ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة الذى يعانى من المرض صدم خصومه السياسيين، من خلال تعيين موالين أقوياء له في مناصب وزارية هامة، وبتطهير أجهزة الاستخبارات القوية، مما يدعو شيئاً ما للتشاؤم بالنسبة لقضايا فساد قطاع الطاقة.
وقالت الصحيفة، فى سياق تقرير نشرته، اليوم الاثنين، على موقعها الإلكترونى، إن بوتفليقة الذى يتعافى من المرض وعاد مؤخراً من غياب طويل بالخارج، عين حلفاء سياسيين كرؤساء لوزارات الداخلية والعدل والشئون الخارجية، ومنح اللواء أحمد قايد صلاح، وهو شخصية هرمة تعتبر موالية للرئيس، منصب نائب وزير الدفاع.
وأضافت الصحيفة أنه فى الأنباء التى ظهرت من خلال تسريبات فى الصحافة الجزائرية، أعاد الرئيس الجزائرى أيضاً هيكلة قطاعات طاقة هامة وإدارة الأستخبارات والأمن السرى، حيث منح اللواء صلاح وحدات وحدة الأستخبارات المضادة فى الجيش ومراقبة الإعلام ومكافحة الفساد.
وأشارت الصحيفة إلى أن التحركات ينظر لها على نطاق واسع كجزء من حرب سياسية بين معسكر بوتفليقة ومعسكر اللواء محمد مدين، رئيس إدارة الأستخبارات والأمن السرى المعروف اللواء توفيق قبيل الأنتخابات الرئاسية فى الدولة الغنية بالنفط والغاز والواقعة فى شمال قارة أفريقيا العام المقبل.
ونقلت الصحيفة عن إسماعيل معارف أستاذ العلوم السياسية والقانون في جامعة الجزائر، والذي دائماً ما ينتقد الرئيس الجزائرى قوله "يحاول بوتفليقة إضعاف الجيش الذي سبب تهديداً خفياً على مدار الأعوام القليلة الماضية".
وأضاف معارف "على مدار الأعوام القليلة الماضية، كانوا دائماً في مواقع هامة للسيطرة والسلطة وبتلك التحركات أصبح قادراً على تخفيض هذه السلطة تقريباً للنصف".
ولفتت الصحيفة إلى أنه بحسب عدد من المحللين من خارج وداخل الجزائر، فإن التعيينات تُعد بمثابة إحكام لقبضة الرئيس بوتفليقة على السلطة الرئاسية ومحاولة كذلك لأستمالة القوات المسلحة النظامية على حساب أجهزة الأستخبارات.