الجماعة المخلوعة تجهز لحشد مليار مؤيد لها ضد الثورة تعيش جماعة الإخوان المخلوعة وهم العودة مرة أخرى إلى حكم مصر، ولأنها أيقنت أن معركتها داخل مصر انتهت تماما، فلا أحد يتعاطف معها أو ينصرها أو يناصرها، حتى رجالها أصبحوا عاجزين عن الحشد، فشلوا أكثر من مرة فى حرق مصر كما قالوا أو شلها كما ادعوا، فإنها تفكر الآن فى اللجوء إلى العالم، فى مخاطبته حتى تجبره على أن يناصرها ويقف إلى جوارها.
لجأت الجماعة إلى إحدى شركات العلاقات العامة الأمريكية لتعد لها خطة تصل من خلالها إلى العالم، وهى الخطة التى دفعت فيها بالفعل طبقا لمصادرنا 26 مليون دولار، وظل وراءها جهاد الحداد المتحدث الرسمى باسم الجماعة – سقط منذ ساعات قليلة بتهمة التحريض على العنف والتخابر- حتى خرجت للنور.
الخطة اسمها حملة انقلاب «world supports coup» والعنوان الفرعى «campaign of billion»، وتعتمد فى أساسها على ايقاظ الرأى العام العالمى، ومحاربة التعتيم الإعلامى على ما يحدث فى مصر على سبيل إحراج حكومات العالم أمام شعوبها، عن طريق إجبار وسائل الإعلام العالمية على الاهتمام باليوم المحدد من قبل الحملة، وإظهار الحق لموقف الحكومات المؤيدة للانقلاب العسكرى (طبيعى أن تطلق الخطة على ما جرى فى مصر انقلابا).
أشارت الحملة إلى أن هناك أخطاء حدثت فى المظاهرات التى خرجت لتؤيد محمد مرسى، ومنها اختلاف شكل التظاهرات، والظهور كمؤيدين لرئيس له أيضا معارضون، وتشتيت الجهد والتقليل من قوة الضربة، وتضارب المطالب واستخدام أبالسة السياسة والإعلام لهذه التظاهرات كما حدث وصورت على أنها للمعارضين.
تسعى الحملة لدعوة أكثر من مليار شخص حول العالم لوقفة ضد فكرة الانقلاب العسكرى فى يوم واحد محدد وسيتم التأثير فى الرأى العام العالمى واجتذاب مؤيدين دون التحدث عن تأييد شخص أو مشروع، وأفكار الحملة هى الديمقراطية تجهض فى دول الربيع العربى، وأن هناك انقلاباً عسكرياً، فى 2013 ما يعنى العودة لمطلع القرن الماضى، كما أن ما حدث هو انقلاب عسكرى على أول رئيس منتخب، وأن الجيش يستخدم الأسلحة ضد الشعب لتغليب مصالح سياسية لا تحق له أصلا.
تنفيذ الخطة سيبدأ من خلال تحديد اليوم (#) يعلق فيه كل شىء فى العالم كلمة واحدة فى كل مكان هى world supports coup، وسيكون ذلك فى (إشارات المرور فى ميادين العالم – المتظاهرون فى كل مكان – جميع حسابات مواقع التواصل الاجتماعى – المساجد حول العالم – المنظمات الحقوقية – الصحف ووسائل الإعلام.. إلخ).
وسيتم فيها استغلال الملايين التى خرجت بشكل غير منظم فى دول العالم، والشباب المناهض للانقلاب ولا يستطيع أن يعبر إلا من خلال الإنترنت، ومنظمات وجمعيات العمل الإسلامى حول العالم التى بدا منها التأييد فى الفترة الأخيرة، والجاليات الإسلامية فى جميع دول العالم، والجمعيات والهيئات الحقوقية، واستقطاب آخرين من غير المسلمين حول العالم لرفض وشجب الانقلاب.
حددت الخطة مجموعة من الخطوات لحشد المليار صوت لتأييد الجماعة، منها التظاهر السلمى، من خلال خروج جميع عواصم العالم فى تظاهرة سلمية فى اليوم المحدد لدعم الديمقراطية ورفع لافتة world supports coup ، الغالبية ستكون للمسلمين فى عواصم العالم.
سيحدد أهل كل عاصمة مكان التظاهر المناسب لهم إلى جانب المكان (x) الذى ستقوم الحملة بتحديده فى كل عاصمة، وسيتم التظاهر خلال 24 ساعة لضمان التزامن بين بلدان العالم أجمع، وسيكون التركيز فى الولاياتالمتحدة على وجه الخصوص أمام البيت الأبيض فى واشنطن.. وأخرى أمام الأممالمتحدة بنيويورك.
سيرفع المشاركون فى المظاهرات لافتات أمام الإشارات المهمة والمفصلية فى أغلب مدن أمام المزارات السياحية فى مدن العالم أجمع، وأمام أكبر محطات للمترو والقطارات وغيرها فى العواصم، وسيتم استغلال مواقع التواصل الاجتماعى والإنترنت، حيث سيغير كل مؤيد للحملة صورته الشخصية على حسابه الخاص فى جميع مواقع التواصل الاجتماعى إلى صورة محددة وموحدة ستكون متوافرة على موقع الحملة، إلى جانب ذلك سيتم إغراق صفحة الرئيس الأمريكى وصفحة البيت الأبيض وصفحة الأممالمتحدة.
