قام مؤسسا محمصة "لا كولومب" بزيارات متكرّرة إلى منزل ليوناردو دي كابريو في غرب هوليوود لجعله يتذوق تركيبة جديدة من القهوة المحمّصة، فيتوصلان بذلك إلى صنف جديد من أصناف قهوة «لا كولومب» يحمل توقيعه. تقع المحمصة في فيلادلفيا في الولاياتالمتحدة وتتفرّع عنها مقاهٍ متوزعة في نيويورك وشيكاغو، وسيحمل صنفها الجديد اسم «ليون». تأتي الحبوب المستخدمة لإعداد هذه القهوة من البرازيل وإثيوبيا وهاييتي وبيرو، وتباع في متاجر عديدة. وبالطبع في مقاهي «لا كولومب» وعلى الموقع الإلكتروني الذي يحمل الاسم نفسه. اللافت أن إيرادات بيع قهوة «ليون» ستعود جميعها إلى مؤسسة ليوناردو دي كابريو المعنية بحماية الحياة البرّية والغابات، تنظيف المياه، تقديم مساعدات الإغاثة عند وقوع الكوارث، وإجراء أبحاث عن التغيّر المناخي في مختلف أنحاء العالم. وقال دي كابريو في بيان صحفي : " نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى زيادة الوعي حول أكثر المسائل البيئية إلحاحاً في عصرنا الحالي. سعيد لأني جزء من هذا المشروع الجديد المشترك مع محمصة «لا كولومب» الذي سيساعد على تأمين مستقبل مستدام حقيقي لكوكب الأرض ولسكّانه ". اليوم، يتواجد دي كابريو في أستراليا حيث يصوّر فيلم The Great Gatsby من إخراج باز لوهرمان والمقتبس من رواية ف. سكوت فيتزجرالد (يؤدي دور شخصية تدير مقهى)، والمعروف عنه أنه عندما يكون في طور تصوير فيلم ما، يرفض التحدّث إلى الصحافة. التقوا جميعاً في مكان ما على الحدود الفاصلة بين جزيرتي بورنيو وسوماترا. شرح تود كارمايكل قائلاً: «بورنيو جزيرة منتجة للقهوة، تقع قبالة جزيرة سوماترا ونعمد عادةً إلى شراء القهوة من الجزيرتين». فضلاً عن أنه رجل أعمال، كارمايكل مغامر رفيع الشأن يحمل رقماً قياسياً عالمياً بعدما قام منفرداً برحلة من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي (اجتاز 1126.540 كلم في 39 يوماً و7 ساعات و49 دقيقة)، وهو يحارب وشريكه مُصنّع قهوة كبيراً في جزيرة بورنيو يحرق الغابات ويعرّض النظام البيئي والكائنات الحية للخطر. ذكر أن دي كابريو بذل جهد كبيراً في سوماترا بواسطة مؤسسته لإنقاذ النمر السوماتري المهدّد بالإنقراض، وتابع: «في نهاية المطاف، يلتقي عالمنا بعالمه. لا يهمّ من أنت، فسواء كنت صاحب محمصة قهوة أو نجماً أو مجرّد شاب يحاول إنقاذ حياة شجرة، سيلتقي عالمك بعالم الآخر ما دمتما تقومان بعملكما على أكمل وجه». كان من المقرّر ألا يستغرق أول لقاء يجمع كارمكايل وايبرتي ودي كابريو الخمس دقائق. لكن بعد مرور تسع ساعات، كانوا ما زالوا يتسكعون سوياً ويدخنون السيجار ويشاهدون سلحفاة دي كابريو العملاقة. صحيح أن مؤسسي شركة «لا كولومب» كانا يتحدّثان عن القهوة، إلا أن كامركايل تطرق أيضاً إلى الممثل الراحل بول نيومن الذي تعتبر شركة الأغذية الخيرية Newman's Own التي أسسها بمثابة مثال يُحتذى به. قال كارمكايل: «بدلاً من أطلب من دي كابريو الحصول على توقيعه وبدلاً من الحديث عن كمية انبعاثات غاز الدفئية في العالم، قلت له إنك ستكون بول نيومن الجديد. فأجأبني متعجّباً: {ماذا؟» فقلت له: {أنت هو نيومن الجديد. عليك أن تفعل ذلك!». هكذا بدأ كارمكايل مشروع «بول نيومن جديد»، أي إطلاق شخص يكترث للبيئة والبشر والطعام العضوي والأخلاقيات والأطعمة والأغذية غير المضرّة بالبيئة، أي شخص تهمه مواضيع يمكن تحويلها إلى قضايا خيرية. هكذا كانت البداية. بعد ذلك، بدأ كارمكايل وايبرتي القيام برحلات متكرّرة إلى منزل دي كابريو لإجراء محادثات طويلة عن الأمور التي يستطيعون القيام بها وتلك التي لا يقدرون عليها وللتطرق إلى ذلك الخط الرفيع الفاصل بين النشاط البيئي وبين الأعمال التجارية. قال ايبرتي: «آخر أمر يرغب فيه دي كابريو هو رؤية وجهه في محلات البقالة». يُشار إلى أن علبة قهوة «ليون» بجمال علب سائر الأصناف التي أنتجتها شركة «لا كولومب»، ناهيك بأنها تحمل توقيع النجم دي كابريو ونصاً تفسيرياً يشرح مصدر حبات القهوة مكمّلاً برمز استجابة سريعة يشير إلى الجهة التي تذهب إليها إيرادات بيعها.