"سيدة القصر" لقب استحقته بجدارة الدكتورة باكينام الشرقاوى تلك السيدة الوحيدة التى تظهر فى الصورة السياسية بقصر الاتحادية وكان اختيارها كمساعد للرئيس للشئون السياسية يحيط به الكثير من الغموض فالسيدة لم تكن معروفة من قبل ولم يتردد اسمها بالشكل الكافى الذى يسمح بمعرفتها على المستوى الشعبى . حجم الشرقاوى يتضاعف يوما بعد يوم داخل الاتحادية وهناك من يؤكد داخل القصر بتعاظم دور باكينام أكثر من ذلك خلال الأيام القادمة حتى أنه يتردد بانه سيتم اسناد اليها رئاسة مجلس الوزراء وضبط أداء الحكومة إلى جانب قنديل خلال الفترة القادمة خاصة بعد تمهيد من القيادى الإخوان حمدى حسن على صفحته الشخصية على الفيس بوك طارحا تساؤل"هل تصلح باكينام لمنصب رئيس وزراء مصر لتكون أول إمرأة تشغل هذا المنصب؟ وفي عهد من؟ الإخوان المسلمين".
كما أنه تم تقديمها على رأس الوفد النسائى للقومى بالمراة فى الولاياتالمتحدة كنائب لرئيس الوزراء وكلها مؤشرات قوية لإسناد رئاسة الوزراء إليها والابقاء على الدكتور قنديل كشكل صورى على رأس الوزارة خاصة مع الصلاحيات الواسعة التى منحها الدستور لرئيس الوزراء والتى ظهرت خطورتها فى حيثيات الحكم الأخير بالطعن على قرار الرئيس والذى اوضح ان المادة 141 من الدستور تنص على ان يمارس الرئيس سلطاته من خلال رئيس الوزراء وهو ما يمنع الرئاسة بالمخاطرة باختيار رئيس وزارء مستقل أو من الشخصيات الوطنية والتى تهدد عملية انفراد الرئيس وجماعته باتخاذ القرار .
وحتى وقت قريب كان يعتقد ان اختيارها بالفريق الرئاسى جاء من قبيل وجود وجه نسائى لتجميل وجه الجماعة لا اكثر شكل ديكورى اخر فى قصر الاخوان الا ان ظهرت بشكل بارز بعد استقالة المستشار محمود مكى النائب السابق للرئيس مرسى ليزيد مساحة الدور الذى تؤديه فى البلاط الاخوانى فاصبحت تدير ملف الحوار الوطنى تتواصل مع القوى السياسية وتتلقى الاقتراحات وعلى الرغم من عدم اهمية ذلك الحوار بالنسبة لبعض القوى إلا أن أهميته تكمن فى لعب دور خطير فى عقد صفقات وترضية أحزاب تمثل تهديد على جماعة الإخوان .
مثل حزب النور الذى يمثل شوكة فى ظهر الإخوان والذى يلوح من حين لأخر بالإنحياز لصف القوى المعارضة ضد الإخوان فى انتخابات برلمانية أو فى هجوم على الحكومة من ان لاخر وهو الصداع الذى لا ترغب فيه الجماعة.
حتى أنها أخذت نفس دور مكى فى تبرير مواقف وقرارات الرئاسة الغير منطقية فتدافع بإستماتة عن بقاء حكومة قنديل وتهون من إضراب الداخلية وتمرد الامن المركزى وتؤكد على استقرار الإقتصاد المصرى .
وتاتى زيارتها الاخيرة للولايات المتحدة على راس وفد رئاسى يضم أيضا خالد القزاز سكرتير الرئيس واحد رجال خيرت الشاطر فى القصر والذى قابل عدد من رجال الكونجرس والبيت الأبيض يؤكد تصعيد باكينام وأنها مدفوعة ليست فقط بثقة من الرئيس ولكن ايضا رضا من الجماعة وما بذلته من مجهود لمحاولة طمئنة الجانب الامريكى واقناعه بان مرسى وجماعته قادرين على السيطرة على مقاليد امور الداخلية فى مصر ومقابلة مسئولى صندوق النقد الدولى للإيحاء بأن الأحوال الإقتصادية مستتبة .