سوف يقوم 10 ملايين شخص بالاستعداد لتنفيذ عملية داخل الحملة من خلال حساباتهم الشخصية على الفيس بوك، وسيتم تبليغهم بطبيعة العملية قبلها بدقائق وسنوفر ال script الخاص بالتعليق على موقع الحملة فى الوقت المناسب.
سوف يقوم كل شخص من مؤيدى الحملة فى العالم بملء حقول استمارة إلكترونية تفيد بأنه فلان الفلانى، لا يعترف بنظام الحكم الناتج عن انقلاب عسكرى فى مصر، ويوصل الاستمارة من إيميله الخاص لعدة جهات تحددها الحملة منها موقع منظمة الأممالمتحدة.
إلى جانب ذلك سيتم استصدار فتوى من الاتحاد العالمى والجهات التى أصدرت بياناً يوم 11 يوليو تؤكد تحريم الانقلاب على رئيس منتخب أثناء ولايته وتحميل الجيش دم شهداء الانقلاب وتدعو للخروج السلمى بيوم الوقفة.
من بين ما ستقوم به الخطة أيضا عمل فيديو دعائى للدعوة للخروج يوم الوقفة على شكل أغنية بأربع لغات يحتوى على مشاهد من ثورة يناير، انتخابات المجالس والرئاسة، صورة الرئيس بيدين ممدوتين فى آخر خطاب، بيان الانقلاب، عناوين الأخبار الواصفة للأمر بالانقلاب، ويقوم بالغناء فى هذا الفيديو مجموعة من المشاهير العالميين المعروف عنهم المواقف الإنسانية الحيادية أو المؤيدين للحملة أو مشاهير المسلمين فى العالم ك ( إنجلينا جولى – شاب خالد – تيرى هنرى – أبو تريكة)، إلى جانب ظهور شخصيات عالمية فى آخر الفيديو يقولون كلمة واحدة (I am against coup)، على سبيل المثال فقط ( الدكتور فاروق الباز – المهندس هانى عازر – الفنان محمد صبحى – كوفى عنان – الرئيس السابق جيمى كارتر – مقدم البرامج دايفيد ليبرمان.. وغيرهم).
تسعى الخطة إلى استغلال الصحافة العالمية حتى يتم تعريف العالم بالانقلاب العسكرى الذى حدث فى مصر، وذلك من خلال إعلامهم بالقنوات التليفزيونية التى ألغى العسكر بثها فى مصر مثل مصر 25 والرحمة والناس وغيرها التى وصل عددها إلى 16 قناة، وإغلاق عدد من الصحف والمحطات الفضائية مثل جريدة الحرية والعدالة، وإظهار الأعداد الضخمة للمؤيدين للشرعية التى حاول الجيش التعتيم عليها فى وسائل الإعلام وتصويرهم على أنهم إرهابيون.
تشير الخطة فى النهاية إلى المكان الذى سيتم تحديده للتظاهرات، حيث اختارت سفارات أمريكا فى كل دول العالم، لإجبار أمريكا على ألا تتجاهل ما حدث فى مصر وتسعى إلى الاعتراف بأن ما حدث فى مصر انقلاب عسكرى وليس ثورة.
هذه خطة فعلية حصلت عليها جماعة الإخوان المسلمين، وتسعى لتنفيذها بالفعل، معتقدة أنها يمكن أن تنجح فى حشد مليار حول العالم للدفاع عن شرعيتهم، ولأنهم يلعبون بالورقة الطائفية طوال الوقت، فإنهم يركزون على المسلمين فى كل العالم، وهو ما يعنى أن الخطة فاشلة من الأساس، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما أهين برسوم كاريكاتورية وفيلم سينمائى لم يخرج لنصرته سوى عدة ملايين معظمها كان فى الدول العربية، فهل يخرج مليار مسلم من أجل رئيس فاشل وجماعة كاذبة.
لقد أمدت جماعة الإخوان الشركة التى أعدت الخطة بمعلومات كاذبة، فالخطة أشارت إلى أن جريدة الحرية والعدالة أغلقت، وهو ما ينافى الواقع، فهى لا تزال تصدر وتطبع فى الأهرام، وتصف ما حدث بالانقلاب دون أن يعترض طريقها أحد، بل إن صحيفة الشعب التى يرأس تحريرها مجدى حسين تذهب فى هجومها على الجيش والشعب إلى أبعد مدى دون أن يحتج على ما تفعله أحد.
على أية حال.. هذه هى الخطة، التى يمكن أن يتنكر لها الإخوان المسلمون، رغم أنها حقيقية، وهى تعبر فيما تعبر عن جماعة وصلت إلى مرحلة الوهم الكامل، التى تعتقد أنها يمكن أن تنتصر فى معركة عالمية رغم أنها فشلت فى معركة داخلية صغيرة، لم يعد لدى الجماعة إلا نفس واحد أخير، وأعتقد أنه فى طريقه إلى الخروج من جسدها نهائيا.