أكدت الدكتورة نجلاء مكاوى الخبير الاقتصادى والباحثة فى العلاقات الدولية والاقليمية أن تجربة البرازيل الناجحة التى استطاع لولا دى سيلفيا تطبيقها والنهوض بالبازيل وجعلها قوة إقتصادية ومتحكمة فى العديد من الصناعات ، أثارتها العديد من القوى والأحزاب السياسية فى مصر بعد الثورة إلا أنها لم تلقى اهتمام كبير وسط تصارع العديد من القوى على التمكين والوصول الى السلطة .
وأشارت مكاوى فى تصريحاتها ل "أون تى فى" أن معاير نجاح التجربة البرازيلية قامت على تطبيق الشفافية والعدالة وتنمية الصناعة والانحياز للطبقات الاجتماعية المهمشة والفقراء وفى نفس الوقت لم يلجأ حاكمها للصدام مع الطبقات العليا ورجال الأعمال بل استطاع كسب ودهم وتأييدهم لسياساته.
وأكدت أن الوضع الذى تسلم فيه الحاكم لولا دى سيلفيا دولة البرازيل كان اصعب بمراحل من وضع الدولة المصرية عندما تسلمها مرسى بعد الثورة حيث كانت البرازيل على شفى الافلاس كما عانت من تفشى الفقر وانهيار الطبقة الوسطى وانخفاض معدلات النمو وارتفاع مستوى البطالة بالاضافة الى التسرب من التعليم وانتشار تجارة المخدرات بالدولة ، حيث عانت البرازيل من الحكم الديكتاتورى لسنوات عديدة .
وأضافت مكاوى أن دى سيلفيا واجه أزمة صندوق النقد الدولى والذى رفض إقراضه بمبلغ 30 مليار دولار نتيجة إفتقاده الثقة فى قوة الاقتصاد البرازيلى على النمو النهوض مرة أخرى إلا أنه استطاع وبعد 7 سنوات من حكمه أن يقرض صندوق النقد الدولى بمبلغ 14 مليار دولار .
ولفتت إلى أن حكم دى سيلفيا تجنب الصدام مع الرأسماليين ورجال الاعمال والطبقات العليا بالبرازيل كما قامت خطته فى النهوض بالاقتصاد على المكاشفة ثم تطبيق برنامج التقشف واستطاع التوسع فى المجال الزراعى والصناعى وذلك من خلال تنمية المنتجات الزراعية للبرازيل وهو ما ترتب عليها تنمية الصناعات الغذائية ، كما استطاع تنمية الصناعات الثقيلة بالدولة واستغل قدرة الدولة ومواردها فى التصدير حيث اعتمد على تصدير المواد المعدنية الخام التى تتمتع بها البرازيل وهو ما ساعده على خفض عجز الموازنة .
وأضافت مكاوى أنه خلال المرحلة الأولى من حكمه استطاع رفع الحد الأدنى للأجور الى أكثر من ثلاثة أضعاف كما استطاع توفير أكثر من 4 ونصف مليون فرصة عمل بالاضافة الى توفير منحة التوازن الاجتماعى للفقراء والمهمشين ، مؤكدة أن البرامج الاقتصادية التى تم تطبيقها أثبتت وجود رؤية سياسية واقتصادية بعيدة وقوية لدى قياداتها التى استطاعت تحقيق التوافق داخل الدولة وتحويل البرازيل الى قوة إقتصادية عالمية تحتل المركز السابع بين القوى الاقتصادية العالمية .
وألمحت الخبيرة الاقتصادية الى أن نظام الاخوان وحكم محمد مرسى لا ينم على رؤية واضحة لهم تجاه إدارة شئون الدولة مؤكدة أن مرسى قرر من البداية السير على نهج مبارك ، حيث اعتقد أن توسعه فى العلاقات الخارجية مع كافة الدول الكبرى الناجحة سيمنحه القدرة على النهوض بالاقتصاد المحلى للدولة وهو اعتقاد خاطئ.