"سولار امبالس" طائرة تشجع على السياحة البيئية

انطلقت الطائرة الاختبارية "سولار امبالس" العاملة بالطاقة الشمسية في رحلة تجريبية تبدأ من سان فرانسيسكو وستجوب خلالها الأجواء الاميركية.
سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة): أقلعت الطائرة الأميركية "سولار امبالس" العاملة على الطاقة الشمسية للمرة الأولى من مطار موفيت ايرفيلد في ماونتن فيو في رحلة لطائرة تعمل على الطاقة الطبيعية تشجيعا للسياحة البيئية. وفي هذه المرحلة الاولى من الرحلة، ستكون الطائرة الفريدة من نوعها في العالم، بقيادة برتران بيكار، احد مؤسسي مشروع هذه الطائرة الشراعية للبيئة. وكانمن المتوقع ان تقلع الطائرة مطلع أيار(مايو) الحالي، الا ان الأحوال الجوية حالت دون ذلك.

ويجري فريق سولار امبالس في كاليفورنيا استعداداته لهذه المغامرة في الاجواء الاميركية منذ شهر اذار(مارس)، وقد نفذت الطائرة بعض الرحلات التجريبية في سان فرانسيسكو.
وتجتاز الطائرة الغرب الاميركي وصولا الى نيويورك، في خمس مراحل وذلك لاسباب تتعلق بالسلامة، بحسب مصممي الطائرة اللذين اوضحا ان الطائرة يمكنها ان تجري الرحلة هذه كلها دون توقف، لكنها لا تتسع سوى لقبطان واحد. وتتطلب الرحلة ثلاثة ايام، اذ ان سرعة الطائرة تبلغ 70 كيلومترا في الساعة، وهي تزن 1600 كيلوغرام من الياف الكربون، ويبلغ باع جناحيها على 63,4 مترا، اي بطول جناحي طائرة بوينغ 747.

وتنتهي المرحلة الاولى من الرحلة في فينيكس في ولاية اريزونا (شمال غرب)، حيث من المقرر ان تحط سولار امبالس عند الساعة الواحدة بعد منتصف ليل السبت، بعد 19 ساعة من الطيران.
وستكون الوجهة التالية دالاس فورت ورث في تكساس، تليها اتلانتا في جورجيا، أو ناشفيل في تينيسي أوسانت لويس في ميسوري. اما المحطة الرابعة من الرحلة فستكون في مطار دولز قرب واشنطن، حيث من المقرر ان تهبط الطائرة في منتصف حزيران(يونيو)، ومنها الى مطار كينيدي في نيويورك في تموز(يوليو).

وستتوقف الطائرة في كل محطة لمدة تتراوح بين أسبوع وعشرة ايام، ويمكن للمهتمين ان يشاهدوا الطائرة ويوجهوا أسئلة الى قائدها والمشرفين عليها. ويرمي هذا المشروع الى الترويج للتقنية العالية لهذه الطائرة التي تعتمد على 12 الف خلية ضوئية من أجل توليد الطاقة الكهربائية الكافية لتعبئة بطاريتها. ومشروع سولار امبالس اطلق قبل عشرة سنوات، وكان اول اقلاع لهذه الطائرة في حزيران(يونيو) من العام 2009.

في العام 2010، اجرت الطائرة رحلة امتدت 26 ساعة دون توقف، وذلك لاظهار انها قادرة على شحن بطاريتها نهارا بما يكفي لمواصلة الطيران ليلا. وبعد ذلك بعام، قامت باول رحلة دولية لها، بين بلجيكا وفرنسا، وفي حزيران(يونيو) 2012 نفذت اول رحلة عابرة للقارات، اذ حلقت من اسبانيا وحطت في الرباط، في رحلة استمرت عشرين ساعة.

ويعتزم مصمما الطائرة اندريه بورشبرغ وبرتران بيكار القيام بجولة حول العالم في العام 2015 على متن طراز محدث من هذه الطائرة. وبرتران بيكار، وهو متخصص في الطب النفسي، هو حفيد عالم الفيزياء اوغست بيكار، مخترع المنطاد الذي يطير الى الطبقات العليا من الغلاف الجوي، وهو أول من طار الى ذلك الارتفاع، ووالده عالم المحيطات جاك بيكار، الذي ساهم في تصميم غواصة سجل فيها رقما قياسيا في الغوص الى عمق 10920 مترا.