شعب الفكاهة والنكتة، هو الوصف المشهور عن الشعب المصرى، يردده العرب فى كل مكان، وتؤكده قفشات المصريين التى تظهر فى المواقف المختلفة، وخصوصا مع الأحداث المهمة. «لكل رئيس نكتة»، هكذا كتب أحد مستخدمى موقع التواصل الاجتماعى تويتر، تعليقا على سيل النكات التى انتشرت بعد إعلان فوز محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة.
الرئيس الوحيد الذى نجا من النكات والسخرية كان جمال عبد الناصر الذى لم يجرؤ أحد فى عصره على استخدام الاسلوب الساخر فى نقده، بسبب القمع الأمنى الذى ساد وقتها.
الا أن عهده شهد سخرية من نوع مختلف ذكرها الشيخ القرضاوى فى مذكراته قائلا: «رسم أحد الإخوان بيده صورة زيتية كبيرة على جدار السجن الحربى للمساجين بأمر حمزة البسيونى، وكتب تحتها عبارة عبد الناصر الشهيرة: ارفع رأسك يا أخى فقد مضى عهد الاستعباد».
وكانت هذه العبارة موضع السخرية والتنكيت من الإخوان، فهذا يقول كان الواجب أن يكتبوا تحت الصورة «ارفع رجلك يا أخى فأنت فى عهد الكرباج»، وآخر يقول «ارفع رأسك يا أخى لنقطعها، فنحن فى عهد الإطاحة بالرءوس»، كما ذكر موقع القرضاوى على الانترنت.
كانت فترة رئاسة أنور السادات هى بداية الانفتاح الساخر من مواقف الرئيس، فتارة تظهر نكتة على تعاطيه مخدر الحشيش، وتارة أخرى يردد الناس نكتة سياسية تنتقد تصريحاته مثل النكتة الشهيرة عن حالة الضباب التى سبقت قرار إعلان الحرب، وعدد كبير من النكات سخرت من كثرة الاستراحات التى كانت مخصصة له، ومن علاقته بالبابا شنودة وعمر التلمسانى، وقيل إن السادات الذى كان مشهورا بخفة ظله كان يحب الاستماع إلى النكات التى تسخر منه.
وبعد اغتيال السادات فى 1981 لم تتوقف النكات الساخرة منه، حتى إنها تحدثت عن مصيره فى العالم الآخر، وعن شاهد قبره وما كتب عليه، وعقدت المقارنات الساخرة بينه وبين جمال عبد الناصر، ولم تبدأ فكاهات الرئيس الجديد، الا بعد مرور السنوات العشر الأولى من رئاسته تقريبا.
عهد مبارك كان الأكثر سخرية، فطالت النكات علاقته برؤساء دول العالم والملوك العرب، وتحدثت عن الهدايا الثمينة التى كانوا يرسلونها للرئيس، كما تعرضت بعض النكات لطريقة مبارك فى الحديث والتفكير.
وبمرور الوقت تحولت النكات إلى السخرية من طول فترة حكمه التى لم يكن يعرف أحد وقتها إلى متى ستستمر.
وفور قيام الثورة فى 25 يناير انفتح باب أمام النكات لم يستطع أحد من حينها أن يغلقه، وكأن الثورة فجرت طاقات السخرية المكبوتة التى كانت داخل الشعب، ولفتت قفشات المصريين أنظار العالم كله حتى أن قناة بى بى سى قدمت تقريرا تليفزيونيا بعد تنحى مبارك بعنوان «خفة دم المصريين».
وما أن أعلنت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة عن فوز محمد مرسى، ليصبح هو الرئيس الرابع فى تاريخ مصر، بدأت النكات تنهال عليه على مواقع الانترنت، ورغم أنه لم يبدأ بعد فى ممارسة وظيفته رئيسا للجمهورية إلا أن الفكاهات طالت إجادته للغة الانجليزية، وانتقدت خطابه الأول، وعلقت على ملابس المصريين فى عهد رئيس ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين.