أصبح السيسى.. ابن خان الخليل صوتا للوطن الذى كاد يغادرنا هذه الأيام، بل كاد بعضنا يفقد الأمل فى عودته مع هذه الأمواج المتلاطمة من الأحداث ومع ذلك الصراخ والعويل، وكل هذا التهديد والوعد والوعيد. أما لماذا أصبح السيسى صوت الوطن فى رأيى ورأى كثيرين غيرى فى مصر؟!
فالاجابة باختصار شديد جدا تأتى فى هذه العبارات القصيرة التى استبقتها ذاكرتى وجاءت فى خطاباته قليلة العدد كبيرة الأثر، واستعيدوا معى بعض كلماته فى احتفال وطنى أمام الجيش وعدد من الاعلاميين والفنانين والتى استجلبت دموعهم ولكنها فى ذات الوقت أعادت إليهم هدوءا وطمأنينة، لقد قال يومها «ماتخافوش على مصر»، «مصر أم الدنيا» وحتفضل «مصر هى الدنيا» وفى أحدث ندوة تثقيفية للقوات المسلحة ومنذ أيام قليلة وقبل 30 يونيه القادم بكل أحداثه.. جاءت كلماته تحمل نفس الصوت الهادئ.. العاقل.. الواثق.. المصرى.. من قلب مصر «العفية» يقول:
«ليس من المروءة أن يروع أبناء هذا الشعب ونحن موجودون!! نموت أحسن»!!
بعد الشر عنكم يا سيادة الفريق وعن جيشنا الوطنى الأصيل الذى هو يد واحدة مع شعبنا العظيم، وإذا كانت كلمات الفريق «السيسى» فى هذه الندوة التثقيفية للقوات المسلحة قد قرأها البعض بأكثر من عين، فليس ذلك إلا «حكمة» و«ذكاء» من قائلها وصاحبها، فمصر فعلا للجميع، ولكنها وبالتأكيد ليس لهذه الدموية والتخلف التى لاترى إلا الرءوس التى أينعت والتى حان قطافها، كما قالها قديما وقاسيا وبعيدا عنا ذلك الحجاج بن يوسف الثقفى..
فأين نحن من هذه العصور؟ أين نحن من تلك العصبية والتعصب؟! وهل اقتربنا من تحريم «الملوخية» أو زيت عباد الشمس لأن هذا النبات الذى يستخرج منه الزيت يعبد الشمس ولا يعبد «حاشا لله» رب الكون؟ ما كل هذه الخرافات؟!
لن نعود إلى عهود وعصور مظلمة.. الشعب المصرى صاحب الحضارة لا يحيا إلا بالمدنية الجديدة مع تدينه الوسطى الرصين ليضيف إلى حضارته ويتقدم إلى الأمام، ومهما طال ليلنا مع هذه الأيام العصيبة إلا أن مصر فعلا للجميع، والجميع يجب أن يعتدل ليعتدل ميزان مصر الوسطية المتدنية، وللحق.. سأل بعضنا بعضا عندما جاء إلينا سيادة الفريق أول السيسى وزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات المسلحة وهل هو من الإخوان؟ وكانت الاجابات كلها.. بأنه ليس من الإخوان ولكنه «متدين».. ولذا اطمأنت قلوبنا ودخلها سريعا حب «السيسى».. فكلنا متدينون طيبون.
وأخيرا وليس آخرا.. لابد أن تكون تحيتى لسيادة الفريق ابن خان الخليلى «قلب مصر» العفى العاقل والحانى ولكل من يفكر فى خطاب «السيسى» وفى معناه أقول: لايمكن أن تكون كل كلماتنا على غرار «محطة المطار السرى»!! ياعالم «اتركوا شيئا للأمن الوطنى المصرى، وثقتنا فى رب العالمين أولا، وفى شعب يكره العنف ولكن لا يجبن أبدا بل يدافع عن حقوقه بكل شجاعة ومعه الجيش المصرى الحر يحميه ويحمى الوطن.. فهذا الجيش وقائده هم «صوت الوطن» الذى اشتقنا إلى وسطيته ومصره التى هى «أم الدنيا» أو «هى الدنيا» كما قال لنا «السيسى».