سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اضحك مع الرئيس: «دهاء» السادات و«استبداد» مبارك و«توك توك» مرسى النكات على الرؤساء وصفها صلاح عيسى بأنها أسلوب مقاومة وظاهرة صحية تزيد كلما زادت الحرية
السخرية من الحاكم داء لازم حياة المصريين على مر العصور المختلفه، بغض النظر عن حجم إنجازات أو إخفاقات الرؤساء الذين حكموا مصر، فالجملة الشهيرة التى وصفت الشعب المصرى بأنه «ابن نكتة» كان لرؤساء الجمهورية نصيب الأسد منها. الرئيس محمد مرسى أخذ حظه، مؤخراً، من التعليقات الساخرة، خاصة على موقعى التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر»، مما دفع عددا من نشطاء ورواد الموقع إلى المطالبة بالتوقف عن إثارة أى تعليق ساخر، لأن ذلك ينقص من هيبة رئيس الدولة. أبرز النكات التى تعلقت بالرئيس محمد مرسى، كانت حول نسبة الفوز فى الانتخابات، حيث قالوا «90% يدخّلوا هندسة و80% يدخّلوا تجارة أما 50% فيجيبوا رئيس جمهورية»، كما أطلق عليه البعض «رئيس جمهورية التوك توك» بعد أن ذكر فى خطاباته «سائقى التوك التوك». الكاتب الصحفى صلاح عيسى يرى أن النكات جزء من التراث الشعبى، يمكن الاستناد عليه لتحليل سيكولوجية الشعب تجاه من يحكمونه، فمثلاً النكات التى أُطلقت على الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كانت دائماً تصوره فى هيئة الشخص المخيف. «أنا أسير على درب عبدالناصر.. بس بأستيكة» نكتة شهيرة لازمت عصر السادات، بعد أن قال فى إحدى خطبه إنه يسير دائماً على درب عبدالناصر، وقد وصف عيسى الرئيس السادات بأنه «شخص فهلوى ويستطيع أن يضحك على الناس بذكاء شديد، وهو ما وضحته نكات المصريين فى ذلك الوقت». أما السخرية التى طالت الرئيس مبارك فقد اختلفت من وقت لآخر، فى رأى عيسى: «فى بداية حكم مبارك كان المصريون يصورونه على أنه رجل عديم الخبرة، مثل تشبيهه بأنه «لافاش كيرى» أو البقرة الضاحكة بسبب ابتسامته الدائمة عند الرد فى القضايا الهامة، بالإضافة إلى اعتبار مبارك رجلاً قليل الذكاء مثل نكتة شهيرة جاء فيها أن صحفياً التقى مبارك وسأله: ما هى أصعب سنة فى حياتك، فرد مبارك: تانية اعدادى». فى أواخر عهد مبارك اختفت تلك النكات، وظهر بديلاً عنها نكات تصوره حاكما مستبدا، مثل نكتة شهيرة تقول «مواطن قبطى سأل مبارك هل يجوز أن يتولى مسيحى الحكم، فرد مبارك: ولا مسلم وحياتك». المصريون يستخدمون السخرية كأسلوب للمقاومة، من وجهة نظر عيسى، ولا تؤثر على هيبة الحاكم على الإطلاق، بل إنها ظاهرة صحية، فكلما زادت الحرية زادت النكات والسخرية. العيب الوحيد للسخرية هو أنها حوَّلت الثقافة السياسية لنوع من الإفيهات دون تفاعل فى الحركة السياسية.