جنكيس خان، الذى غزا ثلاثة أربع الدنيا اعتباراً من ثمانينيات القرن الثانى عشر، كان مصاباً بأخطر الأمراض السرية: الزهرى الذى انتشر أيامها فى العالم بأكمله، خاصة فى تلك المنطقة المجهولة من آسيا، حياته يلفها الغموض، باستثناء الكتاب الوحيد الذى قام بتأليفه: سيجى كودوكو، الولد الذى تبناه قبل أن يموت بسنين: تاريخ المغول السرى. أراد الولد المتبنى أن يدلل على مدى الرقة التى تمتع بها جنكيس خان المعروف بقسوته، فحكى أنه اعتاد أن يبحث بعد انتهاء المعارك عن جثث النساء اللائى يصطحبهن الفرسان ليبكى إلى جوار كل منهن قليلاً. لكن على انفراد. سيجى كودوكو يتابع قائلاً: إنه كان يعود من هذه النوبات البكائية ملطخاً بالدماء، وهو ما دفع بسيجى كودوكو إلى اعتبار أن الزعيم كان يعانق القتيلات بينما هو ينتحب. لا يحتاج الواحد أن يكون عبقرياً، ليكتشف أن جنكيس خان دأب على مضاجعة النساء المذبوحات بمعرفة جيشه، الأمر الذى يصطلح عليه علم النفس باسم: النيكروفيليا، أو الهوس بمواقعة الموتى.
ولم يخل تاريخ المماليك - بمختلف عصوره طالت أو قصرت - من نماذج تجنح إلى الشذوذ الجنسى بمعناه الأشمل الذى لا يقتصر على الممارسات الجسدية - طبيعة المجتمع المملوكى فى حد ذاتها - منذ نعومة أظفار عناصرها المجلوبة من كل فج عميق - كانت تشكل المناخ المناسب لنمو مثل هذه العلاقات، بالإضافة طبعاً إلى الجو الدسائسى الرهيب، حيث تعيش الجوارى اللائى كن يتصدين لكبتهن - كما هو الحال فى كل العصور - بالسحاق.
كن لا يحظين باستثارة غرائز مولاهن إلا لمرة واحدة. الأمر الذى غالباً ما يترتب عليه خلال الأشهر التسعة التالية أن تنجب إحداهن من سيدهم - أو من غيره - الغلام الذى يمكن أن يتربع يوماً كسلطان مطلق اليدين على عرش الدولة مهما بلغت قراراته من شطط أو استهتار بأبسط قوانين الحياة. الشجرة العائلية اختفت أهميتها بالكامل فى زمن المماليك.
الألمان استيقظوا فجأة ليكتشفوا أن هتلر ليس كما صورته لهم آلة الإعلام الرهيبة التى أدارها جوزيف جوبلز. وعلى فكرة، جوزيف جوبلز هو من قال: كلما سمعت كلمة: ثقافة، تحسست مسدسى. استيقظ الألمان فجأة ليكتشفوا أن هناك إلى جوار الزعيم الأوحد امرأة تدعي: إيفا براون، وأنها ظلت تعيش برفقته فى مقر المستشارية إلى أن انتحرا سوياً بمخبئهما التحت أرضى، عندما تمكنت القوات السوفيتية من اجتياح برلين قبل جيوش الحلفاء. كانت محدودة التفكير إلى درجة تلامس التخلف العقلى. لا صلة لها من قريب أو بعيد بالصراعات السياسية، ولا تعبأ كثيراً أو قليلاً بالشأن العام. أغلب الظن أن الفوهرر - كما كان أنصاره يطلقون عليه - سعى من خلالها إلى التمسح فى طبقات المجتمع الراقية. صديقات إيفا براون اللائى ظللن على صلة بها، أكدن أن الفوهور كان لا يتحقق جنسياً إلا عندما يجبرها على أن تحكى له بالتفصيل عن تجارب سابقة عاشتها مع آخرين. أجرى الأطباء النفسيون سلسلة من الدراسات الموسعة حول العلاقة الغريبة التى اختتم بها حياته.
الشعور الذى سيطر عليه فى اللحظات الأخيرة هو أن الأمة الألمانية قد خذلت قائدها العظيم بخسارتها الحرب. كانت آلة الإعلام الرهيبة تصور حياة هتلر على أنها خالية تماما من المغامرات العاطفية، وأن كل هذا العشق لألمانيا - التى هى فوق الجميع - لم يترك فى قلبه مكانا لسواها.
ومن أقوال بعض الشهود فى محاكمات نورنبرج تبين أن الزعيم الأوحد كان تجسيداً حياً لما يسمونه فى علم النفس بنموذج البصاص، وأنه اكتفى بالتالى فى علاقاته الحميمية بالأداء البصرى. النازيون الجدد يعتبرون أن كل هذا مجرد أكاذيب يراد بها تلطيخ صورة الفوهرر، وهم - على عكس القدامى مع معاصريه - يتفننون فى التغنى بفتوحاته النسائية.
ديكتاتور شيلى الجنرال بينوتشيه كانت أقرب صديقاته إليه عاملة بمركز لتجميل الموتى، البعض ممن اهتموا بتحليل شخصيته أكدوا أنه اختارها هى بالذات لهذا السبب على وجه الخصوص، وأن أصول الدافع الجنسى لديه اقترنت على نحو ما بالموت. حرص دائماً على أن يدير هو شخصياً المذابح التى تولت تنفيذها كتيبة الإعدام السرية المدربة على يد أفضل عناصر السى آى إيه. بعد فراقهما، أفضت ماريا كريستينا إلى الصحف الأوروبية بالكثير من الأسرار التى يتعلق معظمها بالسطو على المال العام أو تدبير المذابح لرموز القوى الديمقراطية أو الاشتراكية أو حتى الذين يلوذون بالصمت، على أساس أن من المحتمل أن ينضموا إلى المعارضة. وعلى مستوى العلاقة الجسدية بينهما، قالت بهدوء: لم تكن هناك علاقة.