لا تزال أعين العالم مسلطة على الأحداث فى مصر بعد الإطاحة بحكم الإخوان، فذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أن أهم المشاكل التى تواجه رئيس مصر فى الفترة الانتقالية «عدلى منصور» هى أزمة الطاقة المتمثلة فى الطوابير على الوقود وتدهور قيمة العملة المصرية بالإضافة إلى انحدار السياحة، مما يجعل الحكومة الجديدة فى أمسّ الحاجة إلى أموال وإصلاحات هيكلية يشعر بها شديدو الفقر وقليلو الصبر من المصريين. كما أكدت الصحيفة أن مصر الآن فى أمسّ الحاجة إلى مساعدات الدول الصديقة التى تملك المال اللازم لمساعدة مصر للنهوض مرة أخرى. «بى بى سى»: تفاؤل بشأن اقتصاد مصر بعد «مرسى»
من جانبها أكدت شبكة «إن بى سى» الإخبارية الأمريكية أن الربيع العربى لم ينته بعد، وأن إسرائيل تراقب الوضع فى مصر بحذر فى محاولة منها لفهم مدلول الإطاحة المفاجئة ب«مرسى» بالنسبة لها ولعلاقتها مع مصر، وأضافت الشبكة أنه بالنسبة لإسرائيل، فإن استقرار مصر هو مفتاح الحفاظ على السلام بين البلدين؛ لذلك تنشأ المخاطر المحتملة بسبب الاضطرابات السياسية الحالية، واستشهد التقرير بما قاله نائب الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) إيلان مزراحى عن أن هدف بلاده الرئيسى هو الحفاظ على السلام مع مصر أياً كان من يحكم البلاد، فمن مصلحة إسرائيل أن تبقى على استقرار المنطقة وهو ما لن يحدث إلا إذا كانت هناك حكومة مسئولة فى مصر.
وأكد «مزراحى» أن على إسرائيل عدم التدخل فى الشئون المصرية الداخلية، بل عليها فقط الحفاظ على إمكانية التواصل مع مختلف فصائل المجتمع المصرى، مؤكدا أن تواصل إسرائيل مع الجيش المصرى جيد للغاية لأن مصلحتهم مشتركة، فى إشارة إلى الأمن فى شبه جزيرة سيناء، مشيراً إلى أن عدم الاستقرار فى القاهرة يعنى ازدياد الجماعات المتطرفة لإثارة الهجمات ضد إسرائيل وهو ما لا تريده، ولم يتوقع «مزراحى» انتهاء الأحداث الأخيرة فى مصر بسرعة، فقال أن الإخوان جماعة منظمة جيدا وتمتلك الكثير من الأسلحة، مشيراً إلى أن ما حدث فى مصر سيؤثر بشدة على الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الربيع العربى لم ينتهِ بعد.
«فاينانشيال تايمز»: مصر فى أمسّ الحاجة لمساعدة الدول الشقيقة لتفادى أزمات الوقود والسياحة والعملات الأجنبية
من جانبها أشارت هيئة الإذاعة البريطانية إلى أن المحللين الماليين متفائلون بأن تحمل الإطاحة بمرسى مستقبلا أكثر إشراقا للاقتصاد المصرى، واستشهدت بارتفاع البورصة المصرية بنسبة 7% فى يوم واحد، وهى أعلى نسبة ارتفاع يومية تسجلها البورصة منذ أكثر من عام، وأشارت «بى بى سى» فى تقرير لها إلى أن المستثمرين يأملون فى تحسن الأوضاع بعد «مرسى» رغم أن اقتصاد البلاد لا يزال فى أزمة، كما ذهب بعض المحللين لأبعد من ذلك قائلين بإمكانية الحصول على القرض من صندوق النقد الدولى الآن.
سيطرة الجيش ستؤدى إلى الاستقرار وتجذب المستثمرين
وتابع التقرير أن سيطرة الجيش ستوفر درجة من الاستقرار الضرورى لمصر ستعيد المستثمرين لمصر، واستشهد التقرير بما قاله سيباستيان هينين، مدير مجموعة «ناشيونال إنفيستور» المالية، عن أن حكومة التكنوقراط ستعرف كيفية التعامل مع المؤسسات لأنه سيكون لديها أجندة واضحة مما سيفيد البلاد ماليا، وأضاف أنه سيكون هناك تغير جذرى فى الاستثمارات بالنسبة للمستثمرين الدوليين والمحليين أيضاً.
وأضاف التقرير أنه على الرغم من أن تراجع اقتصاد الدول فى الفترات الانتقالية وفترات ما بعض الثورات هو أمر طبيعى إلا أنه يجب أن تلتزم هذه الدول بخارطة إصلاح سياسى واقتصادى وهو ما لم يحدث فى مصر، لذلك تفاقمت ديون مصر وتدهورت السياحة مما أدى إلى تراجع احتياطى البلاد من العملات الأجنبية إلى النصف طوال مدة «مرسى» بالرئاسة وانحدر اقتصاد مصر من سيئ إلى أسوأ.