قالت صحيفة هارتس الإسرائيلية أن تصريحات مائير داجان الرئيس السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) السابق بشأن إيران قد تكون مفهومة نظرا لقلقه على مستقبل إسرائيل .. أما تصريحاته بخصوص الشأن الفلسطيني فهي جريئة وتستحق أن توليها الحكومة الإسرائيلية اهتماما كبيرا. وقالت (هآرتس) - فى تعليق لها الخميس على موقعها على شبكة الإنترنت - إن داجان أخطأ حين قال إن فكرة توجيه ضربة عسكرية لإيران هو نوع من "الغباء" .. مشددة على أهمية احتفاظ إسرائيل أمام العالم بخيار توجيه ضربة عسكرية لإيران كورقة ضغط وليس كحل نهائي بالضرورة.
ومن جهة أخرى أشادت الصحيفة بتصريحات داجان فيما يتعلق بالصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين .. مستشهدة بوضع إسرائيل الحالى الذى وصفته بالفشل السياسى والهزيمة التى أنزلها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس برئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.
وقالت "إن عباس استطاع أن ينحى فكرة الجهاد عن المعادلة الفلسطينية الإسرائيلية وهو ما أكسبه دعما دوليا كبيرا وبعد ذلك استخدم أسلوب المناورة مع إسرائيل فى قضية المستوطنات وأخيرا وليس آخرا .. استطاع عباس أن يذهب بالنزاع الفلسطينى الإسرائيلى من دائرة المفاوضات إلى مجلس الأمن".
وتابعت "هكذا استطاع عباس أن يلحق الهزيمة بنتنياهو الذى لم يستطع قراءة المعادلة جيدا على عكس داجان الذى استطاع أن يتنبأ بتلك السيناريوهات المحتملة ويدرك أنه لا يمكن للحكومة الإسرائيلية أن تتوصل إلى تحقيق سلام شامل فى الوقت الحالى".
وأشارت إلى أن داجان أدرك تماما أنه لا يمكن للحكومة الإسرائيلية أن تجرى مفاوضات مع حكومة فلسطينية تضم حماس كما لا يمكنها تقديم تنازلات بشأن قضية اللاجئين .. كذلك لا يمكن لإسرئيل أن تقبل بسلام على أساس العودة إلى حدود 1967 .. كما أدرك أنه ليس من الحكمة أن تخسر إسرائيل حلفاءها من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى.
وفى السياق نفسه شدد داجان على ضرورة أن تشرع الحكومة الإسرائيلية فى التقدم بمبادرة سلام حقيقية تعترف بدولة فلسطينية مستقلة طالما لا تقوم على أساس حدود 1967 .. بالإضافة إلى التنازل عن بعض آراضى الضفة الغربية إلى السلطة الفلسطينية دون هدم المستوطنات.