بنيامين نيتانياهو رغم أن رئاسته للوزراء كانت قصيرة إلا أنها كانت درامية إلى حد ما , فقد تولى بنيامين نيتانياهو رئاسة الوزراء عام 1996 خلفاً لشيمون بريز , ولأنه ولد عام 1949 أي بعد قيام الدولة العبرية فقد أصبح بذلك أصغر من يتولى رئاسة الوزراء الإسرائيلية حيث كان عمره حينذاك 47 عاماً. وعلى الرغم من فوز نيتانياهو برئاسة الوزراء ممثلاً عن حزب الليكود إلا أنه اضطر للتحالف مع الأحزاب السياسية المتشددة مثل شاس وحزب التوراة الموحد وذلك بعد فوز حزب العمل بأغلب المقاعد في الكنيست. وكانت أبرز سياسة انتهجها نيتانياهو في فترة حكمه سياسة اللاءات الثلاثة : "لا للانسحاب من مرتفعات الجولان , لا نقاش في مسألة القدس , لا مفاوضات تحت أي شروط مسبقة". وكان نيتانياهو قد وعد الناخبين بعدم تفريطه في أي شبر من الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل إلا أنه فعل ذلك في النهاية تحت ضغط الولاياتالمتحدة برئاسة بيل كلينتون في ذلك الوقت. وعلى الرغم من مواقفه المتشددة حيال اتفاق سلام يسمح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة إلا أنه سلم السلطة الفلسطينية 80% من الخليل في 1997 , كما وقع اتفاقية "واي ريفر" في 23 أكتوبر 1998 والتي تحدد خطة انسحاب أكبر للجيش الإسرائيلي من الضفة الغربية. وأدت هذه الاتفاقيات إلى غضب مؤيديه خاصة بعد تورطه في قضية فساد , وتمت الدعوة لانتخابات مبكرة قبل موعدها بحوالي 17 شهراً , وفاز إيهود باراك برئاسة الوزراء عام 1999. أما الأن فتبدو مواقف نيتانياهو أكثر تشدداً سعياً للحصول على تأييد أكبر عدد من الإسرائيليين فقد أعرب عن رغبته في إسقاط حماس وكان من المؤيدين لشن هجوم عسكري على غزة , وعارض تفكيك مستوطنات يهودية عشوائية في الضفة الغربية بالقوة , وعندما أجرى إيهود أولمرت رئيس الوزراء السابق مفاوضات مع سوريا بالنسبة لهضبة الجولان أكد نتانياهو اعتراضه على هذه المفاوضات وقال أن إسرائيل يجب أن تحتفظ بالهضبة مهما يكن. أما بالنسبة لإيران فهو دوما ما يقارنها بألمانيا ويقول أنها بمجرد أن تمتلك قوة نووية ستشن حرباً عالمية ثالثة , كما أنه دوما ما يصف النظام الإيراني الحاكم بأنه نظام نازي متطرف. ويبدو أن مواقفه المتشددة نجحت في جذب الناخب الإسرائيلي إليه حيث تشير نتائج استطلاعات الرأي إلى أن نتانياهو هو الأوفر حظاً في السباق للفوز بمنصب رئيس الوزراء , ويتُوقع أن يحصل حزبه الليكود على 28 مقعد من مقاعد البرلمان ال120 , كما سيكون بإمكانه تشكيل حكومة ائتلافية جديدة في إسرائيل خاصة بعدما وعد الناخبين بتشكيل حكومة وطنية واسعة إلى أكبر حد ممكن وهو ما سيجعله يحصل على دعم الأحزاب الدينية وخاصة اليمين المتطرف. إيهود باراك أصبح إيهود باراك رئيساً لحزب العمل عام 1996 , وفي 17 مايو 1999 تولي باراك رئاسة الوزراء خلفا لبنيامين نتنياهو , وكون حلفاً مع حزب "شاس " المتعصب والذي حصل على 17 مقعد من أصل 120 في الكنيسيت , وترك حزب "ميريتز" الائتلاف احتجاجا على اعطاء مزيد من النفوذ لنائب وزير التعليم المنتمي لشاس. ويمكن القول أن الشئ الوحيد الذي يحسب لباراك في فترة ولايته القصيرة للوزراء هو انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في 24 مايو 2000 , وذلك تنفيذاَ لوعده الذي وعد به أثناء حملته الانتخابية عام 1999 بالانسحاب من الجنوب اللبناني في غضون عام نزولا على رغبة الشارع الإسرائيلي الذي كان قلقاً من تزايد القتلى من الجنود الإسرائيلين على يد حزب الله. كان باراك طرفاً في قمة كامب ديفيد لعام 2000 للوصول إلى حل للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني إلا أن المفاوضات فشلت وألقى باراك اللوم على الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بأنه السبب الأساسي في تعثر المفاوضات. ولكن باندلاع انتفاضة الأقصى الثانية وما صاحب ذلك من حمام دم طال الفلسطينين - حيث استشهد منهم 5,500 فلسطيني- والإسرائيلين - الذين قُتل منهم ألف شخص - , ووسط اتهامات له بأنه مغرور لا يسمع إلا لنفسه اضطر باراك لتقديم استقالته في ديسمبر 2000 مما استدعى الدعوة لانتخابات مبكرة.