أصبح ميدان التحرير الذى إنطلقت منه شرارة الثورة المصرية رمزاً للحرية والتعبير عن الرأى بل أصبح هو ملجأ كل من يريد أن يعبر عن رأية من كل أنحاء العالم فمن يريد أن يعرف معنى كلمة حرية يذهب الى الميدان ويرى بنفسه الموجود هناك من المعتصمين ومن المتظاهرين المرسوم على وجوههم علامات الأمل لغداً أفضل . "الفجر" دخلت الى ميدان التحرير اليوم ورصدت ما يحدث فى الميدان من تفاعلات وهتافات تؤكد أن الشعب المصرى هو شعباً عرف معنى الحرية بعد أن ظل سنوات يعانى الكبت ويعانى تقييد حريتة ولن يستطيع أى نظاما فاشى كان أم ديكتاتورى أن يسلبة تلك الحرية.
ويقول الشاعر المصرى قديما "مكراً مفراً مدبراً كجلمود صخراً حطه السيل من على" بهذا البيت نرصد الواقع الذى يعيشة ثوار التحرير منذ قيامهم فى الصباح وحتى خروجهم لعمل المسيرات التى تجوب الميدان وتطالب بإسقاط الإعلان الدستورى .
فقد شهد ميدان التحرير اليوم هتافات من قبل المعتصمين فى الميدان تطالب الدكتور محمد مرسى بإسقاط الإعلان الدستورى وإقالة حكومة الدكتور هشام قنديل لقتلة أطفال أسيوط على حد تعبيرهم حيث أكد الشباب الثائرون فى الميدان للفجر أن القرارات التى أصدرها الدكتور محمد مرسى هى قرارات تجعل منه فرعوناً جديداً على المصريين بعد الرئيس المخلوع حسنى مبارك كما أن عدم احترام الدكتور محمد مرسى للقانون والدستور الذى أقسم أن يحترمة تجعل الثوار الذين أنتخبوه خوفاً من أن يأتى الفريق احمد شفيق التابع للنظام السابق يخافون منه ويصدقون جميع الكلام الذى كان يردد من أن الدكتور محمد مرسى سوف تكون قراراتة من مكتب الإرشاد وليست من قصر الإتحادية .
وأكد بعض المعتصمين "للفجر" أن لجان التأمين بالميدان قامت بطرد المتسولين والبلطجية وحركة أنا أسف ياريس "وحركة فلول " من ميدان التحرير حتى لا يقول الإخوان أن الموجودين فى التحرير حاليا هم أتباع للنظام السابق .
وأضاف المعتصمين أن قوات الشرطة قامت بالأمس بإطلاق الغازات والقنابل المسيلة للدموع على المعتصمين فى الميدان بحجة أن هناك بلطجية يختبأون مع الثوار فى الميدان وبخصوص هذا الشأن طالب المعتصمين من قوات الشرطة بالقبض على البلطجية الموجودين على مداخل ومخارج ميدان التحرير حتى لا يقول البعض عن المعتصمين من أنهم بلطجية لذلك نطالب قوات الشرطة من خلال جريدة الفجر بالقبض على البلطجية وسوف نساعدهم على ذلك .
وأشار المعتصمين الى أنهم قاموا بالقبض على لصاً بالأمس قام بسرقة جهاز "أى فون " من إحدى السيدات فى الميدان وقامت اللجان الشعبية بالتحفظ عليه داخل إحدى الخيام .
وفى السياق ذاته قامت قوات وزارة الداخلية ببناء حائط خرسانى ناحية شارع مجلس الشورى وبجوار مسجد عمر مكرم لمنع المتظاهرين من الذهاب الى وزارة الداخلية أو مجلس الشورى حتى لا يتحدث أى إشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين . وعلى الصعيد ذاته أكد بعض الثوار المحتجون من أعضاء الحزب المصرى الديمقراطى أنهم لن يرجعوا من الميدان حتى إسقاط الإعلان الدستورى وهم الأن يجهزون لجمعة غداً والتى أطلق عليها جمعة " الإنذار الأول" فى أشار واضحة الى توجية الإنذار الى الدكتور محمد مرسى لمطالبتة بتنفيذ مطالب المعتصمين فى الميدان وإلا سوف يكون هناك تصعيد من نوع أخر.
وطالب المعتصمون من أعضاء التيار الشعبى من الدكتور محمد مرسى بالرضوخ لمطالب القضاة والمحكمة الدستورية والجمعية العمومية لنادى القضاة وتنفيذ المطالب كاملة والتى تتلخص فى "إسقاط الإعلان الدستورى المكبل" على حد وصفهم حيث وجه أعضاء التيار الشعبى رسالة للدكتور محمد مرسى قالوا له فيها " لقد أسقطنا مبارك لأنه كان يريد أن يجعل القانون عبارة عن دستوراً له هو فقط لكى يستطيع من خلاله أن يقوض الشعب المصرى وينصب نفسه رئيسا للأبد وهذا مايرفضة الشعب لذلك نطالبه بأن لا يسير على نهجه لأنه سوف يلاقى نفس مصيرة.
وفى السياق ذاته قام عدداً من البلطجية الذين قاموا الثوار بطردهم من الميدان بإغلاق الشارع المؤدى الى كورنيش قصر النيل وبالتحديد أمام فندق سميراميس وقاموة بتكسير إحدى السيارات التى كانت تقف بجوار الفندق مما جعل النزلاء الموجودين داخل الفندق يصابون بحالة من الذعر.
لذلك قامت قوات الشرطة بإطلاق الاعيرة النارية والقنابل المسيلة للدموع فى الهواء لتفريق هؤلاء البلطجية الذين هتفوا ضد وزارة الداخلية وضد كل من يحاول أبعادهم عن الميدان .
وعلى الجانب الاخر وداخل الميدان قام عدداً من شباب الثورة بإنشاد الأغانى الوطنية "للشيخ سيد درويش "والشيخ أمام " وبعض الاغانى الأخرى التى تذكر عظمة مصر وشعبها على مر التاريخ.
وأضاف الشباب الى أنهم سوف يشاركون غداً فى جمعة "الإنذار الأول " التى أطلق عنوانها معتصمى التحرير.