ياربنا لك الحمد مبداه ومنتهاه ..ياربنا لك الحمد هديت الهادي هداه ..وأجبت الداعي دعاه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا أنداد له ولا أشباه ، لايدبر المماليك ولايؤتي الملك ولاينزعه سواه ، ما جراحات تنزف ولاقلوب تعصف إلا قدره وقضاه . يحمد على نعماه ..ويحمد على بلاه ، ومن ذا الذي يحمد على الحالين عداه ..لك الحمد رباه ..لك الحمد رباه ..لك الحمد رباه . وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى هداه ، ماوطئ الثرى أشرف من قدمه ياطيب الله ثراه ، صلى الله وسلم وبارك دعوته ومسعاه ، وعلى آله وأصحابه بلغوا في ذرى العليا علياه، ومَنْ اقتفى الأثر وحث على النهج القويم خطاه . أما بعد: فالناس من حولكم يتخطفون ..خطوف محن ..وخطوف فتن ..والسالم من الخطفتين يلزم حياض التقوى ..فاتقوا الله رحمكم الله أيها المؤمنون: لم يعرف التاريخ جنديًّا أخلص منه لدينه، ولا أقدم منه إلى غايته، ولا يعرف نفسًا أطهر من نفسه، ولا سيفًا أمضى من سيفه. الجندي الذي مشى في كل وادٍ، وصعد كلَّ جبلٍ، خاض البحار، وعبر الأنهار، وجاب الأرض كلَّها حتى نصب للإسلام على كلِّ رابيةٍ رايةً، وأبقى للإسلام في كلِّ أرضٍ وطنًا لا تقوى على استلابه من أهله مِرْدَة الشياطين . هؤلاء هم صحابة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم ورضيَ الله عنهم وأرضاهم –
أولئك أتباع النبي وحزبه ولولاهم ماكان في الأرض مسلم ولولاهم كادت تميد بأهلها ولكن رواسيها وأوتادها هم ولولاهم كانت ظلاماً بأهلها ولكنهم فيها بدورٌ وأنجمُ
هذا أحد النجوم : كان فارس الإسلام، وليث المشاهد، وقائدَ الجُنْد المجاهدين، هاجر مسلمًا في السنة الثامنة للهجرة ، فلقيه عمرو بن العاص في الطريق؛ فقال له: "إلى أين أبا سليمان؟ قال: أذهبُ والله أُسْلِمُ، إنه والله لقد استقام المَنْسَم - أي الطريق - إن الرجل لنبيٌّ ما أشكُّ فيه...". الله أكبر ..هذا خالد بن الوليد ..قاد نصر المسلمين في حرب المرتدين المشركين ..وبعدها في حرب الفرس الوثنيين ..وبعدها في حرب الروم الصليبين ..في مائة معركة في ثلاثين سنة ..ما عرف في موقعة منها أن راية خالدبن الوليد سقطت أو انكسرت أو هزمت أو تضعضعت . وربي ماكتب التاريخ مثله ..ولامثل انتصاراته ..قاتل الأعداء من كلِّ الأجناس، وصارع الأبطال، وبارز الشجعان، ولم يبقَ في جسده قيدَ شِبْرٍ إلاَّ وعليه طابع الشهداء، ثم بعد ذلك ما مات إلا على فراشه! فلا نامت أعين الجبناء . لما استُشهد قادة جيش مؤتة: زيدٌ ثم جعفرٌ ثم ابنُ رواحة - رضيَ الله عنهم وأرضاهم - أخذ الرَّاية ثابتُ بن أَقْرَم؛ فقال: "يا معشر المسلمين، اصطلِحوا على رجلٍ منكم. قالوا: أنتَ. قال: ما أنا بفاعلٍ، فاصطلح الناس على خالد بن الوليد...". حمل خالدٌ الراية، وما معه إلا بقية ثلاثة آلاف، ويحيط به من العدو مئتا ألف، وليس في