بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين , شعب مصر العظيم ..أما بعد تمر بلدنا العزيزة مصر بظروف تعلمونها ولا تخفى عليكم .. أخطر مافيها ماوصلت اليه الأمور من تشاحن وتباغض لا نرتضيه جميعاً .. خصوصا بعد أن تكاتفت كل أطياف شعبنا فى صنع ثورة من أهم وأعظم ثورات الشعوب , ويعلم الله أننى من أكثر المتألمين لما آلت اليه الأمور كما اننى أدرك مدى القلق الذى يساور الغالبية العظمى من شعبنا على مستقبل هذا الوطن.
وفى هذا المقام أريد أن أشهدكم وأشهد الله قبلكم أننى لم أكن أنتوي يوما منذ أن توليت المسئولية التى حملتمونى اياها إلا مصلحة ورفعة هذا الوطن وسلامته وأمنه ولكن قد يكون من الطبيعى وخصوصا في ظل هذه الظروف العصيبة أن يخطئ البعض فى تقدير مانقرره أو أن يسئ البعض الظن فيما نسعى اليه أو قد نخطئ نحن دون قصد فى تقدير بعض الأمور .., نعم قد نخطئ !
أقولها بكل شجاعة وكل وضوح لأننا جميعا بشر ولا أحد معصوم من الخطأ على وجه هذه الأرض , ومن هذا المنطلق أناشد الجميع وأنا معكم أن نقف أمام أنفسنا وأمام أخطاءنا وأمام مسئوليتنا عن هذا الوطن العظيم وأخص بالذكر من هم فى موقع المعارضة ومن هم فى موقع المسئولية أيضا .
أيها الأخوة والأخوات.... تدركون جميعاً خطورة مارسخته حالة التشاحن والاختلاف من كراهية بين أخوة وشركاء هذا الوطن وتدركون أيضا مانحن ذاهبون اليه لو استمر هذا الوضع على ماهو عليه , رغم أنني أوكدها انني سوف أعيش وأموت علي أرض هذا الوطن ولن أتخلي عن الشعب ومطالبه .
وأعلنها من موقع مسئوليتى ولكى ابرئ نفسى أمام الله وأمامكم جميعاً ولكى لا أترك أى حجة على نفسى أقابل بها الله يوم لا ينفع مالا ولا بنين ولا سلطان أقول لكم .. أن قطرة دما واحدة تسيل من أى مصرى لهى أعز وأغلى من أى كرسى ومن أى منصب ولأجل هذه المسئولية أيضا فاننى لن أتردد فى أخذ أى قرار أو الرجوع عن أى قرار من شأنه حفظ دماء وأرواح المصريين ..كل المصريين .
ولكى يكون الفعل مطابقا للقول وأيضا لكى أنسف أى مبرر مهما كان حتى وان كنت لا أوافق عليه .. لكن الدم فوق كل شئ دماء المصريين أعز من أى شئ ..لا شك فى ذلك .. فقد قررت الآتى :
أولآ؛ أدعو الحكومة الحالية للاستقالة وتشكيل حكومة كلها من المتخصصين (تكنوقراط) يشارك فى اقتراح اسماءها كافة القوى والأحزاب السياسية.
ثانيا: أطالب النائب العام الحالى بتقديم استقالته ودعوة مجلس القضاء الأعلى لترشيح ثلاثة شخصيات قضائية لآختيار نائبا عام جديد من بينهم.
ثالثا: تشكيل جمعية تضم أقدم ثلاثة أساتذة قانون دستورى من كل جامعة مصرية (على أن لا يكون من بينهم من له أى انتماء سياسى) يكون مهمتها الاستماع لكل القوى السياسية وكل من له رأى ثم تقوم باجراء ماتراه من تعديلات على الدستور.
رابعآ: دعوة كل القوى السياسية لتقديم اقتراحتها بشأن قانون الأنتخابات الجديد حتى يتم صياغته فى شكله النهائى الذى يرتضيه الجميع.
خامسا: أدعو كل قوى المعارضة لأخذ زمام المبادرة والدعوة الى مؤتمر مصالحة نؤسس فيه لعهد جديد من التعامل والتسامح الذى يرتضيه شعبنا.
سادسا: الدعوة لاجتماع يضم كل قادة الأحزاب والقوى السياسية المصرية لمناقشة كافة القضايا الخلافية التى تهم الوطن بما فيها الحاجة الى الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة ثم الخروج بقرارات وتوصيات يجب الأخذ بها .
وقبل أن يتم ذلك وأثناءه أهيب بالجميع أن نتوقف عن دعاوى التخوين والتكفير والتهديد والتباغض وفقنا الله واياكم لما يحبه ويرضاه لأمتنا العظيمة والله من وراء القصد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .