وسط إهمال المسئولين تعيش أسر تكالبت عليهم الامراض والهموم بعد أن دمرت سيول عام 1994 منازلهم المبنية بالطين وجدوا انفسهم في الشارع لأن الارض التي كانوا يسكنون عليها هي املاك دولة وطردتهم الدولة من رحمتها وبنت في موقع الارض مدرسة ، خرجت تلك الاسر إلي الشارع ولم تجد إلا الخيام لتصبح مأوي لهم ولأفراد عائلاتهم الفقيرة إنها ماساة 7 أسر بمركز المنشاة بمحافظة سوهاج. "الفجر" إلتقت بتلك الاسر حيث يعيشون في مقلب للقمامة بجوار موقف سيرفيس العسيرات بمدينة المنشاة، الفقر والمرض هو عنوان تلك الاسر خيام باليه متهالكة وعيشة تدمي القلوب قبل ان تدمع لها العيون ملابس متهالكة واطفال حفاة عراة وفي قناعة تامة منهم منحوا اصواتهم للدكتور محمد مرسي علي امل ان يعيد سير الصحابة ويفاجأهم في خيامهم المتهالكة وينتشلهم من فقرهم ويمنحهم الحياة من جديد إلا ان احلامهم تبخرت واصبح اليأس والشقاء هو عنوان دائم في رحلتهم اليومية من اجل الحصول علي رخيف خبز يملئون به بطون الصغار الجائعة. يقول زينهم عمار خلف لدي اربع اطفال صغار وعيشتنا كما يعلمها جميع افراد مدينة المنشاة هي عيشة شقاء وتعاسة فنحن 7 اسر نقيم في الخيام وتلك الخيام لا تقينا من البرد القارس ولا من الامطار عندما تهطل ومع نزول المطر نختبئ في مواسير الصرف الصحي الموجودة بجوار الخيام ويشير زينهم إلي ان الحياة اصبحت صعبة وقاسية علينا فكيف نعيش في مثل هذا الذل والبؤس ولا احد يلتفت إلينا حيث لا يوجد لدينا منازل ولا ارض ولا حتي مياة فجميع افراد تلك الاسر يشربون المياة من الترعة المجاورة لانه لا نستطيع ان نحصل علي مياة نقية إلا في حالات نادرة عندما يعطف علينا احد الجيران ويسمح لنا بتعبئة بعض الجراكن لنشرب منها . ويضيف لقد دمرت منازلنا في سيول عام 1994 ولاننا كنا نسكن علي أرض هي أملاك للدولة فلقد طردتنا الدولة وبنت مكان الارض التي كنا نسكن عليها مدرسة واصبحنا بعد ذلك في الشارع واستطعنا ان نصنع خيام لتأوي اسرنا واطفالنا وعندما يعترضنا احد نحمل امتعتنا المهلهلة واسرنا ونرحل إلي قطة ارض فضاء اخري ولقد استقر بنا الحال في قطعة ارض املاك دولة هي عبارة عن مقلب للقمامة وسيأتي علينا اليوم لتطردنا الدولة من جديد لنرحل إلي مكان أخر. وتقول بخيته رمضان السيد نعيش منذ سنوات في الخيام وكنا نعيش في منطقة الشيخ عراقي وبعدها طردتنا الدولة وجئنا إلي تلك المنطقة وتكمل بخيته ياريت الدولة تنظر إلي حالنا لاننا نحتاج إلي مسكن يأوي الاطفال الصغار الذين اصيبوا بالعديد من الامراض بسبب البرد القارس ولا نجد ثمن العلاج لهم ولقد منحنا اصواتنا في إنتخابات الرأسة إلي محمد مرسي لاننا كنا نعتقد ان سينتشلنا من الفقر الذي نعيش فيه لكن يبدوا ان اصواتنا ذهبت في مهب الريح . ويقول فرغل حسن عبد الرحيم ابني الذي يبلغ من العمر عام ونصف مصاب بالتهاب رئوي حاد ولا املك ثمن العلاج ولقد ذهبت به إلي مستشفي المنشاة المركزي حيث رفض الاطباء بالمستشفي علاجه واخبروني ان اذهب به إلي طبيب خارج المستشفي وابني يرضع لبن صناعي ووالدته خرجت منذ عدة ساعات لتبحث له عنه علبة لبن ثمنها 35 جنية وهي لا تملك ثمنها وتضطر إلي استعطاف اهل الخير لتحصل علي ثمنها او بمعني اخر تتسول لكي تجمع ثمن علبه اللبن. ويقول حسن عبد الرحيم انا عملت خيمة من شوية "هلاهيل" وانا راجل عيوني تعباني ومش شايف كويس ومحتاج علاج وأول أمس هطلت الامطار وكان يوم اسود علينا واتحشرنا احنا واطفالنا في مواسير الصرف الصحي ونحن لا نملك ارض ولا علاج ولا ثمن رغيف خبز والحمامات هي الزراعات المحيطة بنا نذهب إليها لنقضي حاجتنا في منتصف الليل كاللصوص واطفالنا لا تذهب إلي المدارس وننتظر من اهل الخير أن يعطفوا علينا كل ما يتمناه حسن من الدنا منزل يسكن فيه وشربة ماء نظيفة.