طالب هشام البسطويسي شباب جماعة الإخوان المسلمين وشباب المعارضة إلى الجلوس على طاولة الحوار، وتخطي القيادات في الجانبين لأن هذه القيادات لم تتخل عن عقد الماضي، مؤكدا أن هذا هو أسلم حل لخروج مصر من أزمتها الحالية. وقال "أنا أهيب بالشباب أن يتخطوا القيادات في جميع الاتجاهات سواء في نظام الحكم أو المعارضة ليتحاوروا مع بعضهم ليخرجوا ببرنامج عمل وطني يلزمون به الحكومة ورئيس الجمهورية". وأضاف: "وحدهم الشباب هم القادرين على التوافق، ليت شباب الإخوان يأخذون بزمام هذه المبادرة، ويخرجوا ببرنامج عمل وطني لإنقاذ مصر". وأشار البسطويسي إلى أن مطالب الشباب الذي يتظاهر الآن لا تخرج عن تحقيق الرئيس محمد مرسي لوعوده التي تعهد بها خلال فترة الدعاية الانتخابية، وقال: "قبل الانتخابات الرئاسية، توحدت كل القوى الوطنية خلف مرسي، كلها أيدته على اعتبار أنه سيمثل الثورة وأنه سينفذ الوعود، التأييد كان بناء على الوعود التي أطلقها والعهود التي تعهد بها فترة الدعاية الانتخابية". وأضاف: "الحقيقة أن الرئيس لم ينفذ من وعوده شيء، لا أحد يطالب بمطلب جديد، بالعكس نحن نطالب فقط أن يفي بوعوده، هو وعد بمجلس رئاسي وأنه سيتحاور مع كل القوى السياسية، وعد بدستور توافقي مقبول من الجميع، تحقيق توازن بين القوى السياسية، كل هذه وعوده، وأنا أتمنى عليه أن يفي بهذه الوعود، وليس أكثر من ذلك". وفي لهجة يقل فيها الأمل قال "ليس هناك رجاء من كل القيادات في مصر، أغلبها إما أنها تثأر من الماضي أو عندها عقد نتيجة ظروف عاشتها في سنوات ماضية، أو طموح شخصي، لكن أعتقد أن الشباب قادر على أن يرتفع فوق كل هذه المشاعر، الشباب ليس عنده ثأر مع أي نظام سابق، هم لم يعيشوا تجارب القيادات، لم يدخلون السجون، ولم يتم تعذيبهم". وطالب بمعاقبة وحساب كل مَن يُهين أي مواطن مصري، مضيفا: "لا أحد يستطيع أن يُنكر استمرار التعذيب في الأقسام، ولا حتى الرئيس محمد مرسي". وشدّد البسطويسي على أنه "لا تَسامح مع النظام القديم ولا مع النظام الجديد في دماء أبنائنا التي سالت"، مؤكّدا: "حتى لو كان حمادة صابر المواطن المسحول أمام قصر الاتحادية مجرما أو بلطجيا؛ فهذا لا يُبيح تعذيبه أو سحله". واستنكر كل الاتهامات الموجّهة للمستشار أحمد مكي وزير العدل والمستشار محمود مكي -نائب الرئيس السابق- وقال: "أخطا الأخوان مكي بالفعل في الاستمرار بمنصبيهما، لكنهما لم يستقيلا لأنهما يريا أنه ليس من الشهامة التخلّي عن شخص بحاجة إليهما".وأوضح أن قانون حرية تبادل المعلومات "قانون مهم جدا"، مؤكدا: "لم يكن ليخرج مثل هذا القانون إلا من شخص مثل المستشار أحمد مكي؛ لأنه من أشدّ المدافعين عن الإعلام الحر واستقلال القضاء وحقوق الإنسان". وأكّد حق وكلاء النيابة في الاعتصام والتعبير عن رأيهم، مستدركا: "ولكن ليس من حقّهم الامتناع عن العمل، واعترضت على فكرة إضرابهم عن العمل". وعلّق على الدستور الحالي قائلا: "الدستور مليء بالأخطاء والعيوب، ويفتح باب النزاع والفتنة"، مؤكّدا أن تشكيل لجنة وضع الدستور منذ البداية باطل. واختتم حواره بتوجيه رسالة للشباب قال فيها: "على شباب القوى السياسية وشباب الإخوان أن يتخطّوا القيادات ليلتقوا ويضعوا برنامجا وطنيا يلزموا به الحكومة؛ لأن القيادات لن تلتقي ولن تتوافق"، مشدّدا على ضرورة تحديد أهداف الثورة عمليا في برنامج واضح مدته 4 سنوات.