والحقيقة أن هذا الدور يحسدها عليه بعض رجال الجماعة ويستكترونه عليها أيضا وقد ظهر ذلك جليا فى الإحتقان والتحفز الذى هاجمها به الدكتور سعد الكتاتنى الرئيس السابق لمجلس الشعب فى جلسة الحوار الوطنى الأخيرة والتى كانت مذاعة على الهواء مباشرة وبحضور مرسى وحاول الكتاتنى احراج باكينام والاشتباك معها حول البيان الذى سيصدر عن الحوار .
وما يزيد من غيرة بعض الشخصيات بحزب الحرية والعدالة اتجاه الدكتورة باكينام انها تحظى بمزايا عديدة داخل المؤسسة الرئاسية بخلاف قربها من الرئيس فقد تم تخصيص سيارتين لها ماركة بى ام دبليو وتتقاضى مرتبا شهريا 50 الف جنية بالاضافة الى تخصيص مكتب لها وطاقم مساعديها بالقرب من مكتب الرئيس .
ومن يعرف الخلفية الفكرية للشرقاوى فانه لا يستغرب وقوع الإختيار عليها فهى تتلمذت على يد الدكتورة نادية مصطفىوهى خالتها ايضا التى تنمتنى بدورها الى مدرسة الدكتور حامد ربيع صاحب مدرسة المنظور الإسلامى فى العلوم السياسية ويعتبر أحد روادها أيضا الدكتور سيف عبد الفتاح استاذ العلوم السياسية الشهير .
والدكتورة نادية صاحبة الميول الإخوانية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية هى اسم غير معروف بانتمائه الى التيار الاسلامى حركيا وتنظيميا ولكنها صاحبة مدرسة فكرية اسلاميةوهي أستاذ العلاقات الدولية ورئيس قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة ومؤسِس مركز الحضارة للدراسات السياسية ولأن باكينام هى تلميذتها النجيبة فقد ورثت عنها رئاسة مركز الحضارة للدراسات .
و هذا أيضا يفسر اختيار الدكتور سيف عبد الفتاح مستشار للرئيس والدكتورة نادية مصطفى عضو باللجنة التاسيسية للدستور .
ومن يبحث فى افكار الدكتورة باكينام وارائها حول جماعة الاخوان المسلمين يجد الف سبب لوقوع اختيار الجماعة عليها فتعترف" باكينام بالمرجعية الاسلامية باعتبارهامرجعية مهمة للعمل السياسى واكدت اكثر من مرة عدم انتمائها حركيا للجماعة على حد تعبيرها وأن كانت تلك الصياغة الدقيقة لا تنفى انتمائها فكريا .
وهى ترى أن الإخوان المسلمين جماعة وسطية حركية وهى أحد تجليات العمل الإسلامى ومن أهم ايجابيتها قدرتها التنظيمية الكبيرة وتنظيمها لتيار وسطى غير تصادمى ولها نفس طويل فى الإصلاح حتى من لن لا ينتممون اليها يتفقون معها فى هذة الايجابيات .
أما عن الحياة الأسرية لبكينام فهى ابنة اللواء حسن رشاد خليل الشرقاوى رئيس مباحث امن الدولة بالاسكندرية نائب مدير مباحث أمن الدولة الأسبق وقد تمتاحالته للمعاش من قبل اللواء حسن الألفي وزير الداخلية الأسبق على خلفية احداث تفجيرات السياح بالاقصر.
وزوجة المستشار امجد وطنى مهران رئيس محكمة استئناف بمحكمة القاهرة ولديها طفلان محمد 15 عام وحبيبة 12 عاما .