■ تمكن من إقناع الأنبا أرميا بأهمية اللقاء بعدما كلفته الجماعة بالمهمة ■ تم نقل البابا من غرفته إلى قاعة الضيوف بسيارة جولف وبعدها تم نقله للمستشفى كشفت مصادر مطلعة أن زيارة مرشد الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع ونائبه الدكتور محمود عزت للكاتدرائية المرقسية بالعباسية الأسبوع الماضى.. ولقاءهما مع البابا شنودة الثالث، قد تم بترتيب من رجل الأعمال «الكاثوليكى»، رامى لكح، عبر صديقه الأنبا أرميا، وأن اللقاء جاء بناء على رغبة جماعة الإخوان، واستمر ما يقرب من نصف ساعة، وقد تم نقل البابا إلى القاعة التى التقى فيها بالمرشد ونائبه بواسطة عربة «ملاعب جولف» صغيرة، وبدا فى جميع الصور التى التقطت للزيارة شاحباً لا يتحدث تقريباً وينظر إلى الأرض، ولا يلتفت للحديث الدائر حوله، بعكس المرشد الذى لم تفارق الابتسامات شفتيه طيلة اللقاء، وكان يتبادل الحديث مع طاقم سكرتارية البابا المكون من الأنبا أرميا والأنبا يؤانس والأنبا بطرس إضافة للأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة. وعقب انتهاء الزيارات بساعات توجه البابا إلى المستشفى الذى يتلقى فيه العلاج لإجراء بعض الاشعة والفحوصات الطبية. وذكرت المصادر أن الحالة الصحية للبابا حرمت الجماعة من استثمار الزيارة فى مناقشات ربما كان من الممكن أن تحقق توافقا بينهما حول مرشحى انتخابات الرئاسة.. حيث جاءت فى توقيت يتزامن مع ما يتردد حول محاولات الإخوان للترويج للمستشار حسام الغريانى لدى الكنيسة لتأييده فى انتخابات الرئاسة إذا ماترشح لها، وفى ظل تخوف إخوانى من نجاح عبدالمنعم أبو الفتوح فى الحصول على على تأييد الاقباط خاصة بعد الاجتماع الذى ضم 22 أسقفا بهدف مناقشة آراء وتوجهات مرشحى الرئاسة، والذى شهد إعلان 12 أسقفا من الحاضرين عن تأييدهم لأبو الفتوح، وذلك بالتزامن أيضا مع إعلان شريف دوس رئيس الهيئة القبطية العامة، أنه حرر توكيلا رسميا لتأييده وأنه سيدعمه فى جمع التوكيلات لترشحه. كلها أسباب ومؤشرات اعتبرتها المصادر تفسر إصرار المرشد طوال العام الماضى على إجراء اللقاء مع البابا، والذى تم بالفعل بعد عناء طويل من محمد بديع الذى سجل اسمه كأول مرشد للإخوان المسلمين يدخل الكاتدرائية ويجلس إلى بطريركها، فى واقعة تاريخية هى الأولى من نوعها.. اللقاء جاء أيضا كحصاد لمحاولات مستميتة من بديع على مدار عام كامل، بدأت ببرقية تهنئة بعث بها إلى البابا فى مارس 2011 بعد عودة الأخير من رحلة علاجية إلى الولايات التحدة الأمريكية، واعقبها اتصال تليفونى من البابا بالمرشد استغرق 6 دقائق، وطلب خلاله المرشد من البابا تحديد موعد للقاء مباشر يجمعهما.. وطلب البابا التأجيل. المثير أن البابا كان متوجساً مما دار فى مكالمته مع المرشد، حتى إنه اجتمع بأفراد طاقم سكرتاريته إلى جانب رجل الأعمال القبطى هانى عزيز، أمين عام جمعية محبى مصر السلام، ومستشار الاتحاد العام للمصريين فى الخارج، لإطلاعهم على مضمون المكالمة وبحثها. وربما أن مخاوف البابا من الانفتاح على الإخوان قد تضاعفت فى ذلك الوقت، خصوصاً أنه لم يكن قد مر سوى 20 يومًا فقط على المكالمة، إلا واعقبتها تصريحات «تطبيق الحدود بعد امتلاك الأرض» على لسان محمود عزت، نائب المرشد العام، الذى كان وللمفارقة، حاضرا فى اللقاء التاريخى بين البابا والمرشد بعد ذلك. وعلى ذلك وجد بديع نفسه فى النهاية مضطرا للاكتفاء ببث رسائله الودية للأقباط، بتنظيم لقاء مع 15 شاباً من جمعية «مواطنون من أجل الخير»، كان بينهم بالفعل عدد من الشباب المسيحى، بمقر المركز العام للجماعة فى المقطم. فى أكتوبر الماضى. إلى أن كرر المرشد اتصاله بالبابا مرة ثانية فى ديسمبر، للاطمئنان على صحته بعد رحلة علاجية لأمريكا أيضا استمرت 3 شهور هذه المرة. كلها محاولات حرص الإخوان أن تكون من خلال الجماعة فقط، فيما يظل الحزب «الحرية والعدالة» بعيدا عن الصورة تماما، فلم تظهر قياداته فى الصورة إلا بالتوجه إلى الكاتدرائية المرقسية فى العباسية بالمساواة مع قيادات الجماعة، لتقديم التهنئة للأقباط المصريين، ومشاركتهم فى احتفالات عيد الميلاد المجيد فى 7 يناير 2012.. بالتزامن مع ذلك روجت الجماعة، لدور شباب الإخوان فى حماية الكنائس فى عدد من المحافظات، أثناء الاحتفالات.. ليعقب ذلك التقاء المرشد والبابا فى مشيخة الأزهر، وفى حضرة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، فى 11 يناير 2012، أثناء لقاء ضم مسئولين ورموزًا للقوى الوطنية.. شهور طويلة من الشائعات عن لقاء مرتقب بين بطريرك الأقباط الأرثوذكس البابا شنودة الثالث والمرشد العام د. محمد بديع، لكنه لم يتم إلا الأسبوع الماضى - وتحديداً فى 28 فبراير 2012 - فى سابقة تاريخية توازت مع فتح قناة اتصال للمرة الأولى بين الإخوان والكنيسة الإنجيلية عبر وساطة من رفيق حبيب نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، فيما عقدت الجماعة، لا حزبها، اتفاقاً تاريخياً مع الكنيسة الإنجيلية، برئاسة القس د. صفوت البياضى للتصدى لازدراء الأديان ومحاربة الفتن والتمييز، مكون من 10 نقاط أبرزها: ممارسة حرية العقيدة، وحرية ممارسة الشعائر الدينية، والحق فى بناء وترميم دور العبادة، فى ضوء القانون المنظم لذلك، وحق أصحاب كل ديانة فى الاحتكام لشرائعهم فى أحوالهم الشخصية