حذر محلل الشؤون الأمنية والعسكرية في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ألكس فيشمان، اليوم، من احتمال حل السلطة الفلسطينية، مؤكداً أن هذا هو أحد أكبر الكوابيس بالنسبة إلى جهاز الأمن الإسرائيلي، وملقياً اللوم على حكومة إسرائيل، التي ترفض تنفيذ خطوات تجاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وكتب فيشمان «بين القادة الفلسطينيين من يتحدث عن احتمال حل السلطة وإعادة الانتداب إلى إسرائيل، وهذا هو أحد أكبر الكوابيس لدى جهاز الأمن، فقد كشف بحث جديد أُجري أخيراً أنه إذا تلقت إسرائيل المسؤولية على المناطق المحتلة، فإن هذا سيكلفها 12 مليار شيكل، أي ما يوازي حوالى 3.25 مليار دولار سنوياً، وذلك من دون الحديث عن تبعات أخرى». وفي السياق نفسه، أشار فيشمان إلى رسالة بعثها عباس في الأيام الأخيرة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ودول الرباعية الدولية، قائلاً فيها، إن إسرائيل لا تعطي الفلسطينيين فرصة لممارسة سلطتهم، وإن الرئيس الفلسطيني حذر من أنه إذا لم تتعهد إسرائيل خلال شهر آذار الحالي خطوات حقيقية فإن «جميع الخيارات مفتوحة». وكانت محادثات استكشافية بين الجانبين، في عمان خلال كانون الثاني الماضي، قد انتهت بالفشل، بعدما رفضت إسرائيل تقديم موقف خطي حيال قضيتي الحدود والترتيبات الأمنية بناءً على طلب الرباعية الدولية. ولفت فيشمان إلى أنّ في الحكومة الإسرائيلية من فسر رسالة عباس على أنها إنذار لإسرائيل، بينما يرى آخرون أنها «صرخة يأس»، تعبّر عما سيحدث في حال عدم تحريك العملية السياسية، وتحذير من احتمال اشتعال الأوضاع في الضفة الغربية. ورأى المحلل أن عباس «على شفا اليأس»، وأن قيادة حركة حماس في قطاع غزة ليست ملتزمة باتفاق المصالحة وتأليف حكومة وحدة وطنية، الذي وقعه عباس مع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل. ووجه فيشمان، انتقادات إلى حكومة نتنياهو التي ترفض تسليم مناطق «ج طاء، التي تخضع لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية بموجب اتفاقيات أوسلو، والتي كان ينبغي تسليمها إلى السلطة الفلسطينية منذ سنوات طويلة، بموجب الاتفاقيات ذاتها، كما انتقد رفض الحكومة إطلاق سراح أسرى من حركة فتح، بعد عملية تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، التي أدت إلى تراجع قوة فتح وتصاعد قوة حماس». إلى ذلك، حذر فيشمان من أنه إذا لم تخطُ إسرائيل باتجاه استئناف المفاوضات، فإن الولاياتالمتحدة لن تحرك ساكناً، على الأقل حتى الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني 2012، مشيراً إلى إمكان توجه الفلسطينيين إلى الهيئات الدولية من دون الاكتراث بما ستفعله الولاياتالمتحدة، مثل وقف المساعدات المالية للسلطة، أو ما ستقوله إسرائيل. وأضاف فيشمان إن هناك أصواتاً تتعالى في السلطة الفلسطينية وتدعو إلى وقف أو تقليص التعاون الأمني بين أجهزة الأمن الفلسطينية وإسرائيل، ووقف تشديد الخناق حول نشطاء حماس والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية. وخلص فيشمان إلى أن رسالة عباس «ليست إنذارا في الواقع، بل هي رسالة يائسة من رجل بإمكانه أن ينهض في أي لحظة، وأن يترك كل شيء ويسافر إلى البيت الذي ينتظره في قطر، قرب قبر ابنه، ونحن سوف نشتاق إلى عهد أبو مازن في رئاسة السلطة».