تحية إعزاز وتقدير، وتهنئة واجبة من الشقيقة مصر لشعب الجزائر الأبى الشجاع - بلد ملايين الشهداء «وليس المليون شهيد فقط». تهنئة خالصة للأبطال المجاهدين الثوار من الأجداد والآباء والأبناء الذين وضعوا شعار «الجهاد» دستوراً لهم وأنه لابد من «النصر والاستقلال أو الموت والاستشهاد» وأن يستكمل المسيرة الأحفاد بشرف وأمانة ومسئولية.
تحية تقدير لمن أعطوا المثل فى فن قيادة الرجال، وقاموا بجمع الشمل ووحدوا الصفوف، ونظموا الكفاح المسلح، واتقنوا فن البقاء فى وجه العواصف، فقادوا المقاومة الشرسة العنيدة، وأعدوا الكوادر والقيادات الشابة لتستمر مسيرة القتال والكفاح المسلح «دون توقف» فإذا استشهد أحد القادة أو نفى، تقلد المسئولية ثائر آخر أعد لذلك واستكمل المسيرة، وهكذا استمر الكفاح المسلح حتى نالت الجزائر الاستقلال التام بعد 132 عاماً «5 يوليو 1830 - 5 يوليو 1962» تحية إعزاز وتقدير لكل من ساهم وعاون شعب الجزائر العظيم فى محنته من الأمة الإسلامية والعربية وأخص بالذكر من الدول الإسلامية «باكستان» ومن الدول العربية «مصر، وسوريا، العراق، الأردن، وكافة دول شمال إفريقيا ليبيا، وتونس، والمغرب» دبلوماسياً، إعلامياً وعسكرياً، كل حسب إمكانياته.
وأما عن دور مصر فلن ننسى ما قامت به ودورها كشقيقة كبرى، أوجزها فى الآتى:
■ قيام مصر بدعم زعماء المقاومة بالمغرب العربى «تونس - الجزائر والمغرب».
■ قيام الرئيس جمال عبدالناصر بتشكيل مجموعة لدراسة الموقف وإعطاء التوصيات العملية لإنشاء جيوش التحرير لكل بلد بالمغرب العربى.
■ حضور المجاهدين لمصر وتدريبهم على استخدام السلاح والمفرقعات والأجهزة اللاسلكية والتدريب التخصصى بكافة الكليات العسكرية البحرية، الجوية، والشرطة ومدارس الجيش المختلفة التخصصية من الصاعقة، المشاه، المدفعية.
■ قيام فضيلة شيخ الأزهر بمقابلتهم وإعطائهم التلقين المعنوى وحثهم على القتال حتى النصر أو الشهادة.
■ إنشاء شركة محمد غانم وشركاه والتى أصبحت شركة النصر للاستيراد والتصدير فيما بعد لتدبير احتياجات المجاهدين من الأسلحة.
■ إعلان قيام الحكومة المؤقتة الجزائريةبالقاهرة برئاسة الأخ عباس فرحات رئيسا للحكومة: عام 1958.
إعلان بدء الكفاح المسلح المنظم أول نوفمبر 1954
بعد أن قامت القيادات السياسية والعسكرية الجزائرية بإعداد خطط المقاومة وتدريب المجاهدين وإمدادهم بالأسلحة والذخائر والمعدات القتالية المتوافرة.
قامت بإعلان اندلاع الثورة وبدء الكفاح المسلح ضد جيش الاحتلال الفرنسى فى أول نوفمبر 1954 من إذاعة صوت العرب من القاهرة بصوت المذيع أحمد سعيد.
طلب الرئيس الجزائرى هوارى بومدين من الاتحاد السوفيتى عقب هزيمة 1967 بتزويد مصر بكافة الأسلحة البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوى والمعدات الحربية والتى فقدت فى سيناء فورا بضمان البترول الجزائرى، كما أرسلت الجزائر قوات مسلحة لدعم القوات المصرية بعد هزيمة يونيو 1967 «قوات برية - لواء مدرع، ولواء ميكانيكى وكتائب مدفعية وصاروخية وقوات جوية» واستمرت فى الدعم طوال مدة إعادة التنظيم وحرب الاستنزاف واشتراكها فى حرب أكتوبر 73 «رمضان المجيدة»، وكانت بحق وقفة الأخ والصديق حتى النصر.
فى ختام كلمتى الموجزة والمختصرة عن تاريخ الجهاد والكفاح المسلح لشعب الجزائر الشقيق طوال 132 عاما والذى بدأ منذ عام 1830 بقيادة الأمير عبدالقادر ناصر الدين «مؤسس الدولة الجزائرية» وحتى عام 1954-1962 بقيادة الأخ بن بللا ورفاقه الثوار «والرمز الباقى أطال الله فى عمره»، وهو فخامة الأخ الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، رئيس الجمهورية الجزائرية.
أتقدم لشعب الجزائر الشقيق وكافة شعوب دول المغرب العربى من قادة ومجاهدين وأسر الشهداء ممن ضحوا بأرواحهم بكل غال بالتقدير والعرفان.