وكالات لم يكن هذا الاحتجاج المؤلم الأول للفنان الروسي بيوتر بافلينسكي، إذ مسمر خصيته بأرض الساحة الحمراء احتجاجًا على تحول روسيا إلى دولة بوليسية، فقد سبق له أن خاط شفتيه، ولف نفسه بأسلاك شائكة.
لندن: شهدت الساحة الحمراء في موسكو احداثًا جساماً على امتداد تاريخها المديد، من الاعدامات إلى الاستعراضات العسكرية الضخمة، لكنّ فنانًا أدائيًا فتح صفحة جديدة في هذا التاريخ الثري، حين دق خصيته بمسامير على أرض الساحة الحجرية في شكل خلاق انما مؤلم من اشكال الاحتجاج. وقال الفنان بيوتر بافلينسكي إن هذا الشكل من الاحتجاج كان رده على انزلاق روسيا إلى دولة بوليسية، وأنه تعمد توقيت الاحتجاج ليأتي متزامنًا مع الاحتفال بيوم الشرطة في 10 تشرين الثاني (نوفمبر). واصدر بافلينسكي بيانًا قال فيه إن احتجاجه استعارة للامبالاة وعدم الاكتراث السياسي والجبرية التي يتسم بها المجتمع الروسي المعاصر، ومتهمًا حكومة الرئيس فلاديمير بوتين بتحويل روسيا إلى سجن كبير، وبالسرقة من الشعب واستخدام المال لتضخيم وإثراء جهاز الشرطة وغيره من المؤسسات القمعية.
اليأس المطلق للفنان بافلينسكي تاريخ في مثل هذه الاحتجاجات الموجعة، بينها خياطة شفتيه للاحتجاج على سجن مغنيات فرقة بوسي رايوت، ولف نفسه بأسلاك شائكة خارج مبنى حكومي في احتجاج يرمز إلى وجود شخص داخل نظام قانوني قمعي. ونقلت صحيفة غارديان البريطانية عن مدير المسرح الروسي كيريل سيريبرنيكوف قوله إن احتجاج بافلينسكي الأخير "تعبير قوي عن اليأس المطلق". وكان بافلينسكي وقف في الساحة الحمراء ساعة الظهيرة، ثم خلع ملابسه وسمَّر خصيته في حجارة اشهر فضاء عام في روسيا. وبعد ساعة، نجحت الشرطة في اقتلاعه من أرض الساحة، ونقله إلى المستشفى حيث تلقى الاسعافات الاولية فقط، رافضًا الرقود في المستشفى لعلاج جراحه، فاقتادته السلطات إلى مركز الشرطة. ومثل بافلينسكي امام محكمة في موسكو الاثنين بتهمة القيام بأعمال شغب في مكان عام، لكن وكالة انترفاكس افادت بأن المحكمة اسقطت التهمة وافرجت عنه.