وسط ترحيب الدولي لاسيما اميركي وبريطاني، بدأ رامي الحمد الله المكلف بتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة خلفا لحكومة سلام فياض المستقيلة مشاوراته أمس، وهو ما اعتبرته حماس تكريسا للانقسام. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن ترجيحات تؤكد استمرار غالبية الوزراء الحاليين في حكومة تصريف الأعمال الحالية في مناصبهم.
وذكرت المصادر أن الاتجاه هو الدفع بتسريع تشكيل الحكومة الجديدة، على أن يتم تطعيمها بعدد محدود من الوجوه الجديدة وفق تكليف الرئيس الفلسطيني محمود عباس لحمد الله مساء أمس.
من جهتها، اعتبرت حكومة حركة حماس المقالة في غزة قرار عباس بتشكيل حكومة جديدة بمنزلة «تكريس تجميد» ملف المصالحة الفلسطينية.
وقال يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس حكومة حماس ل «د.ب.أ» إن خطوة عباس «فرض جديد للأمر الواقع القائم على الانقسام الداخلي وتكريس لتجميد المصالحة».
وأضاف رزقة أن هذه الخطوة «تعبر عن استمرار تجميد ملف المصالحة بسبب غياب الإرادة السياسية والتدخلات الخارجية خصوصا من الإدارة الأميركية».
واعتبر رزقة أن الحكومة الجديدة المكلفة من عباس «ستكون غير قانونية وفاقدة للصلاحية في حال عدم عرضها على المجلس التشريعي الفلسطيني كحال حكومة سلام فياض التي تخلفها».
على صعيد ردود الفعل الدولية على التكليف، رحب وزير الخارجية الأميركي جون كيري بتكليف رئيس الوزراء المقبل في السلطة الفلسطينية د.رامي حمدالله، واعتبر ان تعيينه يأتي في «فترة من التحدي ومن الفرص».
وقال كيري في بيان صحافي هنأ فيه حمدالله «يمكننا معا ان نختار مسارا للمفاوضات لحل الدولتين الذي سيسمح للفلسطينيين بتحقيق تطلعاتهم المشروعة ومواصلة بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والتي ستعيش بسلام وأمن وقوة اقتصادية جنبا الى جنب مع اسرائيل»، أما اذاعة الجيش فقالت ان «المسؤولين الاسرائيليين يعتبرون ان رامي الحمدالله معتدل وبراغماتي سيتبع الخط السياسي ذاته مثل سلفه سلام فياض».
وتابعت ان «رامي الحمدالله مقرب من محمود عباس ومن غير المفترض ان يطغى على حضوره. انه اقرب الى اداري وليس سياسيا له مقام قيادي، في حين ان سلام فياض بعد ست سنوات في منصبه بات يبدو اكثر واكثر بمنزلة خصم لمحمود عباس».
ونقلت صحيفة هاآرتس عن مسؤولين اسرائيليين وصفهم لرئيس الوزراء الفلسطيني الجديد بأنه «براغماتي لديه اتصالات مهنية كثيرة مع الاسرائيليين».
وكلف الرئيس الفلسطيني محمود عباس رامي الحمدالله (54 عاما) رئيس جامعة النجاح في نابلس شمال الضفة الغربية منذ 1998 تشكيل الحكومة الجديدة.
واضافة الى رئاسته لجامعة النجاح، فإن الحمدالله يتسلم الأمانة العامة للجنة الانتخابية المركزية. وهو من مواليد عنبتا عام 1958 بمحافظة طولكرم في شمال الضفة الغربية، ويحمل دكتوراه في اللغويات التطبيقية من بريطانيا.
بدوره هنأ وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف رامي حمدالله، معربا عن أمله في استمرار التعاون بين بريطانيا وفلسطين.