قريع : دولة واحدة تجمع فلسطين واسرائيل هى الحل للازمة الراهنة

دعا أحمد قريع، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، السبت، إلى إعادة التفكير في طرح حل «الدولة الواحدة» للفلسطينيين والإسرائيليين، بدلًا من «حل الدولتين»، بعد 21 عامًا من انطلاق عملية السلام في مدريد.
قال «قريع»، وهو مسؤول فلسطيني بارز لعب دورا كبيرا في المفاوضات مع إسرائيل، في مقال له نشرته صحيفة «القدس» المحلية: «قد يكون حل الدولة الواحدة، رغم كل ما يستبطنه من مسائل خلافية وإشكاليات لا حصر لها، واحدا من الحلول التي يحسن بنا إثراءه في إطار حوار داخلي رصين وعرضه تحت ضوء النهار على رأي عام فلسطيني مترع بالإحباط قبل وضعه على المائدة كخيار ورميه على إسرائيل كجمرة من نار».
وشدد على أن «مشروع الدولتين للشعبين، الذي لم ير النور بتاتا، فقد قوة اندفاعه الأولى، وذوى تدريجيا».
كان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قد أعلن أكثر من مرة رفضه الشديد لفكرة الدولة الواحدة، إضافة إلى رفضه فكرة الدولة ذات الحدود المؤقتة، قائلا: «إنه يسعى إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية عبر المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي «كخيار أول وثاني وثالث».
واتهم «قريع» إسرائيل ب«دفن حل الدولتين» في تراب مشاريع الاستيطان الهائلة داخل مدينة القدس وفي محيطها الواسع، وقضت عليه الحفريات المتواصلة تحت أساسات المسجد الأقصى، بصورة -لا تخطئها العين- على تحلل إسرائيل تمامًا من مشروع حل الدولتين دون أن تعلن ذلك بالفم الملآن، على حد قوله.
ووصف المسؤول الفلسطيني «حل الدولتين» ك«حرث البحر، وملهاة سياسية طويلة»، وشدد على أن «إسرائيل تمكنت من قطع رأسه (حل الدولتين) في القدس، قبل أن تشرع في تمزيق أوصاله في الضفة الغربية، وفي إبقاء الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة».
واتهم «قريع» الغرب بالتراجع عن وعوده للفلسطينيين قائلا: «إن مرارة أخذت تعقد حلوق الفلسطينيين إثر انكشاف مدى تآكل مشروع حل الدولتين، واتضاح ضآلة الخيارات المتاحة بعد التراجع الأمريكي المشين عن الوعود والتعهدات المعلنة، وزيادة الفتور الأوروبي، واشتداد حالة الانشغال العربي عن القضية الفلسطينية».
ورأى أن فشل حل الدولتين يقود إلى «إعادة طرح خيار الدولة الديمقراطية الواحدة لكل مواطنيها، وهو الخيار الذي كان رائجا لعدة عقود ماضية قبل أن يجبه حل الدولتين».
ويختلف المفاوض السياسي مع كثير من المحللين الذين يرون أن التحولات التي تشهدها بعض دول العالم العربي ستكون في صالح القضية الفلسطينية، مؤكدا أن «المشهد الإقليمي بمتغيراته لا يبشر بحدوث تحولات وازنة لصالحنا، الأمر الذي يوجب علينا القيام بإعادة تقويم شاملة، وإجراء المراجعات النقدية المعمقة بما في ذلك نقد خيار حل الدولتين ذاته».