الدنيا قائدٌ يستطيع أن ينقذ هذه القبضةَ من الرجال من وسط هذا اللُّج، إلا أن يأتيَ بأعجوبة؛ وقد أتى بها خالد، واستطاع أن يخرج من لُجَّة البحر من غير أن يبتلَّ، وأن ينسحب من وسط اللهب من غير أن يحترق، وأن يسجِّل للذكاء العربي الذي هذَّبه الإسلام هذه المَنْقَبَة في تاريخ الحروب . لقد عمل خطةً أنقذ بها الجيش من الإبادة، شهد قادة الأعداء قبل الأصدقاء أن تاريخ الحروب لم يسجِّل مثلها؛ إذ كان يقاتل وهو يحتال للخلوص بالجيش من هذا المأزق المتضايق. وقتالُ الانسحاب شاقٌّ ومرهقٌ،لاسيَّما وخالد لا يريدإشعار الروم بالحفاظ على الجيش وسحبه. ودخل الليلُ على المتحاربين فتوقف القتال، فأعاد خالد تنظيم قواته القليلة، فجعل مقدمتَه ساقته، وساقتَه مقدمتَه، وميمنتَه ميسرتَه، وميسرتَه ميمنتَه؛ فأنكر الأعداءُ ما كانوا يعرفون من رايات وهيئة المسلمين، وقالوا: قد جاءهم مددٌ؛ فرُعبوا، وكان هدفُ خالد مناوشتهم وإلحاقَ الخسائر بهم دون إدخال المسلمين في حرب عامة معهم، تكون خطرًا عليهم، واكتفى بذلك، ثم آثر الانصراف بمَنْ معه. وهذا العمل من خالد جعل النبيَّ يسمِّيه سيف الله، ويطلق على الغزوة فتحًا؛ حيث قال : ((ثم أخذ الراية سيفٌ من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم)) أخرجه البخاريُّ. وكان النبيُّ لا يَعْدِلُ به وبعمرو بن العاص في الحرب أحدًا منذ أسلما. وأثنى عليه النبيُّ فقال: ((نِعْمَ عبدالله وأخو العشيرة خالد بن الوليد)) أخرجه أحمد والحاكم. وأثنى على عقله؛ فقال : ((قد كنتُ أرى لك عقلاً رجوْتُ ألاَّ يسلمكَ إلاَّ إلى خيرٍ)). وهذا العقل الذي مُدِحَ به خالدٌ صنع الأعاجيب في الحروب، وأبرز العبقريَّات في الشَّدائد. كان - رضيَ الله عنه - لا ينام ولا يُنِيمُ إلاَّ على تعبئةٍ، ولا يخفى عليه من أمر عدوِّه شيءٌ. استفتح حرب فارس بحرب الرعب الذي يقذفه الله في قلوب الأعداء بعث إلى أمير فارس ( فوالذي لاإله غيره لأبعثن إليكم قوماً يحبون الموت كما تحبون الحياة ) وصدق فخافه الفرس وخندقوا الخنادق حولهم جزعاً من ابن الوليد الذي لا تعرف عيناه إلا النصر ، فيوم قدم خالد ورأى الفرس خلف خنادقهم ، ما كانت لتثنيه فأمر بالإبل فنُحِرَتْ، ثم ألقاها في الخندق، وجعلها جسورًا في الخندق المحفور، حتى وصل إلى العدو وفتح الأنبار. امتاز خالد - رضيَ الله عنه - في قيادة الجيش بحسن التنظيم، وسرعة الحركة، التي بَهَرَ بها عقول قادة الجيوش، العرب منهم والعجم؛ حيث انتقل بعشرة آلاف من الحِيرَة في العراق إلى الشام، مخترقًا الصحراء التي ليس فيها نقطةُ ماء، إلا ما حمله على ظهور الإبل، وما ابتكره من حمل الماء في بطونها؛ فحبس الإبل عن الماء حتى ظمأت، ثم أوردها عليه حتى ارتوت، ثم قطع شفاهها، فأصبح الماء في بطونها نقيًّا، ينحرون عددًا منها كل يوم؛ فيأكلونها ويشربون ما في بطونها من ماءٍ نقيٍّ. كانت