نجحت جهود المجموعة المكلفة من قِبَل أسامة صالح وزير الاستثمار، والتابعة للوزارة، فى إقناع العاملين بشركة الشرقية للدخان بفض اعتصامهم الذى استمر على مدار يومين، لتبدأ الأمور فى العودة إلى مسارها الطبيعى داخل مقر الشركة الجيزة.
كان أسامة صالح وزير الاستثمار قد تدخل لاحتواء أزمة العاملين بالشركة، وذلك بعد أن تفاقمت الخلافات بين العمال ومجلس إدارة الشركة على مدار الأيام الماضية، مما نتج عنه تسجيل خسائر بالغة للشركة واحتقان متصاعد فى المواجهات بين موظفى وقيادات الشركة، وصل حد قيام العمال بإعاقة حركة المرور خلال اعتصامهم أمام مقر الشركة مطالبين بزيادة الأرباح السنوية إلى 42 شهراً، وصرف بدل نقدى يبلغ 400 جنيه مقابل الوجبة، وزيادة بدل طبيعة العمل للعمال، بالإضافة إلى بدل انتقال للعاملين بمصنع الشركة فى مدينة 6 أكتوبر.
وقد أسفرت المناقشات بين أسامة صالح والعاملين بالشركة إلى التوصل لحلول توافقية أرضت كافة الأطراف، حيث تضمن الحقوق المشروعة للعاملين، مع احترام الإطار الواجب توفره فى علاقة العمل بين الموظفين والإدارة.
وقد أكد أسامة صالح على ضرورة نبذ الخلافات التى من شأنها تعطيل عجلة الإنتاج والتسبب فى إحداث خسائر مالية فى موازنة الشركة، وكذا إحداث الضرر وتعطيل حركة المرور أمام المواطنين، مشدداً على ضرورة مراعاة وتدعيم شعور العمال بالولاء لشركتهم والتفانى فى عملهم والسعى المستمر للتطوير والرفع من أدائهم، فضلاً على ضرورة مراعاة المصلحة العامة للبلاد وللاقتصاد الوطنى عند المطالبة بالحقوق الشخصية، مذكراً بما تشتهر به الشركة من كفاءة عمالها وكثافة نشاطها، وهو ما يجدر الحفاظ عليه بل ومضاعفته فى ظل الظروف الفارقة التى يمر بها الاقتصاد المصرى حالياً، وعدم السماح لبعض المطالب والخلافات الداخلية العابرة بتشويهها.
وأكد وزير الاستثمار على أن مصر تحتاج الآن – وأكثر من أى وقت مضى – إلى شحذ الهمم وتوحيد الصف وتغليب العمل ورفع الإنتاجية نحو مزيد من البذل والعطاء، خاصةً مع الأزمة الاقتصادية التى تشهدها البلاد حالياً، فى ظل ارتفاع عجز الموازنة وقفز معدلات الفقر والبطالة، وضعف نسب الإنتاج نتيجة توتر الساحة السياسية وما يسببه ذلك من ارتباك وتأثر بالغ على الصعيد الاقتصادى.