اعتزل وزير الدفاع الاسرائيلي منذ اكثر من خمس سنوات ايهود باراك والحليف المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الاثنين الحياة السياسية محدثا مفاجاة قبل اقل من شهرين من اجراء الانتخابات التشريعية في اسرائيل. وقال باراك في مؤتمر صحافي في تل ابيب "قررت الاستقالة من الحياة السياسية وعدم المشاركة في الانتخابات المقبلة" مؤكدا رغبته في "التركيز على اسرته". واضاف الرجل الثاني في الحكومة الاسرائيلية "سانهي مهامي كوزير للدفاع مع تشكيل الحكومة القادمة خلال ثلاثة اشهر". ورفض باراك ان يجيب بالتاكيد او النفي ان كان سيقبل ترشيحه "بشكل شخصي" من قبل نتانياهو في الحكومة المقبلة حيث يستطيع نتانياهو المرشح الاقوى للفوز تعيين شخصية ليست عضوا في الكنيست (البرلمان) على راس احد الوزارات. من جهته، اكد مكتب نتانياهو في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر "احترامه لقرار ايهود باراك" وشكره على "عمله المشترك في الحكومة". واعرب عن "تقديره لدوره الكبير في تعزيز امن الدولة". ويأتي هذا الاعلان بعد خمسة ايام من انتهاء العملية العسكرية الاسرائيلية "عمود السحاب" ضد قطاع غزة التي وصفها باراك بالايجابية "للحظة". اما تسيبي ليفني وزيرة الخارجية السابقة ورئيسة حزب كاديما السابقة فقالت "امل ان يواصل باراك مساهمته في تحقيق الرؤية الصهيونية لدولة يهودية وديمقراطية وامنة من شانها ان تعيش بسلام مع جيرانها". ورأى محللون ان استقالة باراك متعلقة باستطلاعات الراي التي تقول بان حزبه لن يحصل على اي مقعد واحد. ويعد باراك (70 عاما) واحدا من افضل الخبراء العسكريين في الدولة العبرية حيث دخل الحياة السياسية في منتصف التسعينات بعد تركه الجيش الاسرائيلي. وقد تولى قيادة قوات النخبة في الجيش الاسرائيلي قبل ان يعين رئيسا للاركان، وتراس الحكومة بين 1999 و2001. وبعد استقالته من حزب العمل في كانون الثاني/يناير 2011 للحفاظ على منصب وزير الدفاع في حكومة بنيامين نتانياهو المؤلفة من اليمين المتطرف والاحزاب الدينية،قام باراك بتاسيس حزب جديد مع 4 نواب اخرين انشقوا عن العمل باسم "الاستقلال". ورأى المعلقون انه سيكون من الصعب عليه المحافظة على وزارة الدفاع في ظل هذه النتائج بينما يتطلع الكثير من صقور حزب الليكود اليميني بزعامة نتانياهو ومن بينهم وزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعالون الذي كان رئيسا سابقا لهيئة اركان الجيش الى شغل هذا المنصب. وذكرت وسائل الاعلام بان نتانياهو رفض الالتزام بشكل رسمي بابقاء باراك في وزارة الدفاع. وكان لوبي االاغلبية الحاكمة بحسب الاستطلاعات لمستوطنين واليمين المتطرف شن حملة ضده في الاشهر الاخيرة متهما اياه "بابطاء" الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة. وبخروج باراك وفي حال فوز الاغلبية الحاكمة بحسب الاستطلاعات، سيتعزز الخط المتشدد في الحكومة ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس وضد ايران العدو اللدود للدولة العبرية. وبعد ان كان مؤيدا لشن ضربة ضد المنشات النووية الايرانية ،اصبح باراك حاليا يعارض شن عملية مماثلة. ولم يتوقف نتانياهو المدعوم بوزير خارجيته المتطرف افيغدور ليبرمان رئيس حزب اسرائيل بيتنا المتطرف واللذان سيتقدمان بلائحة مشتركة في الانتخابات المقبلة عن التهديد بضرب ايران. وخلال عملية "عمود السحاب" التي انتهت الاربعاء الماضي بعد التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار فان باراك بحسب وسائل الاعلام عارض شن حملة برية كبيرة ضد قطاع غزة الامر الذي اقنع نتانياهو بالعدول عن ذلك. وشن الجيش الاسرائيلي غارات جوية على قطاع غزة اوقعت اكثر من 170 قتيلا فلسطينيا.