المشهد الأول: (الكاميرا تقترب من حجرة بسيطة فى أحد المنازل، الغرفة فى ظلام دامس.. يجلس الزوج على الكنبة بجانب زوجته وبينهما شمعة عملاقة).. الرجل: «بجد فكرة هايلة موضوع الشمعة الطويلة دى..دى طولها ايه متر ونص؟»
الزوجة: «يا حبيبى دى بتتعمل بالطلب واسمها (شمعة النهضة) علشان تكفى العشر ساعات اللى النور بيتقطع فيهم كل يوم».
ويسترسل الزوج: «فاكرة يا حبيبتى ايام لما كنا بندخل البنزينة نلاقى سولار، ولما كنا بنبعت الواد حمادة الفرن يرجع لنا بعيش، والا لما كان لتر البنزين بجنيه ونص».
الزوجة: «يا لهوى هو انت لسه فاكر.. ده كان امتى ده؟»
الرجل: «على ما أتذكر كده قبل شهر يونيو 2012».
الرجل: «بس الحقيقة الشعب ده جاحد آخر تلات حاجات، افتكر الكهربا والميه اللى بيتقطعوا والشوارع المكسرة والزبالة ونسيوا مشروع النهضة الناجح».
الزوجة: «على فكرة يا أخويا الفتوة بتاع المنطقة تامر عاشور الناجى بعت مع الواد صبيه بيسأل عن الاتاوة بتاعته، وإلا مش حياخد باله من الجِمال ولا حيأمن موكب التكاتك بتاع كبير البصاصين».
الرجل: «تامر الناجى اسم الله عليه اسم الله عليه.. ده احنا من غيره كان زماننا متقطعين فى الشارع.. يا ستى ابعتى له الاتاوة مع البت زوزو».
(تقترب الكاميرا من الباب ويدخل الواد حمادة الابن الاصغر يجرجر ارجله من شدة التعب.. يجلس بجانب الأب والإرهاق الشديد يبدو على وجهه).
الرجل: «بتحصل يا حبيبى، طب ده انا مرة فى عز أيام النهضة وقفت فى طابور البنزين 7 ساعات ولما جه عليا الدور اكتشفت انى لخبط كوبونات البنزين مع كوبونات الميه اللى بيلمها السقا أول الشهر».
فجأة تذكرت الزوجة شيئا فقالت:
«تصور يا حاج، ان عبدالمقصود ابن خالة الست سعاد جارتنا مقدم على فيزا علشان يروح اسكندرية بقى له شهر مش عارف ياخدها».
رد الرجل ضاحكا:
«طب ده انا واحد زميلى فى المكتب عايز يزور قرايبه فى النوبة مش عارف ياخد فيزا علشان خايفين يروح مايرجعش والحكومة مدوخاه..بس عموما الاجراءات دى ماتزعلش حد».
الزوجة: «طب انت فاكر يا أخويا أيام ما كنا عايشين مع الاقباط قبل ما يرحلوهم، والله دى كانت ايام حلوة»
الرجل: «يا شيخة دى كانت ايام الله لا يعيدها، ده الواحد كان بيتلسع فاتورة موبايل محترمة كل عيد من كتر الرسايل اللى كنا بنبعتهالهم، والدقيقة يا حسرة ب 8 جنيه».
الابن: «تصدق يابابا إن مرتبى صافى الشهر ده طلع 800 جنيه، وبعد زيادة الضرايب الاخيرة طلع عليا للدولة 1200 جنيه..تفتكر اعمل ايه؟ اقدم تظلم».
الاب: «يابنى ماينفعش كده، ماتقولش إيه اديتنا مصر! فيها إيه لما نيجى على نفسنا شوية علشان البلد تنهض..معلش يا حبيبى قدم على قرض الشهر ده سدد بيه الضرايب وربنا يحلها الشهر الجاي».
الابن: «يا كريم يارب.. طب ده انا سمعت خبر النهارده فرحنى قوى، تصور يابابا اننا عرفنا نرجع 3 جنود من ال 120 جندى المخطوفين ع الحدود»
الرجل: «طب عال عال..ربنا يبارك للريس وحكومته..وفى أى أخبار عن الكتيبة اللى اتخطفت الاسبوع اللى فات؟»
الابن: «لسه..بس على الاقل يابابا مصر عاملة شغل كويس قوى فى قضية فلسطين!».
الأب: «طب الحمد لله..واتحلت؟».
الابن: «لأ بس دى من أولويات الجماعة إن شاء الله، ده الاخوة فى الجماعة بقى لهم خمس سنين كل ما يحصل اعتداء على غزة، يقعدوا يغنوا ويقولوا (عالقدس رايحين شهداء بالملايين)»