أكد الشيخ عبدالباقى الحبيبى شيخ الطريقة الحبيبية الصوفية فى مصروتركيا أن للطرق الصوفية فى تركيا دور بارز فى الحياة السياسية حيث أن شيوخ الطرق كانوا يشاركون فى الشأن السياسى والدينى منذ الدولة العثمانية وحتى الأن ومن ضمن هذه الطرق التى كانت تمارس السياسة ولازالت الطريقة البكداشية ، والطريقة الرفاعية ،والمولاوية، و النقشبندية ، التى كان ينتمى لها رئيس الوزراء التركى السباق نجم الدين أربكان ومن أبرز الجماعات الصوفية التى يحسب لها أدوار إجتماعية وسياسية وثقافية فاعلة فى تركيا حاليا كالسلمانيون ،وجماعة أسماعيل أغا ، وجماعة المندل ، وجماعة أران كوى ،وجماعة أسكندر باشا ،وجماعة النوراسية . وأشار الحبيبى الى أنه على تواصل دائم بشيوخ الصوفية فى تركيا مؤكد فى الوقت ذاته أنه الجبهة الاسلامية الصوفية فى تركيا بدأت فى النهوض منذ الخمسينيات بعد أن تولى مقاليد الأمور أبناء النقشبندية هناك وعندما جاء نجم الدين اربيكان رئيسا للوزراء وعبدالله جول رئيسا للجمهورية وحصلو على المجليس النيابية هناك بدأت بالفعل نهضة حقيقية حيث أن الشعب كان متعطش للدين الاسلامى الحقيقى ولكن اليوم الحكومة التركية تلعب لعبة خبيثة حيث تريد أن تظهر أنها تطبق الدين الاسلامى وفى نفس الوقت تريد الانضمام للاتحاد الاوروبى ولذلك الشعب التركى الصوفى بدأ يتعرف على الحقيقة الكامنه وان هذه لعبة لن تستمر أو تستقر ولذلك خرجوا فى مظاهرات بعد أن تم أعتقال عدد كبير من المناهضين لحزب العدالة والتنمية هناك كما أن الشىء الذى قلب الأمور رأس على عقب هو أن الحكومة التركية فى الفترة الاخيرة ظهر تأييدها الواضح لجماعة الاخوان المسلمين فى مصر مما أثار حفيظة أبناء الصوفية هناك وخاصة أن رجب طيب أردوغان فى بداية عهده كان ينتمى للطريقة النقشبندية ولكن بعد ذلك شذ عن نهج شيوخة الصوفية ودخل فى دهاليز السياسة وترك التصوف وضرب بتعاليم شيوخة عرض الحائط مما جعل أبناء الصوفية فى تركيا يرون أردوغان بأنه شخصية وصولية حيث أن مساندة أبناء الصوفية له وللحزب الحاكم هناك كان سببا رئيسيا فى أن يصبح هو رئيسا للوزراء كما أن موقف أردوغان المتساوى مع موقف الاخوان المسلمين تجاة سوريا جعل الصوفية فى تركيا تستاء من مواقف الحكومة التركية واردوغان تجاة الملف السورى .
وبين الحبيبى أن ما يحدث فى تركيا حاليا هو نفسة ما يحدث فى سوريا وحدث فى دول العالم العربى وذلك لأن تركيا دولة اسلامية وأذا نهضت فأن ذلك علامة حقيقية على تطبيق الدين الاسلامى الحقيقى فى أوروبا ولذلك يجب على أردوغان الافراج الفورى عن كافة المعتقلين الاتراك أذا كان لا يريد أن تقوم ثورة جديدة عليه وعلى حزب العدالة والتنمية فى تركيا وأشير الى أن شيوخ الصوفية فى مصر على أتصال دأئم بأخواتهم مشايخ الصوفية فى تركيا وخاصة الطريقة النقشبندية والمولاوية.
وعن موقف الصوفية فى تركيا من الثورة قال الحبيبى أن الصوفية فى تركيا كانت تناصر الحكومة لانها كانت تناصر الطريقة النقشبندية ولكن السياسة قادرة على أن تفشل أى تيار دينى حيث أن أوروبا وسياستها تجاة تركيا ضيعت كل ما فعلتة الطريقة النقشبندية هناك ولذلك الصوفية الأن فى تركيا سوف يشاركون فى هذه الثورة أذا أستمرت الى نهايتها كما قيام حكومة أردوغان بسن بعض القوانين المقيدة للحريات جعلت الشعب يحتج على ذلك ويخرج فى مظاهرات ضد الحكومة التركية والصوفية بالطبع جزء أصيل من الشعب التركى لذلك هم سوف يخرجون مع الشعب ضد أردوغان أذا لم يتراجع عن هذه القوانين التى أصدرها .
وأشار الى أن كل الطرق الصوفية فى تركيا تعمل بالسياسة حيث أنها تختلف عن الطرق الصوفية فى مصرولذلك هم لهم أعضاء فى المجالس النيابية فى تركيا وفى الفترة الأخيرة حاول أوردوغان إستمالت الصوفية اليه مرة أخرى ولكن تأيدة لجماعة الاخوان المسلمين أبان الانتخابات الرئاسية جعلتهم يستائون منه ويعاملونه كما لو أنه شخصية غريبة عن الصوفية هناك .