئيسة السابقة، حيث كان لديها السجلات الخاصة باليهود والتي تم نقلها لمطبعتها ومكتبها الخاص بوسط البلد لكبر سنها والذى منعها من الانتقال لمقر الطائفة بالعباسية.
- ممتلكات الطائفة اليهودية في مصر.. نريد أن نعرف تفاصيلها.. وما هي عدد القضايا المرفوعة لإسترداد تلك الممتلكات؟ * الأملاك لا أعلم عنها شيئاً.. مازلت أبحث، وكذلك لا أعلم عدد القضايا المرفوعة، لدرجة أن هناك سيدة توفيت منذ عامين ولا أعلم عنها شيئاً وهى من أيام مدام كارمن، فهناك إثنا عشر معبدا يهوديا ومدارس ومن أشهرها مدرسة الأهرام الثانوية بحى الظاهر والملاصقة للطائفة، أيضاً لدينا بعض المحال بحارة اليهود ونقوم بتأجيرها لأشخاص وهذه الإيجارات لا تذكر وهناك جزء كبير من الأملاك تم إسترداده من قبل اليهود.
- السجلات والملفات الموجودة داخل مكتب السيدة كارمن.. لماذا لم تحصلي عليها حتى الآن.. هل هناك صعوبات.. وماذا تحوى هذه السجلات؟
* نعم بالتأكيد هناك صعوبات من طرف محامى الطائفة ومحامى السيدة كارمن، فقد أغلق المكتب بالأقفال وأخبرنى بأن هناك وريثة للسيدة كارمن موجودة بسويسرا، وعندما تأتى يمكننا الحصول على السجلات والملفات، لكن كل خوفى أنه منذ تاريخ وفاتها وحتى الآن من الممكن أن تكون قد سرقت، فالمحامى مسيطر على أمور الطائفة وأعتقد بأنه يدخل المحل كل يوم لمدة ساعتين في منتصف الليل لأخذ بعض الأشياء، وللعلم هناك أشخاص كثيرون أعينهم على هذه السجلات، وتحتوى تلك السجلات على المواليد والوفيات والزيجات منذ أيام سيدنا موسى..وتعتبر تاريخ اليهود وتراثا لا يقدر بمال.. ومصر مهد اليهودية.
- ولماذا لم تتقدمى ببلاغ؟ * تقدمت بالفعل ببلاغ لأنه تم التعدى علىّ، فقد كنت أمر بالمصادفة أمام المحل ووجدته مفتوحاً، فدخلت لأرى ماذا يحدث فوجدت 3 رجال، وسألتهم من أنتم؟ والمحل مغلق، وخرج على المحامى من الداخل وتعدى على باللفظ والأيدى فأبلغت الشرطة حتى وصل أحد من القسم وأخرج الجميع وتم غلق المحل.
- أنت تخشين من وجود جماعات صهيونية تطالب بالميراث اليهودى في مصر؟ * نعم .. وبسبب هذا أريد توثيق هذه السجلات، بالإضافة إلى متحف يهودى يليق بمصر فهى مهد اليهودية في العالم.
- ومنذ توليك منصب رئيسة الطائفة ..هل حاولت لقاء أي من المسئولين خلال فترة حكم الرئيس مرسي؟ * لقد قابلت وزير الآثار السابق أثناء فترة حكم محمد مرسى وعرضت عليه هذا الموضوع ..بالإضافة إلى تطوير المقابر اليهودية والتى تعتبر ثانى أقدم مقابر على مستوى العالم، فالطائفة ليس لديها أى مبالغ لكى يتم الحفاظ على مقتنياتها.
- مقابر اليهود في البساتين تعاني من تردي أوضاعها.. لماذا لم يتم إيجاد حل لهذه المقابر علي مر السنوات الماضية؟ *المقابر وضعها سيئ، ووضع العشوائيات حولها أسوأ، الشىء الذى من الممكن أن أفعله هو أن أبنى سوراً حولها، ولكن لابد أن يكون لدى موارد مالية لفعل ذلك، ولكن حلمى أن يتم تطوير منطقة البساتين بالكامل، لأن وضعها من أسوأ ما يكون، عندما يتم تطوير المنطقة سيكون أهالى البساتين هم أول من سيحافظون على مقابر اليهود، وسنعمل على المشاركة فى تطويرها، وللعلم إنه لا يوجد أى جنيزة في مصررغم أن أشهرها كان مدفوناً في تلك المنطقة، وتطلق كلمة "جنيزة" على مجموعة من الأوراق والكتب والمخطوطات التي تدفن في الأرض وأشهرها كما ذكرت وجد مدفوناً في الكنس اليهودى بمنطقة مصر القديمة والبساتين وتعود إلى الجماعة اليهودية في العصرين الفاطمى والأيوبى وهى توضح مدى الحرية وحسن الجوار اللذين تمتع بهما اليهود في ظل حكم المسلمين، وهذه الوثائق قد تم إكتشافها عام 1899 في مقابر القرائيين بحى مصر القديمة والبساتين علي يد البروفيسور"شختر" وتم نقلها إلى كمبردج، إلا أنه للأسف عندما إكتشفت لم يعرف المصريون قيمتها، فهي تشتمل على نسخ من العهد القديم والتفاسير اليهودية وأجزاء من التلمود، كما تشتمل خطابات متبادلة بين اليهود فيمكن أن نجد يهوديا في مصر يراسل يهوديا ًفى المغرب أو العكس، أما اللغة الرئيسية فهى العبرية.
