قال نائب أمين عام حزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم إن أي هجوم إسرائيلي على البرنامج النووي الإيراني سيشعل المنطقة بأسرها ومن الممكن أن يجر الولاياتالمتحدة إلى حرب. وقال الشيخ نعيم قاسم خلال إستقباله وفدا من وكالة رويترز برئاسة مايكل ستوت رئيس تحرير الوكالة في أوروبا وأفريقيا والشرق الاوسط "أمريكا تعلم إنه إذا حصلت الحرب على إيران فهذا يعني أن تشتعل المنطقة من دون حدود لنيرانها ولا معرفة بنتائجها." وقال أيضا إن مقاتلي الحزب ويقدر عددهم بالآلاف هم أفضل تدريبا وتجهيزا، مضيفا أن "سياسة حزب الله أن يبقى على أعلى جهوزية ممكنة ولو كان تقديرنا أن لا حرب في هذه المرحلة لكن عمليا نحن حاضرون للدفاع لو وقعت غدا وبأفضل مما كان عليه الوضع في سنة 2006 وإسرائيل تعلم ذلك وهذا ما يردعها". وأدت الحرب التي اندلعت على مدى 34 يوما بين إسرائيل ومقاتلي حزب الله إلى مقتل نحو 1200 شخص في لبنان معظمهم من المدنيين و160 شخصا في إسرائيل معظمهم من الجنود. وردا على سؤال قال قاسم "استفدنا من تجربة 2006 وزدنا من تدريباتنا وتجهيزاتنا وإمكاناتنا بما يتناسب مع توقعاتنا للحرب القادمة إذا حصلت، وإنتهى الزمن الذي تقرر إسرائيل أن تضرب والناس تسكت. قد تبدأ إسرائيل وتفعل ما تشاء لكن هي لا تعلم حجم النتائج ولا تستطيع ضبطها وها هي تجربة تموز سنة 2006. على إسرائيل أن تلزم حدها وتعلم أن زمن الهزائم إنتهى وقراراتها التوسعية غير قابلة للصرف وتهديداتها لا تؤثر على أحد". وكان قاسم يتحدث مع مجموعة من صحفيين رويترز في مكان لم يكشف عنه في ضاحية بيروت الشيعية تم نقلهم اليه بواسطة سيارة ذات زجاج داكن بحيث لا يمكن رؤية الخارج إلى موقف للسيارات تحت الارض قبل الوصول الى قاعة الاجتماع ذات النوافذ المغطاة بستائر سميكة. وكان القصد من الاحتياطات الأمنية المعقدة والتي شملت إزلة جميع الساعات وأجهزة الاتصالات والتسجيل قبل الرحلة حماية قيادة حزب الله من هجوم محتمل. وكانت إسرائيل قتلت أمين عام حزب الله السابق في هجوم صاروخي في عام 1992. وقال نائب أمين عام حزب الله إنه يعتقد أن إسرائيل "ترغب في أن تزج أمريكا بحرب مع إيران لأنها عاجزة أن تفعل شيئا وحدها وتعتقد ان ألإختباء وراء أمريكا لحرب إيران يحدث إرباكا وبلبلة في المنطقة تساهم في إبعاد النظر عن إسرائيل ولو مرحليا." وأضاف "إسرائيل عاجزة وحدها عن أن تقوم بحرب على إيران لاعتبارات لوجستية وعملية لكنها تعتقد إنها إذا دخلت في الحرب يمكن أن تزج أمريكا وهذا هو موضع النقاش داخل الكيان الاسرائيلي." وقال مسئولون أمريكيون إنه ينبغي الضغط غير العسكري مثل فرض عقوبات على إيران بينما لمحت إسرائيل إلى أنها قد تشن ضربة وقائية على طهران. وردا على سؤال عما إذا كان حزب الله الذي خاض حربا استمرت 34 يوما مع إسرائيل قبل ست سنوات سيهاجم إسرائيل ردا على أي هجوم على إيران قال الشيخ قاسم "إيران قادرة أن تدافع عن نفسها لكن لا أحد يعلم كيف ستكون حالة الإعتداءات الإسرائيلية وما تشمله ومقدار ما تتوسع معه الحرب وتشمل أطرافا عديدين، المسألة لا ترتبط بقرار آلي يتخذه حزب الله وإنما هناك ظروف موضوعية أعتقد أنها ستفرض نفسها لتشعل المنطقة بأسرها". وأوضح أن حزب الله "في الموقع الدفاعي بالنسبة لإسرائيل وليس في الموقع الهجومي وهو يجهز نفسه ولن يتوقف عن ألتجهيز لحظة واحدة لقناعته بأن إسرائيل تخطط دائما للعدوان وتنتهز الفرصة ألتي تراها مناسبة سياسيا للاعتداء والحرب". وقال قاسم إن واشنطن تعتقد أن أي صراع مع إيران من شأنه أن "يؤدي إلى استهداف الجنود الأمريكيين في المنطقة وحلفاء أمريكا وسيعرض المصالح الأمريكية للخطر وسيرفع أسعار النفط ويسبب المزيد من الأزمة الاقتصادية الأمريكية والعالمية. إذن الأمر ليس تعففا وإنما تشعر أمريكا أن استهداف إيران عسكريا له أضرار كبيرة ولن يوقف الملف النووي الإيراني السلمي." لكن إسرائيل قد تحاول التغلب على مخاوف الولاياتالمتحدة بشأن عمل عسكري وجرها إلى صراع مع طهران. وقال "إسرائيل لا تملك القدرة ولا الجرأة أن تدخل وحدها الحرب ضد إيران وأمريكا متخفظة بسبب مخاطر هذه الحرب وظروف الانتخابات الأمريكية الحالية، والسؤال المطروح: من ينجح، ضغط إسرائيل وتوريط أمريكا أم ممانعة أمريكا ولجم إسرائيل؟". وكان حزب الله قد نشأ قبل 30 عاما بمساعدة الحرس الثوري الإيراني لقتال القوات الإسرائيلية التي غزت لبنان في عام 1982 ومازال يتمتع بدعم مالي وعسكري من طهران وسوريا