لقد اتخذت أزمة المواد البترولية منعطفاً خطيراً، مشكلة العجز فيها وصلت إلى جميع محطات الوقود، فيما أن الحكومة عاجزة عن اتخاذ إجراءات عاجلة ووضع خطط لحل مشكلات المواطنين، والقضاء على السوق السوداء وتوفير السولار والبنزين . ويوماً بعد يوم، وساعة بعد أخرى تتزايد الأزمة وتتزايد معها أشكال الغضب والاحتجاج بعد أن رفعت 90% من محطات الوقود فى شتى أنحاء المحروسة لافتة «لا يوجد وقود»، فيما امتدت طوابير السيارات إلى عدة كيلومترات فى المحطات القليلة التي يتوافر بها البنزين والسولار.
وما بين وعود وزارة البترول الوهمية بضخ كميات مضاعفة من الوقود وبين الواقع الأليم الذى يشهده المواطنون، لجأ العديد منهم إلى المظاهرات والاعتصامات وقطع الطرق فضلاً عن المعارك بين القرى المختلفة، ليصبح الدم ثمناً رخيصاً يسهل على العديد إهداره في مقابل الحصول على لتر أو بضعة لترات من الوقود.
أزمة حادة تشهدها محافظة أسوان بسبب اختفاء المواد البترولية على اختلاف أنواعها، فلا يتوافر منها إلا بنزين 92/ 90 ولا يوجد بنزين 80 فى غالبية محطات الوقود فى بالمحافظة، وامتدت الطوابير للصراع على الحصول على بنزين 80 والسولار وأحيانا قليلة بنزين 90 فى ظل الاختفاء شبه التام لبنزين 80 .
وتتزايد أزمة الوقود على كافة الطرق ، خاصة على طريق مصر -أسوان الزراعي الذى يتواجد بها محطات للوقود وامتداد طوابير الانتظار لمئات الأمتار، مما يؤدى إلى أزمة مرورية على الطريق .
تفاقمت أزمة البنزين فى مختلف المحافظات وإن كانت بنسب متفاوتة إلا أن بنزين 80 هو القاسم المشترك بين كافة المحافظات حيث ندرة وجوده ألقت بظلالها على مناحي الحياة المختلفة .
يحدث ذلك على الرغم من تصريحات المسئولين أحيانا بإنكار ذلك تماما وأحيانا بافتعال الأزمة وأحيانا ثالثة بقرب انفراجها ، وفى ظل ذلك التضارب فى التصريحات ظهرت السوق السوداء والتهريب والتلاعب فى الأسعار .
ففى محافظة أسوان مازالت أزمة البنزين مستمرة حيث تصاعدت لتشمل بنزين 80 الذى أصبح الحصول عليه أمرا شديد الصعوبة بعد ان كانت الأزمة تقتصر على السولار فقط ، وشهدت بعض محطات الوقود طوابير طويلة لأصحاب الموتوسيكلات وسيارات السر فيس بعد وصول كميات من بنزين80. أما المزارعون فشكوا من استمرار اختفاء السولار من محطات الوقود وعجزهم عن توفيره لتشغيل ماكينات الرى. وكانت أزمات السولار بأسوان قد وصلت إلى حد السطو على محطات الوقود والاستيلاء على شاحنات محملة به .
تشهد اسوان، عودة قوية لأزمة بنزين 90 / 92 فى بعض الاحيان ، اما السولار وبنزين 80 مازال الصراع موجودا ، بسبب نفاد الكميات المطروحة بالمحطات ، حيث ظهرت طوابير السيارات مرة أخرى متسببة فى اختناق شوارع مدن المحافظة وخصوصا بمدن ومراكز أسوان( مدينه أسوان وكوم امبو ودراو) ، وكذلك عدد كبير من المحطات على الطريق الزراعي الواصل بين مراكز المحافظة .
