نشر مركز "مدار" للدراسات الإسرائيلية مؤخرًا دراسة عن مدى تأثير العملية العسكرية "عمود السحاب " التى شنها الجيش الإسرائيلى ضد قطاع غزة على الإنتخابات الإسرائيلية، ومؤكدة أنه عامل مهم في صندوق الإقتراع. وأكد محللون سياسيون إسرائيليون أن العملية العسكرية الإسرائيلية "عمود السحاب" ضد قطاع غزة ستؤثر على الإنتخابات العامة في إسرائيل، التي ستجري في 22 يناير 2013، وقد يستفيد منها بشكل مباشر كل من رئيس الحكومة نتنياهو، ووزير الدفاع إيهود باراك. وكتبت"سيما كدمون" محللة الشؤون الحزبية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن "نتنياهو غيّر الأجندة ولا يوجد بين رؤساء الأحزاب الأخرى شخصيات تملك الخبرة السياسية والأمنية، لا رئيسة حزب "العمل" شيلي يحيموفيتش، ولا رئيس حزب "يوجد مستقبل" يائير لبيد." وأضافت "أن المؤسسة السياسية صمتت ووقفت كلها خلف نتنياهو، ولن يجرؤ أحد على مهاجمة نتنياهو أو الاحتجاج على رفع أسعار الكهرباء وعلى غلاء المعيشة". ومن جانبه، أشار "ألوف بن" رئيس تحرير صحيفة "هآرتس" إلى أنه عندما يشعر الحزب الحاكم بأنه مهدد في صندوق الاقتراع فإن أصابعه تصبح خفيفة على الزناد، موضحًا أن هذا ما حدث عشية انتخابات عام 1981، عندما تم تدمير المفاعل النووي العراقي، وعندما تم شن عملية "عناقيد الغضب" في لبنان عشية انتخابات العام 1996، وعملية "الرصاص المصبوب" عشية انتخابات العام 2009، لكن في الحالتين الأخيرتين خسر الحزب الحاكم مقاليد الحكم. وأضاف "بن" أن العملية العسكرية الحالية 'عمود السحاب' تنتمي إلى هذه الفئة من العمليات التى تهدف الى اكتساب الاصوات، كما أن حربا ضد حماس ستقضي على ترشيح "إيهود أولمرت" الذي توقع مؤيدوه أن يعلن عن خوضه الانتخابات. وأكد بن أنه "عندما تدوّي المدافع، نرى على الشاشة نتنياهو وباراك فقط، وعلى جميع السياسيين الآخرين تحيتهم وحسب". و أن النتائج السياسية للعملية العسكرية ستتضح في يوم الانتخابات" واستدرك قائلا :" لكن انعكاساتها الإستراتيجية ستكون معقدة إذ يتعين على إسرائيل ضمان ألا تؤدي العملية إلى انهيار السلام مع مصر بقيادة حركة الإخوان المسلمين الوصية على حماس". وكتب "شالوم يروشالمي" المحلل السياسي في صحيفة "معاريف" أنه مع مثل هذه العمليات يتم إزاحة المواضيع السياسية والاجتماعية جانبًا وربما ستنتظر أربع سنوات أخرى". وأضاف يروشالمي "أن الأجندة الأمنية سيطرت على صندوق الاقتراع. فلا توجد معارضة وإنما الروح الوطنية وحسب." وأي قول يصدر عن اليسار سيعتبر معاديًا للروح الوطنية، وقادة أحزاب الوسط - اليسار توجهوا إلى ستوديوهات قنوات التلفاز فقط من أجل التعبير عن مواقف داعمة لخطوات الحكومة العسكرية. ولن يجرؤ أحد على طرح أسئلة كي لا تنخفض شعبيته في الاستطلاعات". وخلص يروشالمي على أنه "بإمكان نتنياهو وباراك أن يرفعا شارة النصر الآن، وليس النصر الأمني فقط وإنما النصر الانتخابي أيضا".