بدأ الدكتور محمد العريفى خطبة الجمعة بمسجد عمرو ابن العاص ، بالثناء والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قائلاً الحمد لله الذى شرف مصر فى سائر البلدان. وتحدث عن مصر قائلا " بلد البطولات و بلد الرجال ان مصر كانت ومازالت للإسلام عزا، مصر وما ادراك ما هى؟، هى حبنا من بحرها الى صعيدها. وتساءل العريفى كيف يتحدث عن مصر وهو يتكلم فى ارض المشايخ الكرام واهل الذكاء والبيان، واستشهد بقول الرسول صلى الله عليه وسلم واستوصوا بأهل مصر خيرا وبأقباطهم.
وإلى أقباط مصر وجه رسالة قائلا "هنيئا لكم ايها القبط ان اوصى بكم النبى علية الصلاة والسلام، وقال عن عيسى عليه السلام وجعلنا ابن مريم وامه ايه وأوينها، واختار الله مصر وفضلها ، مصر بلد معافاة من الفتن ومن اصابها بسوء كب الله على وجهه بالنار.
وأضاف "قد مدح الله ارضكم فى كتابه، وقال عمرو بن العاص من اراد ان ينظر الى الفردوس ينظر الى ارض مصر، ان مصر محببة للأهل والاصحاب، المصريون اخوان العرب، مصر التى انجبت للعرب امهم، إن لم تكن هاجر لإسماعيل ولدت، فلكن يكن للعرب نسب. وعن جيش مصر قال "من ارضها خير جند الارض قد خرجوا ، ايها المصريون تقديرا لعزة اهل مصر ضرب الله بكم الامثال فى كتابه" .
وتطرق العريفى للحديث عن التواضع وعن حب الله ودينه والإعمال به وعدم النظر إلى ملاهى الدنيا ولذاتها، إنما النظر إلى الآخرة، مستشهدا بالعديد من القصص النبوية والأحاديث الشريفة. وعن دور مصر العلمى قال العريفى "إن مصر اشتهرت من قديم الزمان، الغرباء فيها يكرمون والموهوبون يشجعون إنها بلد الأوفياء. وخاطب اهل مصر قائلا "نعم يا اهل مصر انتم مصنع الرجال يأتى اليكم الصغار يخرجون اساتذة كبار"، مستشهدا بالعديد من العلماء الإسلاميين والأدباء وأهل الفقه والمشايخ والسلاطين، والشعراء، وكل ناجح ظهر للدنيا من أرض مصر.
واشاد بالمصريين قائلا "اشتهر اهل مصر بطيب الاخلاق والرفق مع الغرباء، المصريون أهل جلس فى المؤانسة، واستهشد بالمقوقس كبير الاقباط فى مصر حينما استقبل الكتاب وسأل عن رسوله برفق وزود مرسله باطيب الطعام واعطاه هدية ليرسلها للنبى عليه الصلاة والسلام، و اهدى الرسول الى المقوقس هدايا ايضا. وناشد المصريين قائلا "كرمكم الله ايها المصريون وجعلكم اية للناس اجمعين، فاقبل الناس من كل الدنيا الى مصر فلم تبخل عليها وعاملتهم كما تعامل ابنائهم.
وعن كرم أهل مصر قال "ايها المسلمون لقد استمر كرم المصريون فى موسم الحج ولم ينكر الناس تكية المصريين للضيوف كالفندق يضعونها ليأتى عليها الفقراء والمحتاجون من جميع أنحاء الأرض ليطعمه المصريون ليأكلوا بالمجان".
وتابع "المصريون هم اكثر الناس اكراما واحتراما لاهل البيت وصحابة الرسول واكثرهم غيره لعرضة واحتراما وتقديرا لكتاب الله، ومواقف شيخ الأزهر خير دليل على ذلك"، مضيفا "انتم اهل العقيدة ايها المصريون واهل الثبات رغم الفتن".
وناشد أهل الأرض جميعا "ان ارتباط مصر بالعالم وفضلها على كل العالم لا ينكره احدا " قائلا "انتم الذين درستم العرب صغارا ودرستم لهم فى الجامعات كبارا، والمصريين فى كل العالم لهم فضل لا ينكر حتى على مكة بلاد الحرمين، موضحا ان ارتباط المملكة بمصر هو ارتباط وثيق وحبر عتيق اول ما فتحت المدارس فى الخليخ درس فيها المصريون واول جامعة فى السعودية رأسها رجل مصرى، موضحا " لا نجد فى دول الخليج عالما ولا وزيرا الا وكان لعالما مصريا عليه فضلا، وان المصريين هم واضعوا المناهج التعليمية وان اول البعثات التعليمية من السعودية كانت الى مصر". وأستشهد بأئمة المسجد الحرام المصريين من أجلاء المشايخ الكرام، قائلا ان المصريون اليوم هم الائمة وقارئى القرآن فى كل دول العالم، ولهم فى المملكة ودول الخليح علاقة وطيدة لا يستطيع أن يفسدها أى مفسد.
وتابع العريفى "اسأل الله ان يجمع قلوب المسلمين فى كل مكان وأن يجعلنا قوة واحده ننصر العلم والدين ونعز الضعفاء". وأضاف العريفى، أن مصر لابد أن تعود إلى القيادة والريادة تحمل هموم الأمة وتصعد بهم إلى القمة وتنحر فى صدور أعدائهم، ولما انقطعت الخلافة فى بغداد عام 655 للهجرة أنتلقت الخلافة إلى مصر لتدير العالم كله بعقولها، فتولت القيادة العلمية والثقافية فى البلدان العربية لمدة 400 سنة.
وقال العريفى "ايها الناس فى كل الدنيا ان مصر مهيئة ان تصبح بلدا عظيما ان مصر لا اقل من كوريا ولا ماليزيا ولا تركيا ففيها من المقدرات الطبيعية والعقول ما ليس فى دول كثيرة شريطة ان تصان عقولهم وتحترم كرامتهم إن مصر بلد تاريخى مجيد.
واستنكر العريفى ضح أموال العرب فى البنوك الغربية داعيهم إلى الاستثمار فى مصر، ومساندتهم.
واكد العريفى ان هناك لجان تكون بين مصر وبين كبار التجار للاستثمار فى مصر، قائلا "رزق الله قادم ولا تلتفتوا الى من ينفخ فى النار".
