لم يحدث فى تاريخ مصر، أن وجه الشعب المصرى إهانات وشتائم لأى من رؤسائه أو حكامه، كما فعلوا مع الرئيس محمد مرسى، الذى تنصب عليه كل يوم من المصريين السخرية واللعنات والإهانات! المصريون معروفون بطول اللسان، ولم يسلم أحد من حكام مصر من سخرية وتشنيعات وشائعات المصريين وكانت تلك السخرية هى وسيلة الناس للتنفيث عن شعورهم بالظلم والاضطهاد والقهر، فأشبعوا حكامهم «تهزيء» ونكتا تبالغ فى وصف عيوبهم وسلبياتهم!
المصريون شتموا الملك فاروق بأمه وكتبوا هذه الشتائم على قصر عابدين وشتم المصريون جمال عبدالناصر والسادات وحسنى مبارك، لكن كل هؤلاء «كوم» والرئيس محمد مرسى «كوم آخر».
فقد حصل على نصيب الأسد من الإهانات و«التريقة» بل والشتائم التى يعاقب عليها القانون!
ووصل الأمر إلى أن بعض المصريين كتب شتائم بذيئة فى منتهى قلة الأدب ضد مرسى على جدران قصر الاتحادية.. وعندما أزال عمال النظافة هذه الشتائم عاد البعض فى اليوم التالى ليكتبوها من جديد!
وكانوا زمان يقولون إن الرئيس جمال عبدالناصر كان يهتم أن تتضمن تقارير الأجهزة الأمنية التى تعرض عليه النكت التى تتناوله ويتداولها الناس همسا، وكانت هذه النكت تعطى عبدالناصر تحصيلا دقيقا لمشاعر الرأى العام تجاهه، وموقف الشعب الحقيقى حول رئيس الجمهورية!
وكان السادات واثقا أن المصريين يطلقون النكات الساخرة عليه وفى أحد الأيام طلب من ابنه أن يروى له نكتة سمعها من بعض أصحابه تسخر من السادات وتشبهه بالحمار!
ورغم قصر الفترة التى تولى فيها الرئيس مرسى حكم مصر والتى لم تزد على شهور قليلة إلا أن النكتة والسخرية والشتائم التى كانت من نصيبه تزيد أضعافا عن مجموع النكت والإهانات التى لحقت بكل حكام ورؤساء مصر السابقين جميعا!
وإذا كان الرئيس مرسى قد وصلت إلى مسامعه هذه الإهانات والشتائم فهذه مصيبة وإذا كان لايعلم فتلك مصيبة أدهى، وإذا كان قد عرف فما هو شعوره؟ وهل يهتم أو يبالي؟ وما هو موقف أسرته وأولاده الذين لابد أنهم قد سمعوا بآذانهم ما لا يليق عن والدهم؟
ولو كنت شخصيا مكان الرئيس مرسى وعرفت حجم وفظاعة ما يوجه لى من إهانات لكتبت استقالتى على الفور، واشتريت كرامتى ورحمت نفسى وعائلتى من هذه الاهانات!
لكن الله وحده يعلم..
ربما كان الرئيس مرسى يؤمن بأن كل هذه الاهانات سوف تنقلب فى الآخرة إلى حسنات فى ميزان حسابه!