دعا الشيخ السعودي، محمد العريفي، في خطبة صلاة الجمعة، بمسجد عمرو بن العاص، التجار والأثرياء والمستثمرين العرب في جميع أنحاء العالم إلى استثمار أموالهم في مصر، قائلا: «أقبلوا واستثمروا في مصر، أهلنا في مصر أولى بأموالنا من بنوك سويسرا ومن بنوك أمريكا». وخاطب «العريفي» من وصفهم ب«المتكبرين» الذي يرفضون استثمار أموالهم في مصر، موضحًا: «أقول لمن يتكبرون عن استثمار أموالهم وتميل قلوبكم إلى أراض أخرى، إن تتولوا يستبدل قوما غيركم، فسحقًا لأموالكم»، مبشرًا المصريين بالخير، قائلا: «الآلاف من التجار يحبون مصر والآن تكون لجانٌ للاستثمار، فأبشروا للخير، رزق الله قادم، ولا تلتفوا للإعلام المضل». وافتتح «العريفي» خطبته بقوله: «أتحدث عن مصر أرض البطولات»، مشيرًا إلى ريادة مصر ومكانتها وقيادتها البلدان الإسلامية، مضيفًا: «مكثت الخلافة في مصر تدير البلاد الإسلامية بعقولكم، حتى نُقلت الخلافة إلى تركيا». ودعا «العريفي» أهل مصر إلى البعد عن الخلافات، مذكرًا إياهم بحديث الصحابي أبي ذر الغفاري الذي نقل عن الرسول محمد بأن يستوصوا بأهل مصر خيرًا إلا أنه حذرهم بقوله: «إذا رأيت رجلين يقتتلان على موضع لبنة فاخرج منها». وتابع: «وحدوا كلمتكم واطرحوا خلافاتكم ولا تستعجلوا النتائج، فالنعيم يأتي متدرجا، لا يمكن أن يُقضى على العشوائيات، ويصلح التعليم والصحة بين ليلة وضحاها، فوتوا الفرصة على المتربصين بكم، المراهنين على فشل ثورتكم». وخاطب «العريفي» المصريين بقوله: «أنتم دحرتم الحملة الصليبية، ورفعتم راية العز بانتصاراتكم المتكررة على اليهود، ومصر مهيأة للوصول إلى مكانة عظيمة، ومصر ليست أقل من كوريا أو ماليزيا، مصر بها قدرات بشرية ومبدعون»، معتبرًا أن شرط الاستفادة منهم يأتي باحترامهم واجتماع كلمتهم، كما شدد على أن «المصريين هم أهل العلم والتبيان». وقال: «مصر أهلها اليوم هم أحفاد الأنبياء وفلذات أكباد الصحابة، وزارها أكثر من 350 صحابيًا»، مؤكدًا أن «المصريين لهم بالمملكة العربية السعودية وبالخليج علاقة وطيدة لا يستطيع أن يفسدها أي مفسد». واستشهد «العريفي» بقول الرسول، محمد صلى الله عليه وسلم: «أوصيكم بأهل مصر خيرًا»، لافتًا في حديثه للمصريين إلى أن «الرسول اختاركم أنتم ليوصي بكم، ولم يختر أهل بلد معين إلا أنتم»، حسب قوله. وهنأ «العريفي» أقباط مصر بوصية الرسول محمد، بقوله: «هنيئًا لكم أيها القبط إذ أوصى بكم رسولنا، وقد ذكر ربنا مصر في القرآن فمدح أرضها». وربط بين قول الله تعالى في القرآن الكريم بدخول المسجد الحرام «آمنين» عند فتح مكة، ودخول مصر كما جاء في سورة «يوسف»، موضحًا بقوله: «ولما ذكر الله مصر، قال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين». وأضاف «العريفي»: «أيها المصريون تقديرًا لعزة أهل مصر، ضرب الله بكم الأمثال في كتابه»، مشيرًا إلى قصص النبي موسى وآسيا زوجة فرعون، التي دعت الله أن يبني لها بيتًا في الجنة. وأشاد «العريفي» بمكانة مصر وأهلها، موضحًا بقوله: «مصر مُهيبة الجناب، محببة للأهل والأحباب، مؤنسة للزائرين والأغراب، والعجم يتذكرون عزها، ومن أرضها خير جندها خرجوا». وتابع: «أهل مصر هم أهل النصيحة والحب، وهم أهل المساعدة عند الكرب، وكان النبي يضرب الأمثلة لأصحابه بأهل مصر»، كما أضاف: «مصر أرض العلماء الأذكياء، وأرض المبدعين النجباء، والغرباء فيها يكرمون، والموهوبون فيها يشجعون»، مشيرًا إلى أنه عندما دخل «القرطبي» لمصر أصبح إمًاما للمفسرين، وصار «باكثير» بمجيئه إلى أرضها روائيا، كما ظهر بها الأئمة والفقهاء. وأثنى «العريفي» على خلق أهل مصر، قائلا: «اشتهر أهل مصر بطيب الأخلاق»، وهم أهل أنس في المجالسة، وشعب يألف ويؤلف ويحب ويُحب، لافتًا إلى خطاب عمر بن الخطاب، أمير المؤمنين، إلى عمرو بن العاص، حاكم مصر وقت الفتح الإسلامي، الذي كتب فيه «واغوثاه»، فجمع «بن العاص» المصريين الذين مضوا إلى بيوتهم، وأتوا بالتمر والدقيق والخبز والعسل، وجمعوا شيئا عظيمًا، فعلم «بن الخطاب» بكرم أهل مصر، وكتب مشيدًا بما فعلوه. وقال: «المصريون هم أهل القوة والثبات في الأزمات والفتن»، كما أشاد بمواقف الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مضيفًا: «المصريون أكثر الناس احترامًا للصحابة، وهم أكثر الناس تقديرًا لكتاب رب العالمين». وعن أفضال مصر على المملكة العربية السعودية، أشار «العريفي» إلى أن «أول جامعة سعودية رأسها مصري، ولن تجد وزيرًا أو مسؤولا في السعودية إلا وستجد معلمًا مصريًا له عليه فضل»، كما لفت إلى أن المناهج التعليمية السعودية أعدها المصريون، كما أن «أول طريق بين مكةوجدة عملته مصر، ولا ننسى أن أولى البعثات التعليمية السعودية كانت إلى مصر، وأول إمام استعمل مكبر الصوت في الحرم المكي كان مصريًا»، حسب قوله. ودعا الله أن «يجعلنا قوة واحدة، ننصر العلم والدين ونعز الضفاء وندحر المستبدين والطغاة»، وأن «يرنا عجائب قدرته في بشار الأسد، وينصر الثورة السورية، وأن ينصر الفلسطينيين على اليهود، ويوحد كلمة المسلمين في ليبيا وتونس، ويجعل بلاد الحرمين رافعة لرايات الإسلام».
