وقبل أن أرفع راية الإستسلام أو راية الإحباط علي طريقة سعد زغلول "مفيش فايدة" أو علي طريقة بوعزيزي "راية الإنتحار" أردت فقط أن أتلو عليكم صرختي الأخيرة وهي لكم الفرصة الأخيرة وهي لي ولكم علي الطريقة الشرعية "الصرخة الأخيرة" وقبل أن يتواري جسدي النحيل مسواه الأخير "اللهم قد بلغت اللهم فأشهد" لقد أسعدني وأبهجني بل وأعاد إلي جسدي بعض من روحي والتي كانت علي وشك الأزهاق ماتصبون إليه هذه الأيام للملمة الشتات وإستجماع القوي المهدورة والقضاء علي الأنفلات الحزبي الورقي والسياسي الوهن وتقديم مصالح الوطن علي المصالح الذاتية والدونية وربما أكون هذه المرة الأقرب إلي تصديقكم والوثوق فيكم بعد أن أدركتم أخيراً خطورة وكارثة الشرذمة والتفكك ومن هذا المنطلق أتقدم بخالص إمتناني وإحترامي وإنحنائي لقامة ومقام الأخ المناضل الثوري المحترم حمدين صباحي وذلك لأعتذاره الشجاع للشعب المصري أثناء تدشين تيار الأمل والأمال "التيار الشعبي" وهذا هو إعتذار الشجعان وشيم الفرسان والذي أعاد إلي ذاكرتي شجاعة وفروسية زعيمنا الراحل عبد الناصر عندما طل علي جموع الشعب وهو يحتبس بين جفونة زرفات الألم والمسئولية. رحمك الله وأسكنك جنانه يارمز قوميتنا وفارس عروبتنا والتي خلت ساحتها بألم وتألم رحيلك عنا وعنها وما أجملك وما أعظمك وشموخ وطنيتك ومصريتك ذاك الشعب العظيم عندما لم تتسع ميادين وشوارع المحروسة لإستيعاب جحافلك للتعبير عن تحمل المسئولية سوياً والتأييد والألتحام والمساندة إلي أن تحقق أمل الزعيم والأمة معا لأجتياح الصعاب وتخطي المحن والعثرات والتغلب علي النكبات والحمد لله فقد كان . هكذا هو ثمار الوحدة والأتحاد والوعي والأخلاص للأوطان وقبل أن يفوتني يطيب لي أن أتقدم بنفس القدر من ماسلف إلي كل رموز الوطن الشرفاء عمرو موسي ومحمد البرادعي وأيمن نور ومحمد أبوالغار ومحمد غنيم وجورج إسحاق وكل رموز مصرنا الأوفياء وسطوري لا تكفي لذكرهم جميعاً. وأما أنتم شعبنا العظيم لانريد أن نستنزف وقتنا الثمين بزرف دموع الندم والبكاء علي الاطلال واللبن الذي سكبناه بأيدينا عندما إرتكبنا نحن أبشع جرائم التفريط في الأوطان وأقسي الطعنات والمجازر عندما تخلينا عن مصرنا وجردنا أنفسنا من أسلحة الدفاع عنها عندما خرجنا بالملايين إلي شواطئ المصايف مدججين بملايين المايوهات لنلقي بأصواتنا الانتخابية إلي أعماق البحار ليلتهمها أسماك القرش المفترسة والحيتان الضالة والمتأهبة والمترقبة لإلتهامنا جميعاً وقبل أن تخرج هذه الحيتان من مياه بحورها العميقة إلي شوارعنا وبيوتنا لتمزق أجسادنا بأنيابها السامة والهالكة أحذركم بأنه آن الأوان أن نستيقظ وتستيقظ معنا ضمائرنا لإنقاذ مصرنا من الدمار والدستور والبرلمان علي الأبواب ونتحد جميعاً أو ننتحر جميعاً ولعلها الفرصة الأخيرة .