المسافةُ تقارب تسعمائة كِيلٍ، قطعها خالدٌ بجيشٍ جرَّارٍ في مدَّة لا تتجاوز خمسة أيام. إنَّ الواحد منَّا لو قطع هذه المسافة بعربته لاحتاج أن يرتاح من عناء سفره؛ولكنَّ خالدًا وجيشه قطعها على ظهور الإبل تحت شمس الهاجرة، ووسط برد الليل، مع الجوع والعطش والخوف. فلما وصل رأى أمامه جيشًا كثيفًا منَ الروم، وجيشًا أكثف منه يتجمَّع قريبًا منه، والمجموع مئتان وأربعون ألف مقاتل مدجَّجين بالسلاح، وجيشُ المسلمين لا يزيد على ستةٍ وأربعين ألف مقاتلٍ، سلاحهم ضعيفٌ، ومنزلهم بعيدٌ، والمدد عنهم منقطعٌ. فما شكا خالدٌ بعد رحلته تعبًا، ولا ابتغى راحةً؛ بل حمل التَّبِعَة كاملةً، وبادر إلى العمل، وجمع فصائل الجيش تحت قيادته، ونظَّمه فأحسن تنظيمه ، وعمد إلى الجيش الرُّوميِّ الأدنى، فضربه في أجنادين ضربةً أذهبت رَوْعَه، وأطارت صوابه، ومزَّقته شرَّ ممزَّقٍ. ثم وَثَبَ إلى الجيش الآخر في اليرموك، ويوم اليرموك هو اليومُ الأغرُّ في سيرة خالد - رضيَ الله عنه – في ملاحم وبطولات وتضحيات وفدائيات عجز قلمي أن يضمها في ثنايا هذه الخطبة ، أبى علي يوم اليرموك إلا بخطبة خاصة يفرد ، وأيام الله تحتاج إلى خطب وخطب . يوم اليرموك هو من أيام الإسلام المعدودات، كسر فيه خالدٌ جيش الرُّوم القويِّ، وفرَّق شَمْلَه الكثيف، وولَّى الرُّوم مدبرين، ودخلت الشام في حظيرة الإسلام، بعد أن بكاها هرقل الروم وهو يقول: "عليكِ السَّلام.. سلامًا لا اجتماع بعده، ولا يعود إليكِ روميٌّ أبدًا إلاَّ خائفًا". فاللهم كما فتحت الشام لخالد بن الوليد فاللهم افتحها على إخواننا في سوريا ..وأعزهم بعزك واكلأهم برعايتك ..اللهم اجعل راية السنة علية هناك ..عصية على المبتدعة والفجار . لقد كان أعداءُ خالد - رضيَ الله عنه - يعلمون قوة إيمانه، ويدركون حدَّةَ عقلِه ودهائه، ألبسهم ثياب الهزيمة ثوبًا من بعد ثوب، وجرَّعهم كؤوس الذلِّ كأسًا من بعد كأس، وعرف الروم من هو خالد بن الوليد . وفي معركة الفِراض قال الروم لخالد: "إما أن تعبروا إلينا وإما أن نعبر إليكم. فقال خالد: بل اعبروا إلينا. قالوا: فتنحُّوا حتى نعبر. فقال خالد: لانفعل، ولكن اعبروا أسفل منَّا. وعندئذٍ قالت الروم والفرس بعضهم لبعض:احتسبوا مِلْكَكُم، هذا رجلٌ يقاتل عن دين،وله عقلٌ وعِلْمٌ، ووالله ليُنْصَّرَنَّ ولنُخْذَلَنَّ،فعبروا أسفل من جيش خالد،فاقتتلوا اقتتالاً شديدًا حتى هزمهم خالد وجندُه. وفي معركةِ كاظِمة: نزل على غير ماءٍ، ثم أمر مناديه فنادى: "جالدوهم على الماء؛ فلعَمْري ليصيرنَّ الماء لأصْبَرِ الفريقَيْن، وأكرم الجندَيْن". وكان - رضيَ الله عنه - لا يعتبِر بالكَثْرة قدر اعتباره بالصبر والتنظيم والإقدام؛ فمن مأثورات قوله: "إنما تكثرُ الجنودُ بالنَّصر، وتقلُّ بالخِذلان، لا بعدد الرجال ". ومع هذه القيادة والسِّيادة؛ لم يكن بذلك القائد الذي يوجِّه جنده