نشرت صحيفة واشنطن بوست خبرا اوردت فيه ان أنصار الرئيس المصري السابق حسني مبارك والمدافعين عن حقوق الإنسان الذين كرسوا أنفسهم لاسقاط المستبد لم يتخيلوا ابدا أن يجدوا أنفسهم يرددون نفس الشعارات.
ولكن مع قرار الرئيس المصري محمد مرسي يوم الخميس لتوليه سلطة شبه مطلقة على بلاده، على الأقل في الوقت الراهن، احتشد العلمانيين من كل مكان بطرق لا يمكن تصورها فقط منذ أسبوع. مع دعم الاسلاميين لمرسي إلى حد كبير ، سرعان ما سيأخذ الصراع شكل المعركة بسبب قرار جعل للدين دورا في الحكومة بعد الثورة في مصر.
يوم الاحد، على الرغم من تمرد رجال القضاء الوليد, قال مكتب مرسي انه سيتمسك بقراراته. كما استعرض توسيع سلطاته مؤخرا لأول مرة، و قام بتغيير قوانين العمل بعدة بالقرارات. وفي علامة على الخوف من عدم الاستقرار في المستقبل، انخفض مؤشر البورصة المصرية الرئيسي بما يقرب من 10 في المئة في يوم التداول الأول منذ إعلان مرسي لقراراته. كان هذا اشد انخفاض لها منذ الايام التي يسودها الاضطراب مباشرة بعد الثورة.
لكن مرسي أعلن انه سيلتقي مع مجموعة من القضاة في مصر يوم الاثنين، ووضع إمكانية لتقديم تنازلات. و يخطط حلفاء مرسي من الإخوان المسلمين و المعارضة لتنظيم مظاهرات في جميع أنحاء البلاد يوم الثلاثاء في محاولة لحشد التأييد، المؤيد والمعارض، في أكبر اختبار حتى الآن لقوة كل طرف لحشد الحلفاء. في حين انه من المقرر أن تتم الموافقة علي الدستور الجديد في الأشهر المقبلة، اصبح ميدان التحرير - قلب الثورة التي أطاحت مبارك - في الايام الاخيرة مكانا لتجمع العلمانيين الليبراليين.
وفي الوقت نفسه، حشد اعضاء جماعة الإخوان المسلمين , الذين طال قمعهم, أنفسهم أمام المؤسسات التي كانت تستخدم ضدهم. و مع تهديد العديد من القضاة والمدعين العامين بالإضراب، تورطت مصر بسرعة في الأزمة التي قد تهدد المثل الديمقراطية للثورة أكثر من أي تطور آخر حدث في 21 شهرا مضطربة منذ الاطاحة بمبارك.