مصروفات المدارس الرسمية 2026 وموعد سداد الأقساط    أسعار اللحوم اليوم السبت 5-7-2025 بأسواق محافظة مطروح    محافظ الدقهلية يتفقد بدء تشغيل تجربة الجمع من المصدر بمدينة مبارك    وزير الإسكان ومحافظ بنى سويف يتابعان سير العمل بمنظومتى مياه الشرب    الجريدة الرسمية تنشر قرار جمهوري جديد للرئيس السيسي    فاينانشيال تايمز: الاتحاد الأوروبي يُخزّن معادن أساسية لمواجهة خطر الحرب    الإغاثة الطبية في غزة: الاحتلال يتعمد اتباع سياسة التقطير في ادخال الوقود    دورتموند عقدة تشابي ألونسو قبل موقعة مونديال الأندية    الوداع الأخير.. لاعبو وجهاز فنى ليفربول فى جنازة ديوجو جوتا.. فيديو    راحة لمنتخب ناشئي اليد عقب العودة من السويد.. وعودة التدريبات الأربعاء    الحماية المدنية تُسيطر على حريق "تاكسي" ببورفؤاد في بورسعيد.. صور    غدًا.. طلاب الثانوية العامة يؤدون امتحانات الرياضة البحتة للحديث والجيولوجيا وعلم النفس والجبر للقديم    مصابو حادث الطريق الإقليمى: السواق كان بيجرى بسرعة جنونية وبيعمل غرز.. فيديو    الطقس غدا شديد الحرارة وشبورة ورطوبة والعظمى بالقاهرة 36 درجة والإسكندرية 31    ضبط 5 أطنان من الدقيق المدعم في حملات تموينية خلال 24 ساعة    الأحد.. في أغاني منسية نعيمة الصغير وزوزو ماضي على إذاعة القاهرة الكبرى    إلهام شاهين برفقة كريم عبد العزيز والكدواني وإيمي من حفل زفاف حفيد الزعيم    جيش الاحتلال يواصل استهداف طالبى المساعدات فى غزة    منطقة الغربية الأزهرية تحتفل بتكريم أوائل مسابقة حفظ القرآن الكريم بحضور قيادات الأزهر    "تضامن المنوفية": حصر ضحايا حادث الطريق الإقليمى لبدء صرف التعويضات    آخر تطورات رحيل وسام أبو علي.. 3 عروض والأهلي يطلب 10 ملايين دولار    ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات بولاية "هيماشال براديش" الهندية إلى 72 قتيلًا    تجديد حبس المتهم بسرقة شقة سكنية في مدينة نصر    الليلة.. عرض درامي يناقش زيف المشاعر في «العائلة الحزينة» على مسرح العجوزة    سرقة منزل وزير الاتصالات في الطالبية.. والتحريات تكشف التفاصيل    تقدم 6 مرشحين في انتخابات مجلس الشيوخ بالمنوفية في أول أيام الترشح    الصحة: زراعة 12 صماما رئويا بالقسطرة التداخلية العلاجية مجانا بمعهد القلب خلال 6 أشهر    رئيس جامعة دمياط يستقبل ممدوح محمد الدماطي وزير الآثار الأسبق    تنسيق الجامعات 2025.. ننشر جدول أماكن أداء اختبارات القدرات لطلاب الثانوية العامة    باريس سان جيرمان يتحدى بايرن ميونخ فى نهائى مبكر بمونديال الأندية.. فيديو    مدبولي يشارك في قمة "بريكس" بالبرازيل نيابة عن الرئيس السيسي غدًا    غدًا.. البرلمان يناقش تعديل بعض أحكام قانون تنظيم شئون أعضاء المهن الطبية    تنسيق الجامعات 2025.. ما هي رسوم التقدم لحجز اختبارات القدرات؟    تبدأ من العلمين وتنتهي بالسعودية.. تامر عاشور يستعد ل3 حفلات خلال أغسطس المقبل    أمين عام "الجبهة الوطنية": تقدم 10 مرشحين للحزب على المقاعد الفردية بأوراق ترشحهم اليوم    محمود الطحاوى: يوم عاشوراء من النفحات العظيمة وصيامه يكفر ذنوب السنة الماضية    رسائل مهمة من السيسي لرئيس مجلس النواب الليبي    أول قرار من يانيك فيريرا مع الزمالك.. تأجيل انطلاق فترة الإعداد 24 ساعة    مصر تشارك ب 10 كوادر طبية في برامج تدريبية بالصين لتنمية المهارات    10 فوائد مذهلة لطبق العاشوراء    أسوان تنضم لمنظومة التأمين الصحي الشامل.. خطوة جديدة نحو مجتمع صحي وآمن    جهاز المشروعات يتعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية لدعم مشروعات المرأة المصرية    فلومينينسي يحرم الهلال من 21 مليون دولار    الجار قبل الدار    وزير الري: جار إعداد منصة رقمية لمتابعة صيانة وتطهير المساقي الخصوصية    ماريسكا يشيد ب إستيفاو.. ويؤكد: حققنا ما نريده    البابا تواضروس يكشف عن لقاء "مخيف" مع مرسي وسر تصريحاته "الخطيرة" في 2013    علاء مبارك يعلق علي دعوة إثيوبيا لمصر بحضور حفل افتتاح سد النهضة    في هذا الموعد.. نجوى كريم تحيي حفلًا غنائيًا في عمان    الصين: الحرب لن تحل مشكلة البرنامج النووي الإيراني    اليوم.. نظر محاكمة 37 متهما بخلية التجمع الإرهابية    مسيرات روسية تقصف مناطق مختلفة بأوكرانيا    لويس إنريكي: لا نفكر في الانتقام من بايرن ميونيخ بكأس العالم للأندية    أسعار البيض والفراخ اليوم السبت 5 يوليو 2025 في أسواق الأقصر    اليوم عاشوراء.. صيامه سنة نبوية تكفّر ذنوب عام مضى    شعبة الذهب: قد نشهد مستويات ال 3500 دولار خلال الفترة المقبلة    دعاء يوم عاشوراء مكتوب ومستجاب.. أفضل 10 أدعية لمحو الذنوب وقضاء الحاجه (رددها الآن)    4 أبراج «أثرهم بيفضل باقي»: متفردون قليلون الكلام ولا يرضون بالواقع كما هو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حسين معوض يكتب : مليارات مصر المنسية فى السعودية
نشر في الفجر يوم 23 - 07 - 2013