ولا يُقْدِم، أو يخطِّط للمعركة ولا يقاتل؛ بل كان يستأثر دون جنده بالمخاطر، ويؤثرهم بالخير والأمان، ويحبُّ لهم ما يحبذُ لنفسه، وكان حبُّهم له يزداد كلما ازداد إقدامًا وبلاءً وشجاعةً، بدليل أن جندَه الذين قاتلوا معه المرتدِّين، وصاحبوه في قتاله في العراق والشام - عندما عادوا إلى العراق نسوا الفخر كله، إلاَّ فخرهم بأيامهم مع خالد - رضيَ الله عنه وأرضاه. ويكفي دليلاً على شدَّة بأسه وإقدامه أنه قاتل في مؤتة قتالاً مريرًا، حتى تكسرت تسعةُ أسيافٍ في يده، لولا أنَّ البخاريَّ أخرج ذلك في "صحيحه"؛ لما كان يُصَدَّق. ويوم الوَلَجَة في حرب الفرس؛ جَبُن الناس عن فارسٍ كان يَعْدِلُ في الحرب ألف رجلٍ، فخرج إليه خالدٌ، فبارزه فصرعه. وما جيشٌ قابلَ جيش خالدٍ إلاَّ كان مهزومًا، وما ذاق خالدٌ طعم الهزيمة، لا في الجاهلية ولا في الإسلام. ولما وَلِيَ عمرُ الخلافة؛ خاف افتتان الناس بخالدٍ وانتصاراته، وعقله ودهائه؛ فعزله عن القيادة؛ ليُفْهِمَهُم أنَّ النصر منَ الله، وأنَّ الله ينصرهم بخالدٍ وبغير خالد؛ ليتَّكلوا على الله لا على بشرٍ، مهما سما وعلا شأنه. فأبى خالد إلا أن يضمَّ إلى انتصاراته العسكرية انتصاره على نفسه، فامتثل وأطاع، وصار جنديًّا تحت إمْرَة أبي عبيدة - رضيَ الله عنه - وقال قولته المشهورة: "إني لا أقاتل لعمر؛ ولكني أقاتل لربِّ عمر". فرضيَ الله عنه وأرضاه، وجعل الفردوس الأعلى مأواه. وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثَّانية الحمد لله على إحسانه ..أما بعد:فإن خالدًا - رضيَ الله عنه وأرضاه - لم يتخلَّف عن غزوةٍ منذ أسلم، وكان في طليعة جيوش المسلمين الجرَّارة، ومن أبرزهم حضورًا في المعارك الحاسمة، حتى شغله الجهاد عن كثرة قراءة القرآن. ونعم الشاغلُ الجهادُ في سبيل الله تعالى؛ قال قيس بن أبي حازم: "رأيت خالد بن الوليد ينظر إلى القرآن ويقول: منعني الجهادُ كثيرًا عنك". الله أكبر ..لله هذا المنع ..ولطفك يالله بنا ..وعفوك عنا..وعونك لنا ..إن كان خالد شغله الجهاد عن القرآن فماذا شغلنا عن القرآن؟! ..ومالذي ألهانا عن القرآن؟! ..وبأي عذر سنعتذر بين يدي الله في غفلتنا عن القرآن ؟! و يالقدر الله ..ويالقضاء الله ..نفوسٌ تطلب الموت مظانه ..فلاتموت فيما تظن ..ونفوسٌ تهرب من مكان محدد من أمكنة الموت وتظن لها المنعة من ذاك المكان فلايميتها الله إلا فيه ، فلتمتلئ القلوب بالرضا ..واليقين بالقضا ، فهذا خالد بن الوليد مع شجاعته وإقدامه، ورغم كثرة المعارك التي حضرها، والجراح التي أصابت جسده؛ حتى ما فيه موضعُ شِبْرٍ إلاَّ وفيه جرحٌ؛ فإن الله تعالى كتب له السَّلامة في حروبه، وقدَّر له أن يموت على فراشه.