أعربت المخرجة إيناس الدغيدى عن حزنها لما يجرى فى الشارع المصرى وضياع هيبة الدولة قائلة " الصورة أصبحت ضبابية وضائعة والأماكن كلها مهملة والمناظرة سيئة والواقع أليم فى كل شيء"، وأضافت "أرى أن كل فرد فى المجتمع تحول لدولة بمفرده وضاعت هيبة الدولة وأصبحنا نعيش لحظة انكسار دائم وغربة بداخلنا وناس تتصارع لمصلحتها الشخصية ولا ترى شيئاً للمستقبل" وتابعت الدغيدى فى حوار أجرته إحدى المواقع الإخبارية قائلة :"الشارع تحول لفوضى أخلاقية وضاعت ملامح الجمال فى الشعب المصرى وكشف كل فصيل من المتصارعين عن وجه غير وجهه وضاع القانون كالعادة وأصبحنا نعيش فى لا دولة ولا قانون ولا أمن ولا حتى رئيس وهذه الصورة ضاعت معها كل ملامح الإبداع والفن الذى كنا نتميز به وهذا يصيب بالحسرة".
وأشارت الدغيدى الى المتسبب فى هذه الصورة قائلة "حالة الصراع بين التيار الدينى والليبرالى والانقسام الدائر أحد أهم الأسباب لأن كل طرف يتنازع على مكتسباته وكنت مستعدة لإعطاء الطرف الدينى فرصته طالما أنه وصل للحكم بالشرعية والأغلبية لكن الواقع أصبح يؤكد أنهم لم يقدموا شيئاً حتى الآن وتفرغوا لصراع على من سيبقى واعتمدوا على القدرة على الحشد.
ولفتت الدغيدى الى حال الفن فى هذه الفترة قائلة "بصراحة التجربة حتى الآن أثبتت أنه لم يتدخل أحد فى الفن بشكل واضح وصريح وربما يكون هناك تدخل من نوع آخر، فحالة التوتر والقلق فى الشارع أصابت الفن سينما ودراما بأزمة، والإنتاج تضاءل والتمويل تراجع وأتوقع على المدى البعيد عدم تدخل هذه التيارات فى الإبداع لأنهم يعلمون أن تأثير الفن فى الشارع كبير جداً والفن والإبداع سيظل موجوداً رغم محاولتهم تخويفنا ومحاولات فرض رقابة علينا وهم يعلمون أن الفنان ليس مجرد شخص عادى ولكنه عقل وإبداع ولن تفلح محاولاتهم فى غلق فضائية أو جريدة.
ومن جانب آخر تحدثت الدغيدى عن فيلم "الصمت" قائله :"لا أعتقد أن صمت إيناس الدغيدى ممكن يزعجهم لأن القضية التى أتناولها من خلاله عن زنا المحارم ليست بالشكل الشائك الذى يتوقعه الجميع فأنا لا أعتمد على الصورة فى هذا العمل لكنه يقدم تحليلاً نفسياً للفتيات اللائى يعشن هذه الحالة وكيف يتعاملن مع المجتمع لكن العلاقة التى تبنى عليها القصة ستظل رمزية وتدور الأحداث حول التأثير النفسى لهذه العلاقة.. وللأسف الفيلم مازال يبحث عن تمويل لتقديمه قبل الاستقرار على الأبطال بشكل نهائى".
واختتمت حوارها بالحديث عن شخصية الرئيس مرسى قائلة "بصراحة ليست لديه مقومات الرئيس الشكلية ولا يملك الكاريزما الشخصية المعروفة عن الرؤساء، كما أنه ليس مقنعاً وكل مواصفاته بعيدة عن أن يكون موجوداً يوماً ما فى فيلم أو مسلسل وللأسف إمكانياته كرئيس جمهورية لم تظهر بعد، لكن رغم كل ذلك أنا ضد من يسبه ولابد أن يكون هناك احترام لمكانة الرئيس حتى لو اختلفنا معه ومع أفكاره.