نافعة : جميع الحلول متاحة لحل الأزمة بما فيها الخيار العسكري ولكني أعتبره آخر الحلول التي يجب تفعيلها سالمان : إسرائيل لديها منفعة كبرى في إنشاء السد الذي سيساهم في تحقيق حلمها بدولة إسرائيل الكبرى من النيل للفرات
سلوى عمار
أصدرت الوحدة البحثية بمؤسسة 6 أبريل ، سلسلة حلقات نقاشية حول موضوع هام وآثار بلبلة واضحة على الساحة السياسية وهو : مشروع سد النهضة الإثيوبي ، وتناول حلقات النقاش :_ الدكتور حسن نافعة الأستاذ بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة ، ومحمد سالمان الدكتور بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.
وبدأت حلقات النقاش بعنوان "مصر ومياه النيل ... من أزمة للصراع" وتمركزت حول أسئلة محددة وهي : هل تتهدد مصر حروب مياه مع إثيوبيا في السنوات القادمة؟،هل تصطدم الطوحات التنموية في إثيوبيا مع حقوق مصر التاريخية والقانونية في مياه النيل ؟،ما هو دور التوازنات الإقليمية والدولية في تخفيف حدة الصراع ؟، هل هناك من سبل لمواجهة التحديات المرتبطة بتهديد مصالح مصر التاريخية والقانونية في مياه النيل حالياً ومستقبلاً؟.
ولتقديم إجابات محددة وواضحة لهذه التساؤلات تمت مناقشة القضية في إطار محورين رئيسيين :-
المحور الأول : التوازنات الإقليمية والدولية ودورها في تحديد خارطة الصراع.
المحور الثاني : الخيارات المتاحة لصانع القرار وقنوات التحرك المجتمعي المتاحة.
وفي هذا السياق تحدث د. محمد سالمان عن المدخل الإقليمي والدولي في التعامل مع أزمة مياه النيل حيث أوضح أن الفهم السليم لقضية مياه النيل وأبعادها المختلفة يقتضي أن ندرك أن هذه الأزمة هي سياسية في المقام الأول حيث أن حوض نهر النيل من أكثر الأحواض جذباً للتدخل الخارجي وذلك يعود إلى بالأساس الى طبيعة الدول في تلك المناطق التى تعاني من معدلات مرتفعة في الفقر ومؤشرات منخفضة جداً في معايير التنمية الإقتصادية .
استعرض أيضاً دكتور سالمان طبيعية القوى التي تقوم بالتدخل في حوض نهر النيل كالقوى الإقليمية : إسرائيل السعودية قطر ، والقوى الدولية : الولاياتالمتحدة الأمريكيةألمانيا فرنسا إيطاليا ، والمنظمات الدولية : البنك الدولي الأممالمتحدة منظمة اليونسكو ، مجموعة الدول المانحة والممولة : الصين إيطاليا كلها من الدول الفاعلة في حضو النيل، وأكثرها نشاطاً وخطورةً على مصر إسرائيل وحليفتها الولاياتالمتحدة.
مؤكداً على دور إسرائيل في المنطقة وصراعها المباشر وغير المباشر، فاسرائيل تعمل منذ وقت طويل على نقل مياه النيل الى الاراضي المحتلة وربما يكون مشروع سد النهضة هو محاولة للضغط على مصر لقبول مثل هذه الصفقات على ان هذه الاطماع ليست وليدة المرحلة بل هي مرتبطة منذ الأزل بدولة إسرائيل ورغبتها في إنشاء دولة اسرائيل الكبرى من النيل للفرات.
أما فيما يتعلق بالمحور الثاني فقد تحدث دكتور حسن نافعة عن التوازنات الدولية والإقليمية ودورها في تحديد الصراع حيث تحدث عن أهمية تأمين الحدود الشرقية لمصر في سيناء وعلى ضرورة تأمين العمق الجنوبي لمصر في دول حوض النيل وان تدهور وضع مصر فى دول حوض النيل جاء نتيجة فصل آخر من فصول فشل النظام السابق وقصور نظره في إعلاء شآن الأمن القومي المصري فوق آي إعتبارات آخرى.
وفي سياق المقارنة بين البعد الإستيراتيجي في السياسية الخارجية المصرية إبان حكم عبد الناصر والرئيس مبارك تحدث الدكتور نافعة عن سعة آفق جمال عبد الناصر في تعامله مع الامبراطور الاثيوبي هيللاسيا على الرغم من إدراكه بطبيعة علاقته الوثيقة مع الولاياتالمتحدة في تلك الفترة ، واردف نافعة قائلاً إنه حتى الاتفاقيات الدولية لا تستطيع أن تحفظ حصة مصر من مياه النيل حيث سيتم التلويح بان من قام بهذه الاتفاقيات هي الدول التي كانت مستعمرة القارة وليس دول القارة بعد استعمارها.
ويرى الدكتور حسن نافعة أنه لابد أن يكون التعامل بمنطق القانون الدولي وعمل علاقات وتحالفات مع دول حوض النيل خاصةً دول المنبع وان تكون العلاقات قائمة على التعاون والمنافع الاقتصادية بغرض الحفاظ على حصة مصر من مياه النيل وايضاً من اجل تامين حدود مصر الجنوبية وضرب مثلاً عما كانت عليه العلاقات ايام جمال عبد الناصر وان مصر كان لها رصيد كبير في افريقيا من قوى ناعمة وتوظيف للتحالفات السياسية غير انه لم يستبعد الحلول العسكرية ولكنه جعلها أخر الحلول.