تتواصل الانتقادات الدولية لآلية توزيع المساعدات الإنسانية الحالية في قطاع غزة والتي تعمل بعيدا عن إشراف الأممالمتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، ومدعومة من واشنطن وتل أبيب قال الرئيس التشيلي، جابرييل بوريك، إنه سيعمل على تكثيف الضغوط على إسرائيل بسبب حربها في غزة خلال الأشهر التسعة الأخيرة من فترته الرئاسية. أكدت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، اليوم الاثنين، أن آلية توزيع المساعدات الحالية المدعومة من الولاياتالمتحدة وإسرائيل «لا تلبي الاحتياجات الإنسانية العاجلة» في قطاع غزة، وطالبت الوكالة الأممية بتمكينها من إيصال المساعدات بأمان للفلسطينيين في القطاع. وقال مدير شؤون «أونروا» سام روز، في بيان نشرته الوكالة الأممية: «لقد أظهرت الأممالمتحدة خلال وقف إطلاق النار أننا نمتلك القدرة على إيصال المساعدات بأمان وعلى نطاق واسع للوصول إلى الناس حيثما كانوا». وأضاف «روز»: «طرق التوزيع الحالية لا تلبي الاحتياجات الإنسانية العاجلة في غزة، خاصة بالنسبة للمرضى وكبار السن والجرحى». وأشار إلى أن أونروا تدير «أكبر عملية متواصلة تابعة للأمم المتحدة في العالم لتوزيع الغذاء»، مشددا على أن الإمدادات الإنسانية جاهزة، بينما الحاجة الملحة هي «الوصول لتسليم المساعدات مباشرة إلى من هم بحاجة لها، فلا وقت لنضيعه». «مصيدة للموت» وكان المفوض العام لوكالة أونروا، فيليب لازاريني، قال إن توزيع المساعدات في غزة أصبح «مصيدة للموت»، وشدد على ضرورة أن ترفع إسرائيل «الحصار وأن تسمح بدخول المساعدات وتوزيعها بأمان ودون عوائق تحت إشراف الأممالمتحدة». وفي بيان له، أشار «لازاريني» إلى مقتل وإصابة عشرات «المدنيين الجوعى» صباح أمس الأحد جراء إطلاق النار، وذلك بحسب تقارير من مسعفين دوليين متواجدين على الأرض. وقال إن نقطة التوزيع وضعت، بحسب الخطة الإسرائيلية الأمريكية، في أقصى جنوب رفح الفلسطينية، مشددا على أن «هذا النظام المهين» أجبر آلاف الأشخاص الجوعى والمحتاجين للمساعدة على السير عشرات الكيلومترات إلى منطقة «شبه مدمرة بسبب القصف العنيف من قبل» جيش الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف المفوض العام لوكالة أونروا: «يجب أن تتم عمليات إيصال وتوزيع المساعدات على نطاق واسع وبشكل آمن. في غزة، لا يمكن القيام بذلك إلا من خلال الأممالمتحدة، بما في ذلك أونروا. وهذا هو السبيل الوحيد لتفادي التجويع الشامل، بما في ذلك بين مليون طفل». وفي ظل تضارب الروايات وحملات التضليل، سلط لازاريني الضوء على ضرورة السماح لوسائل الإعلام الدولية بالدخول إلى غزة «لنقل الحقيقة بشكل مستقل عن الفظائع الجارية». وبعيدا عن إشراف الأممالمتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت إسرائيل في مايو الماضي، تنفيذ مخطط لتوزيع مساعدات عبر «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من واشنطن وتل أبيب. في سياق متصل، قال الرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا، إنه من اللاإنسانية أن تحكم إسرائيل على الفلسطينيين في غزة بالجوع بصغارها ومسنيها. وجاء ذلك خلال كلمته بحفل في قصر كيرينالي بالعاصمة روما لممثلين دبلوماسيين عن دول ومنظمات دولية معتمدة لدى إيطاليا بمناسبة يوم الجمهورية، الذي يُحتفل به كل عام في 2 يونيو. وفي كلمته، عبر «ماتاريلا» عن أمله في أن تسمح إسرائيل فورا لإيصال المساعدات الدولية إلى غزة، مضيفا: «من اللاإنسانية أن يُحكم على شعب بأكمله، من الصغار إلى المسنين، بالجوع». وأكد على حق الفلسطينيين في وطنهم ضمن حدود محددة ومعروفة، وأنه من غير المقبول حرمان الفلسطينيين في غزة من تطبيق القانون الإنساني. إلى ذلك، قال الرئيس التشيلي، جابرييل بوريك، إنه سيعمل على تكثيف الضغوط على إسرائيل بسبب حربها في قطاع غزة إلى جانب عدد من المبادرات الأخرى خلال الأشهر التسعة الأخيرة من فترته الرئاسية. وأوضح «بوريك» في خطابه السنوي الأخير الذي استمر ثلاث ساعات أمام الكونجرس في مدينة فالباريسو الساحلية، إنه سيقدم مشروع قانون لحظر الواردات من الأراضي المحتلة بشكل غير قانوني، كما سيدعم الجهود التي تبذلها إسبانيا لفرض حظر على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، مما أثار هتافات وصيحات في الكونجرس. يذكر أن بوريك من أبرز المنتقدين لإسرائيل، وسحب في الآونة الأخيرة عسكريين من سفارة بلاده في إسرائيل واستدعى السفير للتشاور. ووفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، يخشى مسؤولون إسرائيليون من أن يصعد بوريك إجراءاته ويقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.