يقول - رضيَ الله عنه -: "لقد حضرتُ مائة زحفٍ أو زهاءَها، وما في جسدي موضعُ شِبْرٍ إلاَّ وفيه ضربة أو طعنةٌ أو رميةٌ، وها أنا أموت على فراشي كما يموت العَيْر؛ فلا نامت أعين الجبناء" .. ( وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ) لقد قويَ إيمانُ خالد ، حتى بلغ من قوَّته أنه أُشرب حبَّ الجهاد في سبيل الله تعالى وخدمة دينه، كان همُّه الأكبر الجهاد في سبيل الله، تعلق به قلبُه دون كلِّ محبوب، ولا أدلّ على ذلك من قوله: "ما من ليلة يُهدى إليَّ فيها عروسٌ أنا لها محبٌ، أحبَّ إليَّ من ليلةٍ شديدة البرد، كثيرة الجليد، في سريةِّ أُصَبِّح فيها العدو". فلله درُّ خالدٍ - رضيَ الله عنه وأرضاه - وهذا الشعور يملك عليه قلبَه، وتمتلئ به نفسُه، حتى يكون همُّه الأكبر الجهادَ في سبيل الله تعالى، وخدمة دينه. وما تحطَّمت عروشُ كسرى وقيصر، وفتحت بلدانُ الشرق والغرب إلاَّ على أيدي رجالٍ كان هذا همُّهم، وذاك شعورهم. ولما تغيَّر ذلك الهمُّ في خَلَفِهم، وانحصر في الدنيا وحطامها؛ ذلُّوا وانهزموا، وهانوا واستُبيحوا، فهل من خالدٍ وأمثال خالدٍ يعود فيهم يومًا؟! عن أبي وائل قال: لما حضرتْ خالدًا الوفاة قال: "لقد طلبتُ القتلَ مظانَّه، فلم يُقَدَّر لي إلا أن أموت على فراشي، وما من عملي شيءٌ أرجى عندي بعد التوحيد من ليلة بتُّها وأنا متترسٌ، والسماء تُهِلني، ننتظر الصبح حتى نغير على الكفار". ثم قال: "إذا مِتُّ فانظروا إلى سلاحي وفرسي، فاجعلوه عدَّةً في سبيل الله". فلما توفِّيَ خالد بن الوليد بكى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وقال: "ما على آل الوليد أن يَسْفَحْنَ على خالد من دموعهنَّ، ما لم يكن نَقْعًا أو لِقَلْقَلَةٍ". خرجت جنازة خالد وأم البطل ترمق جنازة ابنها العظيم بعينين باكيتين وهي تقول :
أنت خيرٌ من ألف ألفٍ من القو م إذا ماكبت وجوه الرجال أشجاعٌ ..؟ فأنت أشجع من لي ثٍ غضنفرٍ يذودُ عن أشبال أجوادٌ..؟ فأنت أجود من سيلٍ غامرٍ يسيلُ بين الجبال
قال عمر عندما سمع تلك الأبيات ( صدقت والله إن كان لكذلك ) كانت وفاته في الشام في سوريا في حمص سنة 21للهجرة ..فسقى الله أرض حمص التي ضمت أضلعه ..ونور الله ضريحه . رضي الله عن خالد؛ لم يخلِّف تركةً وهو الذي فتح الفتوح، وهدم العروش، وغنم الغنائم، وحمل مثاقيل الذهب والفضة؛ لأنه قاتل لله تعالى لا للدرهم والدينار، ولا للعرش والسُّلطة التي يتقاتل الناس عليها، ويبذلون في سبيلها كلَّ شيء. قال نافع: "لمَّا مات خالدٌ؛ لم يَدَعْ إلا فرسَه وسلاحه وغلامه؛ فقال عمر: رحم الله أبا سليمان، كان على خير ما ظنناه به".وقال عمر لما مات خالد: "قد ثُلِمَ الإسلام ثَلْمَةً لا تُرْتَقُ،كان والله سدَّادًا لنحور العدو، ميمون النَّقيبَة".
اللهم ارض عن خالد بن الوليد ..اللهم كما أسمعتنا فتوحاته للشام ؟؟فاللهم على افتح على أحفاده فيها اليوم فتحاً تقر به عيون المؤمنين ..اللهم آمين ..اللهم آمين ..اللهم آمين ألا وصلُّوا وسلِّموا على محمد بن عبدالله، كما أمركم بذلك ربُّكم.