لم أصدق بعض المعلومات التى كانت تتردد أمامى وقت اندلاع أحداث ثورة 25 يناير، بأن هناك كتائب من حركة حماس اخترقت مصر لتنفيذ مخططات عديدة لإشعال الثورة والمساعدة فى إسقاط النظام السابق، كنت أنظر لمرددى هذه المعلومات من بعض الضباط بجهات سيادية على أنها معلومات مبالغ فيها، يريدون من خلالها التقليل من الثورة وإلصاق جملة الأيدى الخارجية لتخوين كل من يساندها أو يتمنى نجاحها، ولكن الأيام أثبتت للأسف دقة هذه المعلومات وتعاملت معها للأسف أيضاً بتجاهل شديد، من ضمن هذه المعلومات كانت تحقيقات أجراها جهاز المخابرات العامة المصرية، وتوصل من خلالها إلى أن منفذى عملية اقتحام السجون المصرية كانوا عناصر من حركة حماس، وهى العملية التى تم تنفيذها بدقة شديدة ونجحت خلالها فى تهريب عناصر من تنظيم حزب الله كانت محتجزة بالسجون المصرية، ونجحت أيضاً فى تهريب قيادات عديدة من جماعة الإخوان المسلمين كان من ضمنهم سيادة الرئيس محمد المرسى، وقيل وقتها إنه نجح فى الهروب من السجن بعد عملية اقتحامه من قبل مجهولين لم يتم التعرف عليهم حتى الآن! الغريب أن السجون المصرية التى تم اقتحامها كانت ممتلئة بمحتجزين من حزب الله وجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما فسر فيما بعد عدم اقتحام سجن النساء مثلا لأنه لا يوجد به أى عناصر من حزب الله أو جماعة الإخوان، وحتى الآن لم تستطع التحقيقات التوصل لمعرفة من المسئول عن اقتحام هذه السجون مع ان جهاز المخابرات المصرية والحربية يمتلك معلومات دقيقة عن هذه القضية لم تعلن للرأى العام رغم مرور عامين على قيام ثورة يناير ووصول الإخوان لحكم مصر! فهل هناك ما يمنع الآن الكشف عن المعلومات التى وصلت إليها التحقيقات فى هذه القضية المهمة؟ والتى ستكشف لنا جزءاً كبيراً من اللعبة التى تحدث فى مصر الآن؟ 2
فى نفس الوقت الذى تم فيه اقتحام السجون المصرية لتهريب عناصر حزب الله وجماعة الإخوان المسلمين منها، تم تدبير محاولة اغتيال رئيس المخابرات السابق اللواء عمر سليمان الذى كان وقتها يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية، بعد اختيار مبارك له كنوع من التهدئة للشارع الغاضب، ويبدو أن تردد اسم عمر سليمان أزعج حركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين وقتها، وتخيلوا أن عمر سليمان من الممكن أن يخمد الثورة المصرية، فوقعت حادثة محاولة الاغتيال أثناء ذهاب سليمان لقصر الرئاسة، ومات أثناء تنفيذ العملية أحد ضباط الحراسة الخاصة بسليمان، ورصد جهاز المخابرات تورط حركة حماس فى التدبير لعملية الاغتيال، ورفض سليمان وقتها إعلان نتيجة التحقيقات أو حتى الحديث عن العملية حتى لا يفسره البعض وقتها بأنه شو إعلامى، وظلت ملفات التحقيق فى هذه القضية حبيسة الأدراج بجهاز المخابرات العامة المصرية، وللأسف رحل عمر سليمان دون أن يكشف اسرار محاولة اغتياله، لحرصه على أن تحتضن مصر المصالحة التى تمت بين حركتى حماس وفتح، ورغم أن اللواء سليمان كان وقتها خارج السلطة، إلا أنه ذهب لحضور المصالحة بأوتيل إنتر كونتننيتال سيتى ستارز، ووقتها تغير وجه قادة حماس بمجرد ظهوره وهرول إليه خالد مشعل ليرحب به ويشدو بكلمات فى حقه تؤكد أن لولا وجوده ما تمت هذه المصالحة التاريخية !!
3
أضف لهذه الحوادث والوقائع، العملية القذرة التى استهدفت جنوداً مصريين فى سيناء خلال شهر رمضان الماضى، ونشرت تقارير صحفية مؤخراً تؤكد تورط حركة حماس فى تنفيذ هذه العملية لإضعاف الجيش المصرى وهز هيبته لصالح جماعة الإخوان المسلمين ورئيسها محمد مرسى ليظهر بعدها مرسى بمظهر الرجل الخارق أثناء إحالته للمشير طنطاوى والفريق سامى عنان للتقاعد فى حركة استعراضية طرحت علامات استفهام عديدة فشل الكثيرون فى حلها حتى الآن، ولكن تبقى حقيقة واحدة فى النهاية أن المرسى وجماعته وحدهم من استفادوا من عملية قتل الجنود المصريين وهم يتناولون إفطارهم فى شهر رمضان، ليسهل بعدها مباشرة التخلص من المشير طنطاوى والفريق عنان بمنتهى السهولة!
4
نتوقف حالياً أمام عملية جديدة.. البعض يؤكد تورط حركة حماس فيها، ونقصد بذلك عملية ضبط أكثر من توب قماش خاص بملابس الجيش والشرطة أثناء تهريبها عبر أحد أنفاق غزة لقطاع حماس، وهى ما تم رصدها بواسطة أجهزة أمنية رفيعة المستوى كشفت عن أن هذه الأتواب كانت ستستعمل لتنفيذ عمليات إرهابية داخل مصر يتم توريط مؤسسة الجيش والشرطة فيها للقضاء على المؤسستين نفسياً ومعنوياً!! وبدون تفكير سيصب هذا الاحتمال فى مصلحة تيار سياسى واحد فقط هو جماعة الإخوان المسلمين التى باتت المؤسسة العسكرية بالنسبة لها كابوساً يصعب الخلاص منه، بالإضافة إلى أن وزير الداخلية محمد إبراهيم، وهو من جاءت به الجماعة أثبت فشله الذريع فى أخونة الجهاز ويقف أمام محاولاته المستمرة فى إخضاع الداخلية لجماعة الإخوان مجموعة كبيرة من الظباط والقيادات الكبيرة وترفض الانصياع لرغبات الوزير، فدعا هذا الجماعة إلى التفكير فى التخلص من الوزارة بكاملها لتحل محلها الميليشيات الإسلامية التى يطلب التيار الإسلامى الاعتماد عليها كبديلة لوزارة الداخلية ورجالها!
5
كل ما سبق يعطينا نتائج مؤكدة أن حركة حماس وتعاونها مع جماعة الإخوان المسلمين يجتمعان على شىء واحد فقط هو هدم المؤسسة العسكرية والأمنية لمصر، لتفرض جماعة الإخوان المسلمين سيطرتها على الحكم وتصبح مصر لقمة سائغة فى فمها، ومن ثم تحقيق حلمها فى الخلافة الإسلامية وبالتالى تحقق حركة حماس حلمها فى الوصول لسيناء دون أدنى مجهود، وهو ما يجعلنا نعيد التفكير بجدية فى إقامة الجدار العازل الذى بدأه نظام مبارك، للحفاظ على أمن مصر وسلامتها، وهذا الجدار لن يعنى كرهنا أو تخوفنا من شعب فلسطين، لأن فلسطين لسيت فقط حركة حماس.