رصدت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية حالة الفوضى والضبابية التي تجتازها مصر بعد عصور من الديكتاتورية، مؤكدة أن المواجهات التي تشهدها الساحة السياسية المصرية بين جماعة الإخوان المسلمين ضد المتظاهرين إنما تقلص من فرص الخروج الإيجابي من نفق الفترة الانتقالية. ونوهت الصحيفة في تعليق -أوردته في موقعها الإلكتروني الأربعاء- عن عدد من النقاط محل التساؤل لدى الحديث عن اجتياز منظم للفترة الانتقالية منذ نجاح الثورة في الإطاحة بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، من تلك النقاط طول مدة حكم العسكر عما كان موعودا به، وكذلك تأخر وصول البرلمان الجديد الموعود، مشيرة إلى أن مصر اليوم في عدد من الوجوه أكثر اضطرابا مما كانت عليه في يناير وفبراير من العام الماضي 2011 إبان الإطاحة بدولة مبارك البوليسية.
ودللت الصحيفة الأمريكية على استمرار دوران المصريين في دوامة الفوضى الانتقالية بالإشارة إلى ما شهدته شوارع وميادين القاهرة وثلاث مدن أخرى على الأقل أمس الثلاثاء -على خلفية الإعلان الدستوري الأخير الذي أصدره الرئيس محمد مرسي والذي يرى فيه قضاة مصر محاولة غير مسبوقة للاستحواذ على السلطة من قبل رئيس الجمهورية- حيث ارتفعت الصيحات مرددة الشعارات نفسها التي رددوها من قبل ضد مبارك، ولكن هذه المرة تغير الاسم والحزب وبقيت الشعارات دون تغيير، لافتة إلى حرق المتظاهرين لعدد من مقار الإخوان المسلمين في عدد من المدن، على غرار ما حدث لمقار الحزب الوطني وأقسام الشرطة إبان ثورة 25 يناير.
ولفتت الصحيفة إلى أن كل ما أنجزته مصر على مدى 22 شهرا على أثر مبارك يتمثل في وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم بانتخاب مرسي، إلى جانب إجراء انتخابات برلمانية حققت فيها الجماعة أغلبية مع عدد غير قليل من المقاعد حصل عليها عدد من الأحزاب العلمانية، غير أن القضاء المصري قضى ببطلان نتائج تلك الانتخابات لينحل البرلمان سريعا على أثر هذا الحكم القضائي.