- هل هناك بيانات لحجم الممتلكات اليهودية والتى تم إستردادها خلال الفترة الماضية وهل يحق لأبناء اليهود من أصحاب تلك الممتلكات العودة لمصر؟ * أعتقد بأن هناك أشياء كثيرة تم إستردادها ومنها فندق سيسل ولكن ليس لدى حصرعدد بالممتلكات التى تم إستردادها، وبالنسبة لأبناء اليهود فلا أعرف هل يجوز لهم الرجوع أم لا، فمثلاً أبناء عمتى عندما خرجوا من مصر لفرنسا كتب على جواز سفرهم خروج بلا عودة، ولو مر ستة أشهر على خروجهم فيتم إسقاط الجنسية المصرية عنهم مباشرة، بالإضافة إلى ذلك فمن خرج من عشرات السنين وإستقر فى الخارج أعتقد أنه يصعب عليه التفكير ترك حياته هذه والعودة بعد كل هذا الزمن.
-نلاحظ أن غالبية اليهود المصريين كانوا يفضلون الهجرة لفرنسا أكثر من أي دولة أخري؟ * لأن مصر كانت دولة فرانكفونية واللغة الفرنسية لغة المثقفين والأدباء وكثير من اليهود كانوا يتعلمون في المدارس الفرنسية ولى ملاحظة على المستوى الشخصى وهى أن كل من تعلم في فرنسا يرجع منها رجلا مستنيرا مثل د.طه حسين ود.أحمد الطيب "شيخ الأزهر" وأغلب من يذهب إلى أمريكا يعود متطرفاً.
-هل هناك تواصل بين الجالية اليهودية في مصر وأية جالية يهودية في الدول العربية؟ * حاولت التواصل مع الطائفة اليهودية في كازابلانكا بالمغرب من أجل إستقدام حاخام ولم أصل لرد، فالوافدون من الخارج يحتاجون لمصروفات ولا أستطيع القيام بذلك في ظل الظروف المادية، وأنا أحتاج لرجل دين لإتمام مراسم الصلاة علي المتوفين والتى تشترط وجود رجل.
- وزارة التضامن الاجتماعى تعطيكم دعماً شهرياً.. أليس كذلك؟ * كانت تعطينا مبلغ 7400 جنيه شهريا وتم إلغاؤها فى الميزانية الجديدة أثناء مناقشتها في مجلس الشورى السابق قبل حله أثناء حكم مرسى.
- لماذا؟ * فوجئت ببعض الصحفيين يتصلون بى ويقولون إن مجلس الشورى ألغى الدعم المخصص سنوياً للطائفة، لأنه يأتى تحت بند سرى فى الميزانية، وعندما تواصلت مع لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى علمت أن القرار لم يصدر بعد، فتقدمت بخطاب للجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى أستفسر فيه عن سبب سرية بند دعم الطائفة اليهودية، رغم أنه وسام على صدر الدولة المصرية، أن تهتم بشئون ما تبقي من الطائفة خاصة أنهم مواطنون مصريين، ورغم ظروفهم الخاصة وبُعدهم عن عائلاتهم ووحدتهم قرروا البقاء في مصر، ومعظم أبناء الطائفة سيدات مسنات، وليس لهن مورد رزق وليس عيبا أن تساعدهن الدولة وهذا حقهن مثل أى مواطن مصرى، وطالبت في خطابى بضرورة رفع السرية عن البند مع ضرورة إستمرار الدعم تحت بند علنى، وأضفت على ذلك حقوقنا الدستورية فى ممارسة شعائرنا الدينية، والتي تتطلب توفير رجل دين يهودى من أى بلد عربى، حتى لا أضع المتوفى فى الثلاجة وأنتظر وصول رجل دين من الخارج أصرف عليه تذاكر طيران ومصاريف وفنادق وغيرها.