تحتاج مصر الآن إلى ثورة تصحيح.. تحتاج أن يشعر كل من تولى المسئولية أنه يعيش فى بلد ثائر متحرك لا يقبل أنصاف الحلول، ولن ينتظر فى صفوف البيروقراطية حتى يشعر بالتغيير الحقيقى، ولا يشفع للحكومة الجديدة أنها مؤقتة، ولن يشفع للرئيس الجديد أنه رئيس طوارئ، كل من قبل تولى منصب عليه أن يثبت أنه يستحق حالة التمرد التى رفضت الفاشلين.

الآن يجب أن تتحرك كل عجلات الإنتاج، بأقصى طاقتها، فى اتجاه التنمية والعدالة والحرية والكرامة.

المقدمات حتى الآن تدعو للتفاؤل، فالحكومة بدأت فى إرسال إشارات جيدة للعالم الخارجى والداخلى، سربت أن مصر ترى أن الوقت غير مناسب للعودة لطاولة التفاوض حول قرض صندوق النقد الدولى، حسب التصريح الوحيد لأشرف العربى قبل توليه وزارة التخطيط رسميا، ولم تطلب إعانات من الخليج أو من الدول الغربية، وإن تطوع الأشقاء فى الخليج بتقديم حزم المساعدات، كما أعلنت روسيا عن استعدادها لتقديم دعم اقتصادى لمصر، خاصة توفير القمح.

الإشارة الأكثر تطمينا هى توجه الحكومة لطلب استثمارات من الخليج ومن الشركاء الغربيين، وليس قروضًا.

لكن قبل القروض أو الودائع أو الاستثمارات يجب أن تنظر الحكومة فى الاستثمارات المعطلة، وخاصة برنامج الدعم السعودى لمصر، وهو برنامج وقعته السعودية مع مصر فى شهر يونيو 2011، وكانت القيمة الإجمالية للدعم تقترب من 4 مليارات دولار، وحجم الأموال المعتمدة فى هذا البرنامج سواء منحا أو قروضا كافية لتجنيب مصر عددا من الازمات التى بدأت تضغط على اقتصادها.

الغريب أن الحكومة المصرية تراخت فى متابعة هذا البرنامج، وتم تجميد كم هائل من الأموال لم يسأل عنها أحد.

بموجب هذا البرنامج دعمت السعودية الموازنة العامة للدولة بقرض ميسر بقيمة 500 مليون دولار، وتعهدت السعودية بمنحة أخرى لا ترد قيمتها 500 مليون دولار لم يتم تحصيلها حتى الآن، وشراء سندات ب500 مليون دولار، وتخصيص مبلغ 500 مليون دولار للمشاريع الإنمائية كقرض ميسر من الصندوق السعودى للتنمية تم استخدام 230 مليون دولار منها ويتبقى 270 مليون دولار.

