اختارت مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولاياتالمتحدة وإسرائيل، القس الدكتور جوني مور، المسيحي الإنجيلي، ليشغل منصب الرئيس التنفيذي، وهو أمريكي أعلن تأييده صراحة لاقتراح الرئيس دونالد ترامب، بشأن تولي واشنطن إدارة القطاع الفلسطيني. وأكد «مور»، في بيان صادر عن المنظمة، أن «مؤسسة غزة الإنسانية تثبت أنه من الممكن نقل كميات هائلة من الطعام إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليه بأمان وكفاءة وفاعلية»، مضيفا: «تؤمن مؤسسة غزة الإنسانية بأن خدمة سكان غزة بكرامة ورفق يجب أن تكون الأولوية القصوى». وشغل مور سابقا منصب مستشار إنجيلي في البيت الأبيض خلال ولاية «ترامب» الأولى. وبحسب تقارير إعلامية غربية، قد يؤدي اختيار مور لهذا المنصب إلى تعميق مخاوف الأممالمتحدة، خاصة بالنظر إلى دعمه لاقتراح ترامب المثير للجدل في فبراير الماضي بسيطرة الولاياتالمتحدة على قطاع غزة. وبعد إعلان ترامب عن الفكرة، نشر مور مقطع فيديو لتصريحات ترامب عبر منصة «إكس»، معلقا: «الولاياتالمتحدةالأمريكية ستتحمل المسؤولية الكاملة عن مستقبل غزة، وستمنح الجميع الأمل والمستقبل». وزار مور إسرائيل بعد ثلاثة أشهر من هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، وذكر: «لم أر مثل هذا الرعب من قبل». وبعد أسبوعين نشر فيديو بعنوان «تعالوا لزيارة غزة الجميلة»، حيث حاول إبراز القطاع كوجهة سياحية محتملة لولا وجود مسلحي حماس، وفقا لموقع «فرانس 24». وتتواصل الانتقادات الدولية لآلية توزيع المساعدات الإنسانية الحالية في غزة، والتى تعمل بعيدًا عن إشراف الأممالمتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، ومدعومة من واشنطن وتل أبيب. وبعيدا عن إشراف الأممالمتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت إسرائيل، في مايو الماضى، تنفيذ مخطط لتوزيع مساعدات عبر «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من واشنطن وتل أبيب. ورفضت الأممالمتحدة وعدد من منظمات الإغاثة التعاون مع المؤسسة، معتبرة أنها لا تمثل طرفا محايدا في العمل الإنساني. وصرح وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، بأن المؤسسة «تجعل المساعدات مشروطة بأهداف سياسية وعسكرية» وتستغل التجويع «كورقة مساومة». وفي وقت سابق، قال المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، فيليب لازارينى، إن توزيع المساعدات في غزة أصبح «مصيدة للموت»، وشدد على ضرورة أن ترفع إسرائيل «الحصار وأن تسمح بدخول المساعدات وتوزيعها بأمان ودون عوائق تحت إشراف الأممالمتحدة». وفي بيان له، أشار «لازارينى» إلى مقتل وإصابة عشرات «المدنيين الجوعى» جراء إطلاق النار، وذلك بحسب تقارير من مسعفين دوليين متواجدين على الأرض. ووجه المتحدث السابق باسم وكالة «أونروا»، كريستوفر جانيس، انتقادات لاذعة ل«مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من الولاياتالمتحدة وإسرائيل والتي تأسست حديثا لتتجاوز منظمات الأممالمتحدة في عملية إغاثة فلسطينيي القطاع، مؤكدا أنها تدار من قبل عسكريين سابقين و«مرتزقة» وتهدف لتحويل المساعدات إلى «سلاح». في حين، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل وأصاب أكثر من 600 فلسطيني من المجوّعين قرب ثلاث نقاط توزيع أقامها في مناطق سيطرته المطلقة في قطاع غزة خلال أسبوع واحد فقط، في أوضح دليل على ما تشكله تلك النقاط من مصائد لاستهداف المدنيين وإعدامهم ميدانيا. بدوره، قال المتحدث باسم المفوض السامى لحقوق الإنسان في جنيف، جيريمى لورانس، أمس الثلاثاء: لثالث يوم على التوالى قُتل أشخاص في محيط نقطة توزيع مساعدات تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية.. هذا الصباح تلقينا معلومات بمقتل وإصابة العشرات الآخرين. وأكد مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن خطة التوزيع الإسرائيلية ذات الطابع العسكري لا تستطيع بأي حال من الأحوال تلبية الاحتياجات الهائلة في غزة. وقال رئيس المكتب في الأرض الفلسطينية المحتلة، جوناثان ويتال، إن «الكيان المدعوم من الولاياتالمتحدة»، والذي أُنشئ لتنفيذ هذه الخطة وهو «مؤسسة غزة الإنسانية» يضفي «طابعا مؤسسيا» على القيود التي تفرضها إسرائيل على تقديم المعونات منذ البداية. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، قد أكد في وقت سابق أن الأممالمتحدة لن تشارك في أي مخطط (يتعلق بالمساعدات في غزة) يفشل في احترام القانون الدولي ومبادئ الإنسانية والنزاهة والاستقلال والحياد.