ونتج عن ظاهرة اختفاء السولار حدوث العديد من المشادات والمشاحنات بين السائقين على أولوية الحصول عليه لتسيير سيارات النقل والميكروباص قبل نفاده ، بينما شهدت محطات تمويل السولار، حالة من السكون التام لنفاد كميات السولار بها
طالب اللواء مصطفى السيد محافظ أسوان في مذكرة عاجلة رفعها إلى وزير التضامن والعدالة الاجتماعية بتدعيم المحافظة بمنتج بنزين 80 وذلك حتى لا تحدث اختناقات خاصة فى ظل الأزمة التي تعانيها جميع محافظات الجمهورية، كما أصدر المحافظ قرارا قبل ذلك بتمويل الشاحنات الثقيلة من محطات المواد البترولية الموجودة خارج المدن على الطريق الزراعي أسوان / القاهرة لعدم حدوث تكدس وتعطيل الحركة المرورية ، الأمر الذي يستوجب عدم التساهل مع أي ممن تسول لهم أنفسهم الاستيلاء على حقوق المواطنين .
فيما قال اللواء مهندس محمد مصطفى السكرتير العام لمحافظة أسوان، أنه تم إجراء اتصالات بوزارة البترول لتأمين احتياجات المحافظة من البنزين والسولار وكافة أنواع الوقود ومن جانبه طالب السكرتير العام بضرورة المتابعة اليومية وعمل تقرير أسبوعي لعرضه على المحافظة .
من جانبه أكد المحاسب حسام العربي ، وكيل وزارة التموين بأسوان، أن أزمة الوقود سوف تنفرج قريبا موضحا أنه عندما يوجد نقص في أي سلعة غالبا ، ما يقوم أصحاب المصلحة بافتعال أزمة في هذه السلعة خوفا من رفع سعرها دون أن يحققوا استفادة منها .
وأشار إلى أن أصحاب محطات البنزين يشاركون في صنع هذه الأزمة ، كما أن موسم الحصاد وموسم القصب ، يجعل أصحاب الجرارات الزراعية يلجئون إلى كميات كبيرة من السولار .
وأكد العربي بأن أجهزة الرقابة التموينية بالمحافظة بالاشتراك مع مباحث التموين بضبط شاحنات بنزين وسيارات نصف نقل لأشخاص تقوم بتهريب المواد البترولية لبيعه في السوق السوداء
واعترف إبراهيم جاد الرب وكيل وزارة التضامن بأسوان ، بوجود نقص في بنزين 80 بالمحافظة لعدة أسباب منها توقف معمل تكرير البترول عن ضخ الكميات المقررة للمحافظة منذ الأسبوع الماضي ، بسبب أعطال فنية مما أدى لاعتماد المحافظة على الكميات الواردة ، وهى غير كافية ولا تتناسب مع متوسط الاستهلاك اليومي.
ومن جانب أخر صرح بعض السائقين للفجر، بأن سعر السولار في الارتفاع لتصبح 40 جنيها للصفيحة بالسوق السوداء ، لأن سائقي سيارات السر فيس لا يستطيعون الانتظار داخل محطات الوقود، لأنهم من الممكن أن ينتظروا فى بعض الأحيان إلى أكثر من 5 ساعات، مما يضطرهم في النهاية إلى الشراء من السوق السوداء المنتشرة على بعض الطرق ولدى عمال الورش وأماكن بيع زيوت السيارات وبعض الأكشاك علنا .
وفى مدينة كوم امبو ودارو ومدينه أسوان وادفو ونصر النوبه تخصص البائعون لبيع الوقود بأكشاك فى المنطقة الشعبية واستغلال المواطنين فى ظل أزمة الوقود .
إزهاق الأرواح، إحراق الأخضر واليابس، ترسيخ العداوة، قطع الطرق، شلل حركة المرور، الرعب الذى يجتاح الجميع، والاعتصامات المتتالية للسائقين، هذا هو الحال بمختلف محافظات مصر فى ظل تصاعد أزمة الوقود، التى وصلت إلى حد الثورة، وإغلاق الطرق الرئيسية، بل وأدت إلى إعاقة توصيل القمح إلى المخابز،وتهديد أصحاب المخابز مما ينذر بكارثة غذائية إن لم يجد المواطن رغيف الخبز .