كذلك تقديم 200 مليون دولار كمنحة تودع بصندوق أو حساب دوار لتمويل المشاريع المنتجة مثل المشاريع الصغيرة والمتوسطة يتفق على اسلوب إدارته مع الصندوق السعودى للتنمية.

وخط ائتمان لتمويل الصادرات السعودية لمصر بمبلغ 750 مليون دولار خصص منها 250 مليون دولار للمشتقات البترولية، وتبقى لمصر فى هذا الحساب 500 مليون دولار تطالب به فى أى وقت حسب رغبتها.

وتم إيداع مبلغ مليار دولار فى البنك المركزى المصرى حسب الترتيبات التى تم الاتفاق عليها بين مؤسسة النقد العربى السعوى والبنك المركزى السعودى.

يقف النظام الجديد فى مصر الآن أمام اختبار صعب، فالوضع الاقتصادى سيئ، والاحتياطى من النقد الاجنبى وصل مرحلة حرجة، والنظام الإخوانى أفرط فى الاقتراض، واقترض مليار دولار شهريا، ليصل إجمالى قروضه الى 12 مليار دولار.

العروض العربية تبدو مقبولة حتى الآن، الكويت قالت إنها ستقدم مساعدات عاجلة لمصر بقيمة 4 مليارات دولار فى صورة وديعة بقيمة 2 مليار دولار ومليار دولار منحة لا ترد ومشتقات نفطية بقيمة مليار دولار، وقالت المملكة العربية السعودية إنها ستقدم مساعدات بقيمة 7 مليارات دولار لمصر، وأعلنت الإمارات عن تقديم حوالى 3 مليارات دولار لمساندة مصر فى المرحلة الانتقالية.

للأموال الخليجية دور مهم آخر فى دعم عملية تصحيح مسار الثورة بعد الاإاحة بحكم الإخوان المسلمين، وكانت الإمارات هى أكثر الدول العربية قدرة على المواجهة والدخول على خط التهديدات التى تواجهها مصر من أنصار الإخوان فى الخارج وعلى رأسها تركيا.

مصرف الامارات المركزى بادر بإرسال علامات الغضب من الموقف التركى تجاه مصر، وأرسل المصرف خطاب للبنوك الإماراتية يطالبها بكشوف تعاملاتها مع تركيا أو استثماراتها هناك، وهو ما يمثل عملية مراجعة للاستثمارات الإماراتية الضخمة فى تركيا.

بوادر الازمة الاقتصادية بين الخليج وعلى رأسه الامارات وتركيا عززت من المخاوف التى تحيط بالاقتصاد التركى بعد تراجع الليرة التركية بنسبة 9 بالمائة منذ مايو الماضي بسبب مخاوف المستثمرين من الاحتجاجات على الحكومة وعزم الولايات المتحدة خفض برنامج التحفيز النقدي، وكانت البنوك الإماراتية مشتريًا رئيسيًا للديون التركية خلال الفترة الأخيرة وخاصة الصكوك.

ننتظر من الخليج بعد الثورة أن يدعمونا باستثماراتهم لا بديونهم، ونحتاج من حكومتنا أن تخرج علينا بحلول سحرية، وعصا موسى، ومصباح علاء الدين، فهى حكومة ولدت من رحم أضخم مظاهرات عرفها التاريخ، وعليها أن تقدم إجابات عن أسباب فشل الإخوان، وعليها أن تعالج أسباب الفشل، وتبتكر أدوات النجاح.

والقيمة الحقيقية للعروض الخليجية أنها تصنع حالة توازن فى مواجهة التغول القطرى فى الاقتصاد المصرى، وقروضها لمصر خلال عام واحد من حكم مرسى، التى وصلت الى 8 مليارات دولار، وهو رقم يسبب أزمة حقيقية فى حالة انسحابه المفاجئ من مصر.

ضخامة القروض القطرية وشروطها الصعبة تكشف أهم سبب من أسباب فشل الإخوان، فهم لم يروجوا لاستثمارات حقيقية، ولذلك لا نجد قيمة حقيقية لاستثمارات قطرية فى مصر خلال حكم مرسى. كما أن الإخوان رفعوا سقف التوقعات والطموحات لدى العاطلين الذين يبحثون عن فرصة عمل، وروجوا لاستثمارات وهمية بعشرات ومئات المليارات من الصين وقطر وروسيا.

الآن يعرف المصريون حجم التحديات، واكتشفوا الخدع والأوهام، ولا يتعجلون تحقيق مطالبهم الفئوية، شريطة أن يشعروا بالعدل، وأن الحكومة لا تنحاز لفئة كبار الموظفين ورجال الأعمال، وتنحاز للإنجاز، وللملفات الشعبية مثل الدعم والبطالة، وأنها لن تورطهم فى قروض فوق طاقتهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.